العودة   منتديات عتيبه > الأقسام الإسلامية > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي كل ما يتعلق بديننا الإسلامي حسب مذهب أهل السنة و الجماعة

إضافة رد
كاتب الموضوع البّدر مشاركات 38 المشاهدات 5095  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
قديم 07-16-2009, 10:06 PM   #21
معلومات العضو
شيخ الشيوخـ

عضـو الإدارة

رقم العضوية : 17204
تاريخ التسجيل: Apr 2009
مجموع المشاركات : 5,461
الإقامة : نجــــد العذيه
قوة التقييم : 10
شيخ الشيوخـ will become famous soon enough

البدر جزاك الله خير

موضوع ثري عن الاماام العلامه بن جبرين وان كان لايوفيه حقه


إذا مامات ذو علمٍ وفضلٍ .... فقد ثلمت من الاسلام ثلمه



قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏....(‏ ‏إن الله لا ينتزع العلم من الناس انتزاعا ولكن ‏ ‏يقبض ‏ ‏العلماء فيرفع العلم معهم ........إلى آخر الحديث ) رواه مسلم


اسئل الله ان يغفر له ويحسن مثواه ويجبر مصاب الاسلام فيه ...



كل الشكر لك اخوي البــدر

,,

شيخ الشيوخـ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-20-2009, 06:29 PM   #22
معلومات العضو
البّدر

مشرف سابق

عضو اللجنة الإعلامية

الصورة الرمزية البّدر
رقم العضوية : 4491
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مجموع المشاركات : 11,024
الإقامة : بـــآريس نـ ـجــد
قوة التقييم : 42
البّدر has a spectacular aura aboutالبّدر has a spectacular aura about

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت الهيــــلا مشاهدة المشاركة



نسأل الله أن يمن عليه بالرحمة والمغفرة


وأن يجعل ماقدم في خدمة الدين والعلم نوراً له في قبره وطريقاً للجنة


كما نسأله أن يعوض الأمة خيراً في علمائها ..

جزاك الله خير البدر وبارك فيك




[align=center]

ولك بالمثل .. اختي بنت الهيلا ..
[/align]
التوقيع : البّدر




رحمة الله عليك ياوالدي الغالي
البّدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-20-2009, 06:29 PM   #23
معلومات العضو
البّدر

مشرف سابق

عضو اللجنة الإعلامية

الصورة الرمزية البّدر
رقم العضوية : 4491
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مجموع المشاركات : 11,024
الإقامة : بـــآريس نـ ـجــد
قوة التقييم : 42
البّدر has a spectacular aura aboutالبّدر has a spectacular aura about

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيخ الشيوخ مشاهدة المشاركة
البدر جزاك الله خير

موضوع ثري عن الاماام العلامه بن جبرين وان كان لايوفيه حقه


إذا مامات ذو علمٍ وفضلٍ .... فقد ثلمت من الاسلام ثلمه



قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏....(‏ ‏إن الله لا ينتزع العلم من الناس انتزاعا ولكن ‏ ‏يقبض ‏ ‏العلماء فيرفع العلم معهم ........إلى آخر الحديث ) رواه مسلم


اسئل الله ان يغفر له ويحسن مثواه ويجبر مصاب الاسلام فيه ...



كل الشكر لك اخوي البــدر

,,


[align=center]
العفو اخوي شيخ ..
بارك الله فيك
[/align]
البّدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-21-2009, 06:31 PM   #24
معلومات العضو
البّدر

مشرف سابق

عضو اللجنة الإعلامية

الصورة الرمزية البّدر
رقم العضوية : 4491
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مجموع المشاركات : 11,024
الإقامة : بـــآريس نـ ـجــد
قوة التقييم : 42
البّدر has a spectacular aura aboutالبّدر has a spectacular aura about

[align=center]

العلامة الزاهد ابن جبرين


عبدالملك محمد القاسم


إن العلماء ورثة الأنبياء، مصابيح الدجى وأعلام الهدى، حفظ الله بهم الدين وأنار السبيل، تضرب لهم أكباد الإبل وتطوى لأجلهم وتثنى لعلمهم الركب، قال صلى الله عليه وسلم: (العلماء ورثة الأنبياء) (رواه أحمد). وممن نفع الله بعلومهم في الأزمنة المعاصرة فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين -رحمه الله- الذي وافاه الأجل ظهر يوم الاثنين 20-7-1430هـ، فقد كان من بقية السلف الصالح، عَلَماً من أعلام الدين ورأساً من رؤوس العلم، نفع الله به البلاد والعباد عبر رحلة طويلة امتدت لأكثر من ثمان وسبعين عاماً قضاها -رحمه الله- في العلم والتعليم أخذاً ونشراً وبذلاً وعطاء، فقد كان هذا ديدنه، عازفاً عن الدنيا، زاهداً فيها لا يعرف البيع والشراء والصخب في الأسواق، بل حياته كلها منصرفة إلى العلم ونفع الإسلام والمسلمين. والشيخ - غفر الله له وأكرم نزله- ممن ترجم لنفسه ترجمة وافية كعادة كثير من العلماء، فقد ولد في عام 1352هـ في إحدى قرى القويعية وتلقى علومه الأولية في بلدته ثم لما قدم إليهم الشيخ عبدالعزيز بن محمد الشثري -رحمه الله- قرأ عليه كثيراً من أمهات الكتب ولازمه، وأتم في معهد (إمام الدعوة) المرحلة الثانوية ومُنِحَ الشهادة الجامعية في عام 1381هـ، كان ترتيبه على الدفعة: الأول، وكان الوالد -رحمه الله- زميله الثاني على الدفعة.
وأتم مرحلة الماجستير والدكتوراه، وكان في تلك الفترة يلازم العلماء ويدرس في حلقهم، ومن أشهرهم: سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم، مفتي المملكة سابقاً، وكذلك: سماحة الشيخ عبدالله بن حميد، وغيرهما من أجلاء العلماء. ولقد بذل -رحمه الله- وقته وعلمه من خلال التدريس في معهد إمام الدعوة، ثم في كلية الشريعة، وانتقل بعد إلى رئاسة البحوث العلمية والإفتاء، حيث عمل عضواً في الإفتاء فنفع الله بعلمه كثيراً، هذا مع أن أبرز أعماله في الفترة التالية هي: إلقاء الدروس في المساجد، وله شروح على كتب كثيرة جداً، مع المحاضرات والخطب وغيرها.
وقد ذكر لي أخي الشيخ عبدالمحسن أنه رتب للشيخ عبدالله هذه الأيام دورة ستقام في المدينة -رحمه الله رحمة واسعة-.
والملاحظ في هذا أن الشيخ مع كبر سنه وتقدم عمره يحرص على الدورات الشرعية والدروس باذلاً وقته وجهده حضراً وسفراً في سبيل الله.
ولست أستقصي في هذه العجالة ما للشيخ من أعمال وجهود، ولكنك حسبك ما أعرفه شخصياً، فقد كان يقدم علينا في مكة في أشهر الصيف وذلك لمساعدة الوالد -رحمهما الله- في طبع المتبقي من مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية وفهارسها، فأنست بقربه صغيراً لمدة ثلاثة أشهر كل عام، وكان يأخذ بيدي ويردد بعض الأبيات المعروفة وأكررها معه ويذكر لي دائماً أنه حضر عقيقتي، ويذكر من حضرها من المشايخ. وقد قام بجهد مشكور مع العم الشيخ سعد، وذلك لإعداد ومراجعة كتاب الجد -رحمه الله- (حاشية الروض المربع)، حيث استغرق العمل أربع سنوات كاملة تتم المراجعة والتصحيح فيها بعد صلاة الفجر حتى طباعة الحاشية. وللشيخ لطف وطيب معشر وحنو على الضعفاء والمساكين وأصحاب الحاجات يَعْرِف ذلك من زاره، وقد ذكر لي الشيخ محمد العريفي نقلاً عن أحد جيران الشيخ وهو من الموسرين، قال: سكن بجوارنا رجل ليس من أهل المنطقة وكنت أراه في المسجد ثم رق قلبي لحاله وسألته عن أموره، فقال: إنها طيبة، ثم أسر إلي أنه لا يحتاج شيئاً. ولمَّا كررا الطلب لمساعدته، قال: إذا مكثت أسبوعاً يأتي رجل قبل صلاة الفجر ويضع بعض الأرزاق عند الباب ولا أعرف من هو، قال التاجر: فأردت أن أعرف من هذا المحسن الذي سبقني، فإذا به الشيخ -رحمه الله- يأتي بسيارته ويضع الأرزاق ثم يذهب.
أسأل الله أن يغفر للشيخ وأن يُجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وأن يخلفه في عقبه في الغابرين، وأن يخلف على أمة الإسلام خيراً.


[/align]

البّدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-21-2009, 06:32 PM   #25
معلومات العضو
البّدر

مشرف سابق

عضو اللجنة الإعلامية

الصورة الرمزية البّدر
رقم العضوية : 4491
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مجموع المشاركات : 11,024
الإقامة : بـــآريس نـ ـجــد
قوة التقييم : 42
البّدر has a spectacular aura aboutالبّدر has a spectacular aura about

[align=center]
ابن جبرين عالم فقدناه


د. سعد بن محمد الفياض


من أكبر نعم الله على هذه الأمة، أن حفظ لها دينها برجالها المخلصين وهم العلماء العاملون، الذين كانوا أعلاماً يهتدى بهم، وأئمة يقتدى بهم وأقطابا تدور عليهم معارف الأمة، وأنواراً تتجلى بهم غياهب الظلمة، فهم السياج المتين يحول بين الدين وأعدائه، والنور المبين الذي تستنير به الأمة عند اشتباه الحق وخفائه، فهم ورثة الأنبياء في أممهم وأمناؤهم على دينهم، فإن الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا دينارا، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر، وهم شهداء الله في أرضه، يشهدون أن رسله صادقون مصدقون، وأنهم بلغوا الرسالة وأدوا الأمانة. والعلماء هم أهل الخشية (إنما يخشى الله من عباده العلماء)، وإن فقد العلماء في هذا الزمان مصيبة وأي مصيبة!، لأن فقد العالم ليس فقداً لشخصه! لكنه فقد لجزء من تراث النبوة الذي لا يُعوض عنه مال ولا عقار، ولا متاع ولا دينار. وإن من أعظم ما رُزئت به الأمة في يوم الاثنين الموافق 20-7-1430هـ هو فقد عالمها وعلامتها، العالم الفقيه، والإمام المحدث المحقق، صاحب المؤلفات المؤصلة علماً وضبطاً وتحقيقا، وحجة ودليلا، ذو الكرم الفياض والتواضع الجم، الذي لا يحب الظهور ولا الشهرة، الباحث عن الحق حتى ولو خالف الخلق، بغيته السنة وهدي سلف الأمة. الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن إبراهيم بن فهد بن حمد بن جبرين، بعد سيرة ونشأة عطرة الذي ولد سنة 1352هـ في إحدى قرى القويعية ونشأ في بلدة الرين وابتدأ بالتعلم في عام 1359هـ الذي أتقن القرآن وعمره اثنا عشر عاماً وتعلم الكتابة وقواعد الإملاء، ثم ابتدأ في الحفظ وأكمله في عام 1367هـ، وقد قرأ قبل ذلك في مبادئ العلوم. ففي النحو على أبيه قرأ أول الآجرومية وكذا متن الرحبية في الفرائض وفي الحديث الأربعين النووية حفظاً وعمدة الأحكام بحفظ بعضها.
وبعد أن أكمل حفظ القرآن ابتدأ في القراءة على شيخه الثاني بعد أبيه وهو الشيخ عبد العزيز بن محمد الشثري المعروف بأبي حبيب وكان جل القراءة عليه في كتب الحديث وقرأ أيضاً في الفقه والتفسير والأدب والتاريخ والتراجم واستمر إلى أول عام أربع وسبعين، حيث انتقل مع شيخه أبي حبيب إلى الرياض وانتظم طالباً في معهد إمام الدعوة العلمي فدرس فيه القسم الثانوي في أربع سنوات وحصل على الشهادة الثانوية عام 1377هـ وكان ترتيبه الثاني بين الطلاب الناجحين البالغ عددهم أربعة عشر طالبا.
ثم انتظم في القسم العالي في المعهد المذكور ومدته أربع سنوات ومنح الشهادة الجامعية عام 1381هـ وكان ترتيبه الأول بين الطلاب الناجحين البالغ عددهم أحد عشر طالباً وعدلت هذه الشهادة بكلية الشريعة. وفي عام 1388هـ انتظم في معهد القضاء العالي ودرس فيه ثلاث سنوات ومنح شهادة الماجستير عام 1390هـ بتقدير جيد جداً وفي عام 1399هـ سجل في كلية الشريعة لنيل درجة الدكتوراه واختار (تحقيق شرح الزركشي على مختصر الخرقي) وهو أشهر شروحه التي تبلغ الثلاثمائة بعد المغني لابن قدامة وحصل على شهادة الدكتوراه عام 1407هـ بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف.
ومن أكبر المشايخ الذين تأثر بهم كما ذكرت سابقا شيخه الكبير عبد العزيز بن محمد أبو حبيب الشثري الذي قرأ عليه أكثر الأمهات في الحديث وفي التفسير والتوحيد والعقيدة والفقه والأدب والنحو والفرائض وحفظ عليه الكثير من المتون وتلقى عنه شرحها والتعليق على الشروح، وسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ والشيخ عبد الرزاق عفيفي وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز وغيرهم كثير، نسأل الله أن يرحمهم أجمعين.
بعض الأعمال التي تولاها
تم تعيينه مدرساً في معهد إمام الدعوة في شعبان عام 1381هـ إلى عام 1395هـ.
في عام 1395هـ انتقل إلى كلية الشريعة بالرياض وتولى تدريس التوحيد للسنة الأولى.
ثم في عام 1402هـ انتقل إلى رئاسة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد آنذاك باسم عضو إفتاء، وتولى الفتاوى الشفهية والهاتفية والكتابة على بعض الفتاوى السريعة وقسمة المسائل الفرضية وبحث فتاوى اللجنة الدائمة. وأثناء هذه المدة وقبلها كان يقرأ على أكابر العلماء ويحضر حلقاتهم ويناقشهم ويسأل ويستفيد من زملائه ومن مشائخهم في المذاكرة والمجالس العادية والبحوث العلمية والرحلات والاجتماعات المعتادة التي لا تخلو من فائدة أو بحث في دليل وتصحيح قول ونحوه.
نعم لقد أثلم في الدين ثلمة بوفاة هذا العالم الفقيه الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن جبرين وقطع من الأرض طرف عظيم، بهذا المصاب الجلل، ولكن إن ما يُسلي نفوسنا ويثبت أفئدتنا ما شاهدناه وسمعناه من هذه الألسن التي لهجت بالدعاء للشيخ والجموع الغفيرة التي أدت الصلاة عليه في جامع الإمام تركي بن عبد الله، وإن مما يُسلي مصابنا في فقد شيخنا أننا وإن فقدناه جسداً وشخصاً، فانه بيننا بعلمه ومنهجه، وكتبه ومؤلفاته. فنسأل الله أن يغفر له، وأن يجزيه عن أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - خير ما يجزي عالماً عن أمته وأن يجمعنا به في جنات عدن مع النبيين والصديقين، والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وأسأله سبحانه أن يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء على وقفته العظيمة والاهتمام بحالة الشيخ أثناء مرضه وفترة علاجه وهذا ليس بمستغرب على بلادنا وولاة أمرنا اهتمامهم بالعلم والعلماء، وأساله أيضاً أن يجبر مصاب الأمة في فقيدنا وأن يُحسن العزاء لأبنائه وطلابه وعلمائنا والمسلمين.


[/align]

البّدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-21-2009, 06:33 PM   #26
معلومات العضو
البّدر

مشرف سابق

عضو اللجنة الإعلامية

الصورة الرمزية البّدر
رقم العضوية : 4491
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مجموع المشاركات : 11,024
الإقامة : بـــآريس نـ ـجــد
قوة التقييم : 42
البّدر has a spectacular aura aboutالبّدر has a spectacular aura about

[align=center]
الأمير سطام لـ«الجزيرة»:


جهود ابن جبرين ستبقى خالدة في الذاكرة

الجزيرة - وهيب الوهيبي
نوه صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بالإنابة بالجهود الدعوية والعلمية التي بذلها فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله - عضو اللجنة الدائمة للافتاء سابقاً.
وقال سموه في تصريح خاص لـ(الجزيرة) عقب أدائه صلاة الميت ظهر يوم أمس الثلاثاء في جامع الإمام تركي بن عبد الله بالرياض إن هذه الجهود ستبقى خالدة في ذاكرة الجميع وشاهدة على مآثره وأعماله الجليلة في خدمة الدعوة إلى الله.
وقدم الأمير سطام تعازيه لأسرة الشيخ ابن جبرين وأبنائه سائلاً الله عز وجل أن يتغمده بالمغفرة والرحمة وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.




[/align]

البّدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-21-2009, 06:33 PM   #27
معلومات العضو
البّدر

مشرف سابق

عضو اللجنة الإعلامية

الصورة الرمزية البّدر
رقم العضوية : 4491
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مجموع المشاركات : 11,024
الإقامة : بـــآريس نـ ـجــد
قوة التقييم : 42
البّدر has a spectacular aura aboutالبّدر has a spectacular aura about

[align=center]
رحم الله العلامة ابن جبرين





د. حسن بن فهد الهويمل


لا شك أن لفراق العلماء رنة حزن، وبخاصة من الخلطاء الذين يلمسون أثرهم ويشهدون فضلهم ويتضلعون من علمهم، ويتأثرون بسيرهم العطرة والعلماء ورثة الأنبياء وأطناب الأرض ومنارات الهدى ورحيلهم يترك فراغات قد لا تُسد في الوقت المناسب، وفقد العلامة ابن جبرين رحمه الله بما هو عليه من علم شرعي غزير وحضور فاعل وبذل سخي للجهد والوقت واحتضان لطلبة العلم وسعي إلى الناس في أنديتهم وأماكن تجمعهم وحَمْلٍ لهمِّ الأمة وشعور حاد بالمسؤولية لا شك أنه مؤلم، ومهما جزعنا وتألمنا فإننا لا نقول إلا ما يرضي الله {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} أملاً في الظفر بصلوات الله ورحمته وهدايته.
لقد كان رحمه الله مثال العالم الورع في تواضعه الجم وتواصله القوي وحضوره الفاعل في كافة المحافل، وإذ لم أكن من طلابه ولا من خلطائه إلا أنني أتابع نشاطه وأستمع إلى فتاواه وألقاه كلما قدم إلى المنطقة وفي كل لقاء يزداد إكباري له واحترامي لشعوره الجاد بأوضاع الأمة، ولقد لمست من خلال أحاديثه تضلعه بالمذهب الحنبلي وارتباطه الوثيق بالنص التشريعي، واستيعابه لفقه الأحكام وحرصه التام على توصيل المعلومات صافية نقية، وفوق هذا كله فهو رحمه الله يمتلك لغة الفقهاء فلم يكن متزيداً ولا فضولياً، وحياته كلها عمل متواصل، وهو خير من استثمر الوقت ووظفه لخدمة الإسلام والمسلمين ومن ثم أصبح من كبار المجاهدين بالكلمة تعليماً وإرشاداً.
وغيرته وإحساسه الديني مكَّن له من قلوب العامة حتى أصبح علماً من الأعلام، وما انتابه من مرض امتد معه لسنوات مكَّن له في القلوب، وكان الناس يتابعون حالته الصحية والدولة وفقها الله بذلت جهدها في سبيل تهيئة كافة الأجواء المناسبة لفضيلته ولكن قضاء الله نافذ ولا راد له.
نسأل الله له المغفرة ولذويه الصبر والسلوان وللمسلمين العوض، والذي نحمد الله عليه أن الأمة الإسلامية أمة ولود فإذا طُلَّ عالم قام عالم آخر يتلقى الراية باليمين ليواصل المسيرة وإذا ذهب فقد ترك علماً ينتفع به، ولن ينقطع عمله إذ هو أحد الثلاثة الذين أخبر الرسول أن عملهم لا ينقطع بموتهم، وكل الذي نتمناه أن يكون رحيله إلى الدار الآخرة عبرة لنا ولكل عالم مُسَوِّف أو مقصر فالحياة قنطرة وما كتب الخلود لأحد من الناس {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَر مِّن قَبْلكَ الْخُلْدَ أَفَإن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالدُونَ}.
ومن حزن على فراق حبيب فليذكر مصابه برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أذهل عمر بن الخطاب، ولم يع بعد الصدمة إلا من تلاوة أبي بكر لقوله تعالى وَمَا مُحَمَّدٌ إلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ من قَبْله الرُّسُلُ




[/align]

البّدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-21-2009, 06:34 PM   #28
معلومات العضو
البّدر

مشرف سابق

عضو اللجنة الإعلامية

الصورة الرمزية البّدر
رقم العضوية : 4491
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مجموع المشاركات : 11,024
الإقامة : بـــآريس نـ ـجــد
قوة التقييم : 42
البّدر has a spectacular aura aboutالبّدر has a spectacular aura about

[align=center]
سنلتقي.. يوما ما!


د. سعد بن عبد القادر القويعي


سأرسم من الوفاء حروفا يجسده حجم رثاء، كتبتها بعباراتي قبل كلماتي، اشتياقا لك وتحية يرشح بها قلم محب. بعد أن رحلت على أثرها الأيام، وأتى الموعد على غير انتظار، وانقشعت غيوم الخبر، فعدت لحال الصحو أكثر صمودا.
لقد كنت يا ابن جبرين تمثل تواضع العقلاء، وطيبة البسطاء، وسماحة النبلاء. وكنت بحق مثيرا للجدل في عطائك، وعاصفا في بيان مرادك. لم يزدك علمك إلا تواضعا وإعجابا وعذوبات متراكمة. فلطالما أسديت المعروف والمبرات، فأكسبتك المحامد وطيب الشمائل.
أتذكر جيدا ذاك المساء حين دخلنا جناحه نتجمع لزيارته، فكانت حكاية حب تجمعنا به. وفي ذاكرتي وأنا أكتب مثل هذه الخاطرة، أن أخذ بيدي وكأنه يعرفني منذ سنين. فمر الحب كأنظف ما يراهن عليه الإنسان، وهبت ريح حياته مودعة برحيل جسده أجمل ما فيها من خير بعد أن دب المرض في جسده، لكنه لم يكن قادرا على النيل من معنوياته، وتسللت روحه دون استئذان، فطافت الذكرى بنا نسبل الدمع وتحرق القلب.
ومثلما نذكر ظباء الفلاه، وأناشيد الهوى، ومسالك الروح، وشعاب الوجدان، سنذكر رحلتك يا سماحة الشيخ راضية مرضية في بطون التاريخ، فلا يبقى من الدنيا إلا طيب الذكر، والناس شهود الله على ظهرها.
تلك هي حتمية الموت لمن أراد أن يتدبر ويتعظ، وسنجتمع للعزاء الذي لن يطول، فكلنا راحلون. ولن نبكي رحيل جسدك، بل سنبكي رحيل إرث خلفته علما وتواضعا وخلقا، وسنمسح دموع الذكريات بمناديل الشموخ. وستنطلق إلى السماء دعوات لا حصر لها، بأن يسبغ الله عليك رحمته وغفرانه، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
[/align]

البّدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-21-2009, 06:36 PM   #29
معلومات العضو
البّدر

مشرف سابق

عضو اللجنة الإعلامية

الصورة الرمزية البّدر
رقم العضوية : 4491
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مجموع المشاركات : 11,024
الإقامة : بـــآريس نـ ـجــد
قوة التقييم : 42
البّدر has a spectacular aura aboutالبّدر has a spectacular aura about

[align=center]
وانفرط العقد الثمين)


كلمات في: رثاء فضيلة العلامة الشيخ عبدالله بن جبرين «رحمه الله»





الحمد لله، النافذِ أمره، الغالب قهره الواجب حمده وشكره، وهو الحكيم الخبير، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له في الملك والتدبير، لا رادّ لقضائه ولا معقب لحكمه وهو على كل شيءٍ قدير سبحانه وبحمده جعل لكل أجل كتاباً وللمنايا آجالاً وأسباباً، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله الهادي البشير والسراجُ المنير، صلى الله عليه وعلى آله الأبرار وصحابته الأخيار ما جنّ ليل وبزغ نهار وسلّم تسليماً كثيراً. أما بعد:
فإن لله سبحانه وتعالى الحكمة البالغة والقدرة النافذة في كونه وخلقه، وإن مما كتبه الله جلّ وعلا على خلقه الموت والفناء يقول سبحانه{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}، ويقول - عز وجل-: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ}{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}


حكم المنية في البرية جاري




ما هذه الدنيا بدار قرار




بينا يرى الإنسان فيها مخبرًا




حتى يرى خبرًا من الأخبار



وإن أعظم أنواع الفقد على النفوس وقعاً وأشدّه على الأمة لوعة وأثراً فقدُ العلماء الربانيين والأئمةِ المصلحين ذلكم؛ لأن للعلماء مكانةً عظمى ومنزلة كبرى فهم ورثة الأنبياء وخلفاءُ الرسل والأمناءُ على ميراث النبوة وهم للناس شموس ساطعة وكواكب لامعة وللأمة مصابيح دجاها وأنوار هداها بهم حُفظ الدين وبه حفظوا، وبهم رُفعت منارات الملّة وبها رفعوا {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}، (فهم أهل خشية الله) إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} ولذلك كان فقدهم من أعظم الرزايا والبليةُ بموتهم من أعظم البلايا، وأنَّى للمدلجين في دياجير الظلمات أن يهتدوا إذا انطمست النجوم المضيئة، صحّ عند أحمد وغيره من حديث أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنما مثل العلماء كمثل النجوم يهتدي بها في ظلمات البر والبحر فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة)، يقول الإمام أبوبكر الآجريُ -رحمه الله-: (فما ظنكم بطريق فيه آفات كثيرة ويحتاج الناس إلى سلوكه في ليلة ظلماء فقيض الله لهم فيه مصابيح تضيء لهم فسلكوه على السلامة والعافية، ثم جاءت فئام من الناس لابد لهم من السلوك فيه فسلكوا فبينما هم كذلك إذ طفئت المصابيح فبقوا في الظلمة فما ظنكم بهم، فهكذا العلماء في الناس)، وحسبنا في بيان فداحة هذا الخطب وعظيم مِقدار هذه النازلة قولُ المصطفى - صلى الله عليه وسلم- في الحديث النبوي الذي خرّجه الشيخان عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا، وقد قال حبر الأمةِ وترجمانُ القرآن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا}، قال: بموت علمائها وفقهائها وخيار أهلها، كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تظهر الفتن ويكثر الهرج ويُقبض العلم)، فسمعه عمر يأثره عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (إن قبض العلم ليس شيئاً يُنتزع من صدور الرجال ولكن فناء العلماء)، وقال عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-: (عليكم بالعلم قبل أن يقبض وقبضه ذهاب أهله، وقال الحسن - رحمه الله-: (موت العالم ثلمةٌ في الإسلام لايسدها شيءٌ ما اختلف الليل والنهار)، وقيل لسعيد بن جبير -رحمه الله- ما علامةُ الساعة وهلاكِ الناس؟ قال: إذا ذهب علماؤهم، ولما مات زيد بن ثابت -رضي الله عنه- قال ابن عباس رضي الله عنهما: (من سرّه أن ينظر كيف ذهابُ العلم فهكذا ذهابه).

إذا ما مات ذو علم وتقوى




فقد ثلمت من الإسلام ثلمة



يقال ذلك أيها الأحبة في هذا الوقت الذي رزئت فيه أمتُنا الإسلامية بفقد عالم من علمائها ووفاةِ إمام من أئمتها، وحبر من أحبارها، ألا وهو فضيلة الإمام العلاّمة الشيخ - عبد الله بن جبرين -عليه رحمة الله- الذي كان طودًا شامخًا راسخًا في العلم والتقوى، وعلمًا بارزًا من أعلام السنة والفقه والفتوى فضائله لا تجارى ومناقبه لا تبارى، ثلمته لاتسدّ والمصيبة لفقده لاتحدّ والفجيعة لموته نازلة لا تنسى وفاجعة لا تمحى والخطب بفقده جلل والخسارة فادحة، ومهما كانت الألفاظ مكلومة والجمل مهمومة والأحرف ولهى والعبارات ثكلى فلن تستطيع جودة التعبير ولا دقة التصوير، فليست الرزية على الأمة بفقد جاه أو مال أو بموتِ شاة أو بعير كلا ثم كلا، ولكن الرزية أن يُفقد عالم يموت حين موته جم غفير وبشر كثير.

لعمرك ما الرزية فقد مال




ولا شاة تموت ولا بعير




ولكن الرزية فقد شهم




يموت بموته بشر كثير



فموت العالم ليس موت شخص واحد، ولكنه بنيان قوم يُتهدم وحضارة أمة تتهاوى.

وما كان قيس هلكه هلك واحد




ولكنه بنيان قوم تهدما



وتعظم الفجيعة إذا كان من يفقد عالمًا متميز المنهج والسلوك، متوازن النظرة متماسك الشخصية معتدل الرؤى أمة وحده ونسيج بمفرده وطراز مستقل، وأستاذ أجيال، وأئمة في رجل، بقية السلف، آية في العلم والدعوة والفتيا، والبذل والشفاعة، والخير والكرم، وقضاء حوائج الناس، والزهد والتواضع، من دعاة العقيدة الصحيحة والسنة المتينة، الناصعة بالدليل والأثر والملتزم فيه بالاعتدال والوسطية والحرص على الجماعة والنصح لله ورسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم، ونحسب شيخنا العلامة ابن جبرين من هذا الطراز المتميز، والنسيج المتألق، لقد شرفت بمعرفة شيخنا والتتلمذ عليه منذ أكثر من ثلاثين سنة، يوم أن دلفت إلى مقاعد الدراسة بكلية الشريعة بالرياض سنة1400هـ، وكان الشيخ - رحمه الله- يدرسنا العقيدة التدمرية، وياله من شرف عز ووسام فخار وتاج تكريم، حينما يدخل فضيلته القاعة، ويلقي السلام على طلابه، ثم يقول: سم الله يا عبد الرحمن، فاقرأ في التدمرية، فإذا سكت، قال: ما شاء الله، ولا تسأل عما تغرسه في النفس من التشجيع والإيجابية، حتى لكأني أطير فرحًا وأتيه فخرًا، وأخذ يشرح ذلك البحر المتدفق من كنوزه الشمولية، ولؤلؤه المعرفي، ومرجانه العلمي الذي لا يحده ساحل ولا يرده شاطئ -رحمه الله-.واستمرت محبته والعلاقة به حتى بعد انتقالي إلى مكة المكرمة، ولا أستطيع أن أصف تلك المشاعر التي يغمرني بها في ثناء على تلاوة، ودعاء وشكر على خطبة، وإعجاب بختمة، التي هي امتداد -بحمد الله- لمنهج مشايخنا وعلمائنا سماحة الشيخ- عبد العزيز بن باز، وسماحة الشيخ- محمد بن عثيمين -رحمهما الله-، وكذا سماحة شيخنا الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، وكافة كبار علمائنا ومشايخنا، وأحسب أن الشيخ ابن جبرين -رحمه الله- واسطة عقدهم، ودرة عقدهم، وكان -رحمه الله- يشرفني في زيارة لمنزلي ومكتبة محبه وتلميذه في مكة المكرمة، وفي مكتبة إمام الدعوة العلمية، وكم شرفنا به محاضرًا ومدرسًا ومقرِّظًا لإصدارات المكتبة في ثلاثة من أشهر منشوراتها العقدية والفقهية، ومن المواقف التي أعتز بها مع سماحته -رحمه الله- هو تشريفه لنا في الإفطار معنا في الحرم كل عام تقريبًا، فيخوض -رحمه الله- غمار جموع المعتمرين، ويجهد نفسه، ويكل راحته ليشرفنا في تناول تمرات معنا، وكنت أقول له: يرحمك الله يا شيخنا، الحق لك نزورك أينما كنت، فيصر -رحمه الله- على رغبته في المشاركة مع محبيه، وكنت أتجاذب أطراف الحديث معه في مسائل علمية، وقضايا واقعية، أذكر منها على سبيل المثال: موقفه المؤيد والداعم لدعاء ختم القرآن، خلافًا لما يراه بعض طلبة العلم، فكان -رحمه الله- يشجع ويشد من الأزر، وكنت أقول له: بعض طلاب العلم له رأي في المسألة، فكان يقول: دعك منهم، وسر على ما سار عليه جمهور السلف والخلف، وما سار عليه علماؤنا -رحمهم الله- كسماحة الشيخ- محمد بن إبراهيم، وسماحة الشيخ- عبد العزيز بن باز، فهم أعلم بالدليل وأشد تمسكًا بالسنة، ويقول: إني لأعجب ممن يحرم نفسه دعوة المسلمين واجتماعهم، ويصر على مخالفته، حتى إنه كان يحرص على الاطمئنان كل عام على دعاء الختم، ويقول: لا نريد إلا الشيخ عبد الرحمن، فرحمه الله، وكان من آخر لقاءاتي به في رمضان العام المنصرم، ودار الحديث على مائدة الإفطار عن الموقف الشجاع في ذلك المشروع الرائد، وهو توسعة المسعى، فكان -رحمه الله- يسألني: لعل الخلاف فيه قد انتهى، فقلت له: أبشرك أن الأمر استقر على دعمه وتشجيعه والعمل فيه من قبل ولي الأمر-حفظه الله- وكثير من أهل العلم، فقال -رحمه الله- مدافعًا: هذا هو الحق، ولكن لا يزال بعض طلاب العلم على رأيهم، فطمأنته أن الأمر هو ما عليه كثير من العلماء، ممن يحرصون على السير على مقتضى مقاصد الشريعة ونصوص الوحي والتيسير ورفع الحرج، لاسيما مع الزحام الشديد في الحرم والمشاعر، وكان آخر لقاء معه في مكة في مؤتمر الفتوى المنعقد بالرابطة، حيث أثنى على بحث قدمته في هذا المؤتمر، فرحمه الله رحمة واسعة.وإن من حسن العزاء عند فقد العلماء أن دين الله محفوظ وشريعته باقية وخيره يَفيض ولا يَغيض فأعلام الديانة مرفوعةٌ بحمد الله ولا تزال طائفة من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك، كما صحّ بذلك الخبر عن سيد البشر عليه الصلاة والسلام خرّجه مسلم وغيره وأخرج أبوداود بسند جيد، والحاكم وصححه: (أن رسول الله قال: إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها)، وعِلْم هذا الدين يحمله كل من خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، ولم تُصب الأمة بمُصيبة هي أعظم من مصابها بفقد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فالمصيبة بفقد من بعده تهون مهما كان شجاها، كما أن من حسن العزاء أن هؤلاء العلماء رحمهم الله باقون بذكرهم أحياءُ بعلمهم يلهج الناس بالثناء عليهم والدعاء لهم ويجتهدون في اقتفاء آثارهم وترسم خطاهم علماً وعملاً ودعوة ومنهجاً، تشبهاً بالكرام إن لم يكونوا مثلهم، فذلك أمارةُ الفلاح وطريق الخير والصلاح، كما أن من حسن العزاء أيضاً أن علماء الشريعة ولله الحمد والمنةُ متوافرون عبر الأعصار والأمصار يُحي الخلفُ منهج السلف، وأمة الإسلام أمة معطاء زاخرة بالكفاءات ثرية بالعطاءات مليئة بالقدرات ولن يخور العزم بإذن الله ولن يضعف العطاء بحول الله بفقد عَلَم بارز ففي الأمة بحمد الله من سيحمل مشعل الهداية ورايةَ العلم والدعوة ويسدُ الثغرة وينهضُ بالمسؤولية العلمية والدعوية وما علينا إلاّ أن نسمو بهممنا وننهضَ بمهماتنا في نصرة دين الله ونفع عباد الله، وحذار من بوادر اليأس وإطلالة التشاؤم، التي قد تطفو على السطح في ميادين العلم والدعوة والحسبة والإصلاح، فإن هول الفواجع تقيض كمال الرضى بقضاء الله وقدره، وعدم الاستسلام للجزع والتسخط مع حسن التصرف في الأمور، وألا تغلب العواطف والانفعالات، فبالعلم تضبط المسيرة وتهدى الأمة ولا يأس من روح الله ولا قنوط من رحمته والخير في هذه الأمة باقٍ إلى قيام الساعة، وإننا لنرفع من العزاء أصدقه، لولاة الأمر حفظهم الله، خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، وسمو النائب الثاني -وفقهم الله- على ما وجده الشيخ - رحمه الله- من لدنهم من عناية فائقة، ولا تُنسى تلك اللحظات المؤثرة، حين زاره خادم الحرمين الشريفين شخصيًا في المستشفى التخصصي، واطمأن على صحته، امتدادًا للمنهج المحتذى منذ عهد المؤسس الملك- عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله-، وكذا كان من اهتمام خادم الحرمين -حفظه الله- التوجيه بعلاج الشيخ في ألمانيا، وما سمعناه من بيان الديوان الملكي في وفاة فضيلته -رحمه الله-، كل ذلك مما يؤكد العناق الحار بين سلطان الحكم والعلم في مملكتنا المباركة، والعزاء موصول لعلمائنا وطلاب العلم والدعاة إلى الله وأبناء الشيخ، زميلنا الفاضل د.عبد الرحمن ومحمد وسليمان وأخواتهم وأسرة الشيخ وأقاربه ومحبيه في العالم؛ لأنه -رحمه الله- عالم ملة وأمة، عالمي التأثير والنفع، ولعل ما رأيناه وسمعناه في يوم جنازته المشهودة، والصلاة عليه ودفنه، وتقاطر آلاف المحبين للمشاركة في ذلك المشهد المهيب، من عاجل بشراه - رحمه الله- وما يذكرنا بالمقولة المشهورة عن الإمام أحمد -رحمه الله-: بيننا وبين أهل البدع يوم الجنائز. وما رأيته في الحرم -خاصةً يوم وفاته- من حزن المصاب وخسارة الفقد، حيث يعزي المصلون بعضهم بعضًا، السعودي والمصري والشامي والمغربي، بل والأوربي والأفريقي، مما يدل على عالميته -رحمه الله-. وإن كان هناك من اقتراح لأبنائه ومحبيه السائرين على دربه، أن يعكف على موسوعة الشيخ- عبد الله بن جبرين العلمية، أو إنشاء مؤسسة الشيخ- عبد الله بن جبرين الخيرية، يتوارد فيها محبو الشيخ على مواصلة النفع بعلومه وإرثه المعرفي؛ أداءً لبعض حقه علينا -رحمه الله-، وأن لا يكون التأثر بموته آنيًا عاطفيًا فحسب، بل يتحول إلى برامج عملية ومشروعات إيجابية، التي يمثل أبناء الشيخ ومحبوه أهلاً لها، وكفوًا للقيام بها، سدد الله الخطى وبارك في الجهود، ورفع الله درجة شيخنا في المهديين، وأخلفه في عقبه في الغابرين، وجمعنا به ومشايخنا -كما جمعنا في هذه الدنيا على المحبة فيه، ورحم العلم الواصل بيننا- في جنات النعيم، إنه جواد كريم.كما نسأله سبحانه أن يلهمنا رشدنا وأن يغفر لمن مات من علمائنا، ويرفع درجاتهم في المهديين، ويوفق الأحياء لبيان الحق والدعوة إليه وأن يرزقهم التسديد والتأييد ويكتب لهم القبول ودوام النفع، وأن يخلف على الأمة الإسلامية خيراً ويحفظها من شرور الغير وهولِ الفواجع، لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيءٍ عنده بأجل مسمى والحمد لله على قضائه وقدره وهو وحده المستعان ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم، {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }رحم الله الإمام العلامة ابن جبرين رحمة الأبرار، وأسكنه أعالي الجنان، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولائك رفيقا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
كتبه: أ.د. عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس
إمام وخطيب المسجد الحرام


[/align]

البّدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-21-2009, 06:36 PM   #30
معلومات العضو
البّدر

مشرف سابق

عضو اللجنة الإعلامية

الصورة الرمزية البّدر
رقم العضوية : 4491
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مجموع المشاركات : 11,024
الإقامة : بـــآريس نـ ـجــد
قوة التقييم : 42
البّدر has a spectacular aura aboutالبّدر has a spectacular aura about

[align=center]
شيخنا ابن جبرين العالم العامل

عبدالله بن فهد العجلان

رحم الله العالم الجليل سماحة شيخنا العلامة عبدالله بن جبرين وأجزل الله له خير الجزاء لقاء ما قدم للأمة الإسلامية من علوم القرآن الكريم والسنّة المطهرة وما أفاء الله عليه من علوم الفقه التي أسهمت في إنارة بصيرة الأمة وتنقية عقيدتها من كثير من الشوائب، فجزاه الله خير الجزاء وجعل هذا الجهد الصادق والاجتهاد الواعي والبصيرة النقية في موازين أعماله، يلقى بها ربه راضياً مرضياً.

إننا ونحن نودع شيخنا الجليل ليلحق بالرفيق الأعلى إنما نشعر بخسارة كبيرة وفراغاً رحباً في ميدان الدعوة إلى الله والعلم الشرعي والفقه الذي تميز به الشيخ رحمه الله، خسارة يشعر بها إعلام الشيوخ كما يحسها عامة الناس الذين عهدوا في الشيخ أمانة الفتوى وغزارة علمه ونصاعة فقهه وحسن اجتهاده واستنباطه واستقامة منهجه وبعده عن الهوى، فقد عهدنا فيه رحمه الله ألا يفتي إلا بما يرضي الله ورسوله، سليم القصد واسع الفهم ملماً بفقه الواقع مدركاً لتطور حياة المجتمع وما استجد من أمور عصرية.

لقد ترك شيخنا بن جبرين رحمه الله علماً غزيراً ومولفات عديدة ستنتفع بها الأمة وينهل منها طلاب العلم بعد أن ساهم في نشر الدعوة الصحيحة وتصدى للرد على كثير من أعداء الإسلام فقد كان الشيخ رحمه الله حصناً من حصون الإسلام.

إن من يتتبع سيرة شيخنا بن جبرين وجهاده من أجل العلم والنهل من كبار العلماء والشيوخ في عصره والتنقل بين ربوع الوطن بحثاً عن العلم والعلماء رغم صعوبة الظروف التي كان يعيشها مجتمعنا في هذه الأزمنة، سيجد نفسه أمام عالم أصيل اجتهد في ظروف صعبة ليصبح علماً من أعلام الأمة وليقدم إليها باجتهاده وجهاده ووعيه ما ينفع الأمة وما ينقي عقيدتها من أي شوائب وما يقدم لها الإسلام في صورته الصحيحة النقية بعيداً عن البدع والخرافات التي يحاول بعض الغافلين من أبناء الأمة ترديدها بغير وعي، ودحضاً للأباطيل التي يسعى أعداء الإسلام للصقها بصحيح الدين الإسلامي أو التشكيك فيه. والله إن القلب ليحزن والعين لتدمع ولفراقك يا شيخنا لمحزنون، يا من ملأت قلوبنا بالإيمان واليقين الصادق، وأنضجت عقولنا بصحيح الدين، وأبعدت عنا البدع ووقفت مع شيوخ أجلاء نبتوا على أرض هذه البلاد المقدسة ترفعون راية الدين عالية خفاقة، تحيون القلوب، وتكافحون أحزاب الشيطان، رحمك الله يا شيخنا وأنزلك منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وسقاك الحبيب محمد بيده الشريفة شربة ماء لا تظمأ بعدها أبداً، وألهم أهلك وذويك وتلاميذك ومحبيك جميل الصبر والسلوان، وجمعنا وإياك في الفردوس الأعلى من الجنة.. وعزاؤنا للأمة الإسلامية.. «إنا لله وإنا إليه راجعون».




[/align]

البّدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع




Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والتعليقات على الأخبار والردود المطروحة لا تعبّر عن رأي ( منتديات قبيلة عتيبه ) بل تعبّر عن رأي كاتبها