شكرالله لك ,والموضوع في أصله يقوم على نقل المقالات التي وضع أصحابها أسمائهم تحتها, وأنا قمت بنقل فتاوى أهل العلم كما امرنا الله تعالى بقوله ("فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون") فجزاهم الله عن أمة الإسلام خير الجزاء .
وردا على من يزعمون أن فتوى العلامة بن منيع قائمة على السؤال, نورد توضيحا لسماحته يبين خلاف ذلك ويؤكد ما ذهب إليه العلماء البراك والراجحي والفوزان _حفظهم الله _ ويبين قناعته التامة حيال عدم جواز هذه الأعمال , هذا ونسأل الله أن يهدي الجميع ولا يجعلنا من المتكبرين على الحق , والله الهادي .
الجزيرة
الخميس 05 ذو القعدة 1428 العدد 12831
خواطر وأصداء
بقلم: الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع
مزايين الإبل
جاءني أحد الأخوة الكرام وطلب الحديث معي عن المفاخرة بمزايين الإبل وكيف كان مني التحذير من هذه المفاخرة لكونها من صفات الجاهلية الممقوتة وقد رفعت أقيام كرائم الإبل إلى قيم خيالية قد تصل الواحدة منهن إلى المليون ريال وإلى أكثر من ذلك. وهي مفاخرة وصلت ببعض قبائل البادية إلى إثارة الفتن والأحقاد والحسد والعداوات وإلى فرض مبالغ من المال على أفراد القبيلة بغض النظر عن يسار أحدهم أو إعساره حيث يُنتقص من لم يجار هذا التفاخر ويسهم معهم بماله في سبيله وذلك في مجالسهم إلى آخر سلبيات هذه البدعة السيئة. وقال هذا الأخ الكريم: ألا تعلم أن المبالغ التي تجمع من أفراد القبيلة تستخدم استخدامات أخرى غير استخدام شراء الإبل للمفاخرة وذلك لسداد ديون أفراد القبيلة المسجونين في هذه الديون وكذلك لدعم جمعيات تحفيظ القرآن وإيجاد مسابقات تشجيعية إلى غير ذلك من وجوه البر والإحسان. وفي نفس الأمر في ذلك تشجيع لمضاعفة الثروة الحيوانية. فقلت له يا أخي إنما الأعمال بالنيات فالهدف الأساسي من جمع هذه الأموال من أفراد القبائل غنيهم وفقيرهم هو الدخول في ميدان المنافسة والمفاخرة بمزايين الإبل وليس الغرض الإسهام بهذه الأموال في أعمال البر وإنما جاءت هذه الأهداف الهامشية لتلميع هذا الهدف الجاهلي بهذه الهوامش الخيرية، ويمكن أن يشبه هذا الاتجاه بمركز خدمة نشاطه مشبوه إلا أن حيطانه معلقة فيها آيات قرآنية وأحاديث نبوية وحكم وطرائف. فهل تكون هذه المعلقات مطهرة للاشتباه في هذا النشاط. فالله سبحانه وتعالى لا تسري عليه حيل المحتالين ولا لِعب اللاعبين وما نفوق هذه المزايين إلا عقوبة من رب العالمين وموعظة وذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. ومن اهتدى فلنفسه ومن ضل فعليها وما ربك بظلام للعبيد.
وأما القول بأن في هذه المناسبات تشجيعا لتزايد الثروة الحيوانية في البلاد ونحن في احتياج ملح إلى ذلك. فنقول إن تشجيع الثروة الحيوانية بأية وسيلة مشروعة من وسائل التشجيع هدف اقتصادي تسعد به البلاد وأهلها ولكن لا يجوز أن يكون ذلك عن طريق هذه المفاخرات الجاهلية وعلى حساب فقراء البادية من أفراد العشائر السعودية، فلا يخفى أن البادي من أفراد باديتنا يبذل الغالي والنفيس في سبيل المحافظة على كرامته ونفي الزراية عنه في المجلس، ومن يتبع المدينين من أفراد البادية يظهر بنتيجة مفادها أن غالب أسباب هذه المديونيات تكاليف ضيافات أقاربه ومعارفه، فهو يبذل ما طلب منه ولو كان على سبيل الاستدانة لحماية عرضه من القيل والقال ومن الزراية به في حال تخلفه عن بذل ما طلب منه لظهور قبيلته بمظهر الفائز في المفاخرات ولو كان ذلك على حساب ذمته، وبهذا نستطيع أن نقول إن الاشتراك في هذه المسابقات والمفاخرات والاحتجاج لذلك بتشجيع الثروة الحيوانية حق أريد به باطل ويمكن أن يقال لمن احتج بهذا الاحتجاج: ما هكذا يا سعد تورد الإبل. ولنا في ولي أمرنا والقائم على شؤوننا وعلى جلب مصالحنا ودفع الضرر عنا أكبر الأمل في وضع حد لهذا التفاخر الجاهلي الممقوت لا سيما إذا ترتب عليه ما لا تحمد عقباه والله المستعان.
http://www.al-jazirah.com/167248/fe18d.htm