بعد أكثر من 42 عاماً، أسدل الستار على حقبة القذافي، التي تميزت بصعود وأفول نجم الرئيس الليبي الراحل، معمر القذافي، كما تميزت بفترات عصيبة للعالم وليبيا، وخلالها كان الزعيم الليبي مثيراً للجدل حيناً.. والضحك أحياناً أخرى.. وفي أحايين أخرى مثيراً لسخط الكثيرين في العالم العربي والدول الغربية.
القذافي هو صاحب "نظرية" عالمية تفتقت عنها عبقريته لتنافس النظريتين "الاشتراكية" و"الرأسمالية"، وصاغها في كتابه الشهير "الكتاب الأخضر" الذي أصدره في العام 1976، وألف كذاك كتباً بعنوان "إسراطين.. الكتاب الأبيض" و"تحيا دولة الحقراء."
كما أنه كاتب قصصي، من أعماله الأدبية "القرية.. القرية، الأرض.. الأرض، وانتحار رائد الفضاء" و"ملعونة عائلة يعقوب، ومباركة أيتها القافلة" و"عشبة الخلعة والشجرة الملعونة."
ولد معمر القذافي في السابع من يونيو/حزيران عام 1942، بمنطقة "شطيب الكراعية"، التابعة لـ"وادي جارف"، بمحافظة "سرت"، وقاد ثورة شعبية تولى على أثرها السلطة في ليبيا منذ الأول من سبتمبر/أيلول عام 1969 حتى مقتله في العشرين من أكتوبر/تشرين الأول 2011.
القذافي الذي كان شغوفاً بالألقاب، صار اسمه يرافق منذ مقتله الخميس بكلمة "الراحل"، وقبلها وتحديداً منذ استيلاء الثوار الليبيين على العاصمة طرابلس، صار يوصف مرات بلقب "الهارب"، ومرات أخرى بـ"المتواري عن الأنظار" ومرات ثالثة بلقب "المخلوع."
على أن القذافي سبق أن أسبغ على نفسه مجموعة من الألقاب مثل: العقيد، والزعيم، وقائد الثورة الليبية وقائد الطوارق وإمام المسلمين، بينما حصل على ألقاب أخرى بحكم توجهاته وطلباته مثل: رئيس تجمع دول الساحل والصحراء وقائد ما يسمى بالقيادة الشعبية الإسلامية.
وبحكم علاقته بالزعيم العربي والمصري الراحل، جمال عبدالناصر، رغم أنها لم تكن قوية، أطلق عليه الأخير لقب "أمين القومية العربية"، كما حصل على لقب "رئيس الاتحاد الأفريقي" بعد أن تبنت الدول الأفريقية اقتراحه بتغيير اسم منظمة الوحدة الأفريقية.
غير أن القذافي توج في 28 أغسطس/آب 2008، بلقب "ملك ملوك أفريقيا" بعد أن بايعه ملوك وسلاطين وأمراء وشيوخ وعُمد أفريقيا ملكاً لهم وبايعوه على ذلك.
"وطالب ملوك وسلاطين وأمراء وشيوخ وعُمد أفريقيا أن يسمى الرئيس الليبي اعتباراً من ذلك التاريخ "ملك ملوك أفريقيا معمر القذافي"، وفقاَ لما ذكرته وكالة الأنباء الليبية في ذلك الحين.
وفي 30 مارس/آذار 2009، تحدث القذافي في مداخلة مثيرة للجدل قال فيها إنه "عميد الحُكام العرب وملك ملوك أفريقيا وإمام المسلمين."
على أن ألقاباً أخرى أطلقت عليه، لكن من رؤساء آخرين، فالرئيس المصري أنور السادات وصفه ذات مرة بأنه "الواد المجنون بتاع ليبيا"، في حين نعته الرئيس الأمريكي الراحل، رونالد ريغان" بوصف "كلب الشرق الأوسط المسعور."