حيِّ الكتائب في ثرى الشيشانِ .. صاغوه مجداً بالنجيع القاني
ركزوا على هام الرواسي راية .. خفاقة نسجت من الأكفانِ
نقشوا على صُم الصخور رواية .. تروي بطولتهم على الثقلانِ
شمخوا بعصف العاصفات فلم تكن .. تحني الرياح شوامخ البنيانِ
رايتهم في الزحف تشهر سيفها .. لتهُد ركن الكفر والطغيانِ
صرخوا بوجه الكفر وهو مزمجر .. نحن الأُباة صناعة القرآنِ
لا لن نهاب جيوشكم و عتادكم .. فالنسر يأنف ذلة الغربانِ
قومٌ إذا دوَّى النفير تطايروا .. يشرون بالأُولى نعيماً ثاني
سالت دماؤهم على وجناتهم .. ليفوح عبق المِسك والريحانِ
ألِفوا ملاقاة الصعاب وإن عتت .. ريح فهم أعتى من الطوفانِ
وقفوا على سَمعِ الزمان وأعلنوا .. الزحف ماضٍ رغم كل تواني
قاموا أُباةً كالرعود وحرّروا .. أمجادهم في صفحة الأزمانِ
يتهافتون على الحتوف أعِزَّة .. كتهافت الظمأ على القيعانِ
ويُعانقون الموت في ولهٍ له .. كتعانق الولهانِ للولهانِ
صيحاتهم الله أكبر حطمت .. عرش الطغاة وهامة الصُلبانِ
دوَّوا بها في الأُفق فارتج المدى .. فرقاً وخارت راية العدوانِ
يا أيها الأُسد البواسل أبشروا .. فالنصر يخفق فيه والفُرسانِ
رباه بلِّغنا وأطفئ شوقنا .. فالشوق أحرق شمعة الوجدانِ