أنا الـآنَ بِلَا أحدٍ ،
أمشِي بِ حذَاءِ الغيَابِ وَ أتركُ وَرَائِي أُمنياتِ الوَجْدِ ، أقتنِي الـأشيَاءَ الفَرْدِيَةْ ،
وَ أكتُبُ رَسَائِلِي لِ رَجُلٍ لَنْ يَأتِ صَيْفَ هَذَا العَامِ ،
لِيَسْتَلِمَ مَشَاعِرِي عَلَى هَيْئَةِ حُرُوفٍ مُغطَّاةٍ بِ كَاكَاوِ الحَنِينِ .
أنَا قَديمَةْ كَ قَصَصِ الـأحزانِ البَارِدَةْ ، أُزاوِلُ الحَيَاةَ عَلَى أنَّهَا كَارِثَةْ إلَهِيةْ ،
عَلَيَّ أنْ أتوقَّفَ عَنْ تَعْذِيبِي بِهَا ، أصْبَحْتُ أبتعِدُ تدْرِيجِياً عَنْ الحُلْمِ ،
لِ أَشْتهِي أنْ يَمْرُقَ يَوْمِي مِنْ غَيْرِ آيَاتٍ فَقْدِيَةْ ، تجْعَلُنِي أهرْوِلُ نَاحِيَةَ الصَّدْرِ أتحسَّسُ الـألمَ الذِّي يعُضُّ قلبِي بِ أنْيَابٍ صَدِئَةْ .
أنَا بِ لَا أحدٍ و هذَا يَجعَلُني ناقِمةً علَى نَفْسِي قَبْلَ أيِّ شَخْصٍ آخرَ ،
أصبْحتُ أمشِي عَلَى عَيْنِي حتَّى لَا أُحدِّقَ فِي أمنِيَاتِي بِهِ ، حَتَّى أُصَاب بِ الرَّمَدِ العَاطِفِي ، وَ أكتْفِي بِ شَنْقِ فلَذَاتِ اليُتْمِ وَ أُغنِّ مِنْ أجْلِ كُلِّ تِلْكَ الخرابَاتِ المُعْشوشَبَةِ بِ داخِلِي .
قُلْتُ لِ أمِّي : - أنِّي مُتعبة و أريدُ أنْ لـا أريدْ
حملقَتْ بِ ضَيَاعِي ، وَ همسَتْ ألمْ تَقُولِي أنَّ السَّفَرَ سيُرِيحُ فِكْرَكِ ، ها أنتِ سافرْتِ وَ عُدْتِ أكثر إِشراقاً مَاذا حدثَ ؟؟
تملْملتُ قليلًا وَ ابتسمتُ تِلكَ الـإبتسامةَ الصَّفراءْ اللعينةْ و خاطَبْتُنِي :
- كيفَ صدَّقتُ تِلكَ السَّعادة وَ كيفَ كنتُ مِنَ الصدِّقينَ وَ تشْرِيدِي مِنْ مُدُنِ الفَرَحِ كَانَ سكِّيناً بَائِساً ، يفصْلُ رأسَ قلبِي عنْ جَسَدِهْ ؟؟
لقدْ كنتُ مُخطئةً يَ آمي ،
و عليَّ أنْ أترجَّلَ مِنْ سفينةِ الوهمِ ، فَ رِئتِي نضحتْ ماءً مالِحاً وَ حلْقِي بَاتَ جافًّا كَ عُرُوقِ ميتٍّ .
أنا بِلَا أحدٍ الـآنْ !!
غائِمَةْ وَ مُضطرِبَةْ ،
باهِتة وَ سودَاءْ ،
كالِحَةْ وَ مُرتعِشةْ ،
فاتِنة حدَّ الـإنزواءِ اضْمحْلَالًا ،
سيئة حدَّ خلعِ أضراسِ جُنُونِي وَ سفْكِ عراقٍ جديدةٍ بِي وَ امتِهَانِ البُعْدِ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ جمِيلٍ حتَّى هذا البَلَدْ .
أنَا بِ لَا أحدٍ وَ لَا أريدُ أحداً بعْدَ الـآنْ ،
وَ لَا أُريدُ لِ أحدٍ أنْ يُرِيدَنِي ، وَ لِ أنِّي أقسَمتُ أنْ لَا أُعودَ إلى هذا العالمِ الـإفتِراضِي ،
سأتوكَّلُ على أبجديةٍ ما خُلِقَتْ على يدِ امْرَأَةٍ غيْرِي ،
وَ سَأمُوتُ كَ نَبِيٍّ طَالَتْهُ أيادِ الغدْرِ وَ نَسِيَهُ الرَّبُ بِ كهْفِ الرِّماحِ فَ خدعهُ ضوءُ الـإيمانِ بعدَ فواتِ الـآوانْ .