إطلاق نار مكثف في طرابلس في أول واقعة في العاصمة الليبية
منذ بدء الانتفاضة
الثوار يصدون هجوما للقذافي على مصراتة ويسقطون طائرة
صد المعارضون المسلحون هجوما شنته أمس قوات موالية للزعيم معمر القذافي على مصراتة التي تبعد 200 كيلومتر شرق العاصمة.
وكانت الكتائب المؤيدة للقذافي قد حاولت الوصول إلى وسط البلدة ولكن الثوار تمكنوا من صدها. وتقهقرت الكتائب إلى القاعدة الجوية.
وأسر الثوار 20 جنديا وغنموا دبابة. وباتت البلدة الآن تحت سيطرة الشبان بصورة كاملة. كما أسقط الثوار طائرة بالقرب من بلدة رأس لانوف.
وترددت أصداء إطلاق مكثف لنيران الأسلحة الآلية في العاصمة الليبية طرابلس أمس، في أول واقعة من نوعها في المعقل الرئيسي للقذافي، ولم يعرف بالتحديد من الذي يطلق النار أو سببه. وترددت أصداء نيران الأسلحة الآلية وبعضها كان من العيار الثقيل في أنحاء العاصمة طرابلس إلى جانب صفارات سيارات الإسعاف والهتافات المؤيدة للقذافي.
ونفى موسى إبراهيم المتحدث باسم الحكومة نشوب أي قتال في طرابلس، وأضاف إبراهيم أن هذه أصوات احتفالات لأن القوات الحكومية سيطرت على كل المناطق المؤدية إلى بنغازي وهي بصدد السيطرة على بنغازي. لكنه حذر المراسلين من الذهاب إلى هناك حرصا على سلامتهم.
وقال عبد الوهاب إن أغلبية سكان طرابلس يعارضون القذافي. ومضى يقول إن كل الليبيين مجتمعون على الإطاحة بالقذافي حتى في طرابلس لكنهم غير قادرين على التحرك هناك لكن كل قوات الأمن ترتدي ملابس مدنية وتختلط بأي أشخاص يحاولون الاحتجاج.
وفي رأس لانوف قال محتجون إن قوات موالية للقذافي هاجمت المحتجين أمس في بلدة بن جواد الواقعة بين رأس لانوف التي يسيطر عليها المحتجون وسرت على الساحل.
وقال أحد أفراد المعارضة المسلحة وهو مصاب إن القوات الموالية للقذافي هاجمتهم بأسلحة آلية وقذائف صاروخية. وأجاب ردا على سؤال عما شهده "الموت". ولم تسمح حالته بسرد مزيد من التفاصيل.
وقال آخر من المعارضة المسلحة في رأس لانوف إن المعارضين وصلتهم أنباء الهجوم عن طريق الهاتف من الخطوط الأمامية.
وتابع خميس الليبي أحد المعارضين المسلحين "الناس يقولون لنا في بن جواد إن قوات القذافي هناك. أصيب محتجون بنيران قناصة".
وقال طبيب في الزاوية إن 30 شخصا على الأقل أغلبهم مدنيون لاقوا حتفهم أثناء القتال أمس الأول الذي هز وسط المدينة، ليرتفع بذلك عدد القتلى إلى 60 على الأقل خلال يومين من المعارك.
وقال بيتر زيهان المحلل في "ستراتفور للمعلومات" ومقرها الولايات المتحدة "إذا تمكن المتمردون من التوسع إلى خليج سرت فستكون أمامهم فرصة طيبة للغاية للاستقلال على أقل تقدير.. أو ربما حتى الإطاحة بالقذافي على أفضل تقدير". لكن آخرين يتوجسون من القيود التي يفرضها الوضع القائم على وجود قوة مقاتلين غير منظمة تتشكل من جنود كانوا منخرطين في صفوف قوات القذافي ومتطوعين يتحلون بالحماسة إلا أنهم يفتقرون إلى الخبرة.
وفي حين أن كثيرا من البلدات الشرقية سقط دون مقاومة تذكر فمن غير المرجح أن تكون سرت لقمة سائغة. وكثيرا ما تلقت سرت دعما سخيا من القذافي الذي كان يحب استضافة المؤتمرات العربية وغيرها من المؤتمرات في هذه المدينة الساحلية.
وتستضيف سرت قاعدة جوية رئيسية وقوات عسكرية كبيرة موالية للقذافي، كما أنها تضم جزءا كبيرا من احتياطي النفط الليبي.
من جهته، حذر الزعيم الليبي معمر القذافي في مقابلة نشرتها أمس صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" الفرنسية من "اجتياح" آلاف الأشخاص أوروبا انطلاقا من الأراضي الليبية "من دون أن يستطيع أحد إيقافهم".
وقال القذافي "إذا هددوا، إذا زعزعوا الاستقرار، سنتجه إلى حال بلبلة، إلى بن لادن، إلى زمر مسلحة سيكون لديكم الهجرة وآلاف الناس الذين سيجتاحون أوروبا انطلاقا من ليبيا. ولن يستطيع أحد إيقافهم".
وأضاف "بن لادن سيسكن شمال إفريقيا، سيكون لديكم بن لادن على أبوابكم"، مجددا تأكيده أن تنظيم القاعدة يحرك التظاهرات ضد نظامه، نافيا صفة الثورة الديمقراطية عن التحركات الاحتجاجية ضده.
وتابع "سيكون لديكم جهاد إسلامي في وجهكم في المتوسط. سيهاجمون الأسطول السادس الأمريكي، ستحصل أعمال قرصنة هنا، على أبوابكم، على بعد 50 كيلومترا من حدودكم. وستأتي جماعة بن لادن لتفرض فديات على الأرض والبحر، وستكون بالحقيقة أزمة عالمية وكارثة للعالم أجمع".
وأكد الزعيم الليبي أنه تلقى معلومات استخبارية تفيد بأن "عناصر من القاعدة باتوا على تواصل مع دوكو عمروف قائد الجهاد في روسيا". وقال "نعلم أن هذه الاتصالات موجودة وأن هناك محادثات كي يأتوا لمساعدتهم أولا في ليبيا".
من ناحية أخرى، قال وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس إن هناك فريقا دبلوماسيا بريطانيا محدودا في مدينة بنغازي، لكنه أحجم عن التعقيب على تقرير أفاد بأن المعارضة الليبية المسلحة خطفت أفراد وحدة قوات خاصة بريطانية.