لبطل الباكستاني الذي لم تحدد معلومات اسمه، نتيجة لتخليه عن ملابسه التي يرتديها، (إذ كانت تحمل كل بياناته)، لينقذ عدداً من الأشخاص من الموت المحقق، ما زال غير معروف ترتيبه في أرقام المتوفين، البالغ عددهم حتى أمس 77 شخصاً، إلا أنه ضرب أروع أمثلة البطولة، لينقذ الغارقين في مياه الأمطار والسيول.
الحادثة التي شهدها كيلو 11 في طريق مكة القديم، روى تفاصيلها بعض الناجين ممن أنقذهم الوافد الباكستاني، وشهد تفاصيلها مركز صحي الهجرة بجوار بلدية أم السلم، وهي كانت نموذجاً لعدد من الحوادث المشابهة، التي ذهب ضحيتها عدد من الأبرياء، بعد أن غمرت مياه الأمطار والسيول سياراتهم بالكامل، إلا أن الموقف البطولي وسيناريو الحدث الذي نفذه المتوفى الباكستاني (الذي حددت الكشوفات الطبية عمره بـ 27 عاماً) قد لا يتكرر في الحوادث الأخرى، التي شهدتها بعض شوارع جدة، خصوصاً في طريق الحرمين، والمواقع المحاذية له شرقاً. وتصف إحدى الممرضات الحال النفسية، التي انتابت منقذي الوافد الباكستاني، الذي غرق في المياه بعد إنقاذه 14 شخصاً بالسيئة، «بعد تأكدهم حين إجراء الفحوصات الطبية بأنه فارق الحياة، من أجل إنقاذ أرواح الآخرين».
بعد ان تم التعرف عليه
أكل «النار» في موطنه ولم تأكله. وشرب «السيل» في جدة فأنقذ 14 شخصاً. حينها قرر السيل أن ينتقم منه فأخذه معه إلى دار الخلود. تلك هي حكاية البطل الباكستاني فرمان علي خان التي نشرت «الحياة» تفاصيلها في اليوم التالي لـ«فاجعة جدة». بيد أنها حصلت أمس على معلومات عن شخصية البطل الراحل الذي يتهيأ شقيقه رحمن علي خان لنقل جثمانه من مشرحة مستشفى الملك عبدالعزيز إلى باكستان لأن بنياته الثلاث الصغيرات يُردن إلقاء نظرة أخيرة عليه قبل الوداع، خصوصاً أن صغراهن لم تره منذ مولدها بانتظار عودة لن تتحقق في عطلته. وأوضح رحمن خان لـ«الحياة» أن منقذ الـ14 روحاً خريج جامعي، ولديه شهادة في رياضة الكاراتيه، وشهادات عدة في العمل الطوعي. (راجع ص3)
وقال إن فرمان الذي قضى غرقاً عن 32 عاماً اقتحم حريقاً مشتعلاً عندما كان عمره 16 عاماً وانتزع أنبوبة غاز لو انفجرت كانت ستحدث دماراً وقتلاً كبيراً.
وذكــــر أن فرمــان استخدم دواليب سيارات وحبلاً وألواحاً خشبية لإنقاذ 14 شخصاً من سيول جدة، ولما استعصى عليه إخراج الشخص الـ15 نزل بنفسه في السيل الذي جرفه إلى النهاية المحتومة. وأضاف أن شقيقه قدم إلى السعودية قبل ست سنوات، وأن لديه ثلاث بنات (زبيدة – 7 سنوات، ومديحة – 6 سنوات، وجريرة – 4 سنوات).
رجل بكل ماتحمله الكلمه من معنى
رحمك الله رحمة واسعة وتقبلك من الشهداء,,,والهم اهله الصبر والسلوان