,’
ولم أفهم كيف يمكن لأم أن تربي ابنها على انتقاص بنات جنسها دون أن تدري .
فيكبر الفتى وهو مُستعلٍ على النساء , وتكبر الفتاة وهي خائفة ٌ من رجلٍ لم تعرفه .
لم أفهم قطّ لماذا يعلّمون الأولاد دروس التفاضل على النساء , ولا يعلمونهم دروس التكامل
معهن من أجل معادلة صحيحة .
ص39
وحدي أنا والليل وهذا اليأس الجامح , وقلمي يتأرجح في يدي , أليس مخيفاً حقاً مايمكن
أن تنتهي به ليلةٌ كهذه ؟ كلما سوَّدتُ صفحةً طارت أمامي مثل خفّاشٍ قبيحِ , وتعلَّقت بقدميها
في سقف الغرفة .
كان لابد لي أن أتنازل عن الكتابة , فلايمكن لغرفتي أن تظل كهفاً لخفافيش. برّرتُ خسارتي
هذه بإقناع نفسي أن من يخسر أمراة مثلكِ فلن يعنيه أن يخسر شعره ومجده , وطموحه أيضاً
وإن فقدكِ يستحقُ حداداً كهذا , وفهمتُ أن الصدأ بدأ يعلو عظام يدي , وأن الكتابة بعد الفاجعة
فاجعة أكبر .
لأول مرة أشعُرُأن حزني أكبر من اوراقي . كنتُ دائماً أصرُّ على أن الورقة عندما نحسن
استغلالها تكون قادرةً على الاحتواء , أيّاً كان حجم الجرح , وشدة البرد . ولكني عاجزٌ عن
مناقشة حزني معها الآن . هي تتكلم لغة الكتابة , وأنا اتكلم لغة المكنوبين , والمفجوعين ,
والمطعونين بقسوة في صميم أحلامهم ومشاعرهم .
ص71 سقف الكفاية - علوان
.