[align=center]إبراهيم العريض
البحرين
إبراهيم العريض ، شاعر البحرين
ولد عام 1908 وتوفي عام 2001 ميلادي
عاش طفولته وفتوتـه في الهـند
وظلّ خلال ثمانية عقود يعيش للشعر وفي الشعر ,وخلال هذه المدة الطويلة أخرج العديد من الدواوين والقصص والمسرحيات الشعرية
, وقدم إضاءات نقدية مهمة للتراث الشعري
دواوينه :
أرض الشهداء
ديوان قبلتان
ديوان الذكرى
ديوان شموع
العرائس
ديوان ( يا أنت )
من قصائده
الخياميات
أفِقْ يا نديمُ استهلَّ الصّباحْ ..... وباكِرْ صَبوحَكَ نَخْبَ المِلاحْ
فمُكْثُك بينَ النَدامَى قـليلٌ ..... ولا رَجعةٌ لكَ بَعدَ الرواحْ
****
لقد صاحَ بي هاتفٌ في السُباتْ: .... أفيقوا لرشفِ الطِّلا يا غُفاةْ!
فما حقَّقَ الحُلْمَ مثلُ الحــَبابِ .... ولا جَدَّدَ العُمْرَ غيرُ السُّقاةْ
****
ألا أترِعِ الكأسَ نَخبَ العـَدَمْ .... فمَنْ نامَ منّا كمَنْ لم ينَمْ
ولا أمْسِ ظَلَّ ولا الغَدُ حـَلَّ .... فما يَمنعُ اليَومَ أن يُغتنَمْ؟
****
فهاتِ حبيبي لي الكأسَ هاتِ .... سَأنسَى لها كلَّ ماضٍ وآتِ
غَداً؟ ويحَ نفسي غداً قد أعودُ .... وأَعْرقُهم في البِلى مِن لِداتِي
****
ملاكي
سلوا النَور، هل بثّ عن أمّهــا .... وعنها حديثاً، رواه القمرْ..
رأتْها تهشّ لـه ضاحكــــاً .... فجاءت تَزفّ إليَّ الخبرْ
وتهتف بي : «من رأى كابنتي؟ .... بكاء على ضَحِكٍ مُستتِر
حوى ثغرُها - ما ترى – دُرّتينِ ... وفي وجنتيها تُضيء الأُخَر!»
وأقبلتُ أنظر في المهد «هنداً» .... ومن دونه أُمُّها تنتظر
فما هزّها من معاني الخـلودِ ..... كبُرعمها في الهوى يَثَّغر
تَبغّمُ من طربٍ كالغـــزالِ ..... وكالطير في خفّةٍ ما تَقَر
كأن يديها – ومــا همّتــا ..... بشيءٍ - تحوشان بعضَ الأكر
أَوَ انَّ على قدميها يــــداً ..... تُدغدغ، فهْيَ تُزيح الأثر
وتضحك .. يا مَنْ أَحسّ الورودَ .... على ثغره هامساتٍ بسِر
******
أرض الشهداء
يا فلسطينُ وما كنت سوى
بيعـةَ الأرضِ
على كفِّ السماءِ
اشْهَدِي.. أنّ بياني قد روى
فيكِ ما يُرضي
قلوبَ الشهداءِ
هذه التربةٌ.. مُذ غنّى بها أهلُ الحـداءِ ..... لم يُطهّرها من الرجس سوى تلك الدماءِ
كم زكا المسجدُ من أعرافهم، بعد الفناءِ ..... كم بكى الغيثُ على أجداثهم، وَسْط العراء
كم ربيعٍ مرّ.. لم يَعرُج عليهم بهنــاءِ ..... فاستمرّ العُود عُوداً ما به أدنى رُواء
وشتاءٍ.. طال حتى مُلَّ من فَرْط البـلاءِ ..... وتمادى الظلمُ فيها لغُزاةٍ أدعياء
فكأنّ الليلَ شيءٌ ما له معنى انتهــاءِ ..... ثم.. جاء الفجرُ يسعى بتباشير الضياء
فإذا البعثُ.. له ألفُ لسانٍ في الفضـاءِ .... غَنّتِ البيدُ بها - ثانيةً - لحنَ السماء
هذه أرضُـكِ يا دعدُ ، وأرضُ الشهداءِ!
[/align]