كيفية حشرها للناس
عند ظهور هذه النار العظيمة من اليمن ، تنتشر في الأرض ، وتسوق الناس إلى أرض المحشر ، والذين يحشرون على ثلاثة أفواج :
الأول : فوج راغبون طاعمون كاسون راكبون .
والثاني : وفوج يمشون تارة ويركبون أخرى ، يعتقبون على البعير الواحد ، كما سيأتي في الحديث : ( اثنان على بعير ، وثلاثة على بعير ... إلى أن قال : وعشرة على بعير يعتقبونه ) ، وذلك من قلة الظهر يومئذ ٍ .
والفوج الثالث : تحشرهم النار ، فتحيط بهم من ورائهم ، وتسوقهم من كل جانب إلى أرض المحشر ، ومن تخلّف أكلته النار .
ومما جاء من الأحاديث في بيان كيفية حشر هذه النار للناس :
1- روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يحشر الناس على ثلاث طرائق : راغبين ، وراهبين ، واثنان على بعير ، وثلاثة على بعير ، وأربعة على بعير ، وعشرة على بعير ، ويَحشُر بقيتهم النار ، تقيل معهم حيث قالوا ، وتبيت معهم حيث باتوا ، وتصبح معهم حيث أصبحوا ، وتمسي معهم حيث أمسوا )
2- وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تبعث نار على أهل المشرق ، فتحشرهم إلى المغرب ، تبيت معهم حيث باتوا ، وتقيل معهم حيث قالوا ، يكون لها ما سقط منهم ، وتخلف ، وتسوقهم سوق الجمل الكسير )
3- وعن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه ، قال : قام أبو ذر رضي الله عنه ، فقال : يا بني غِفار ! قولوا ولا تختلفوا ، فإن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حدثني ( أن الناس يحشرون على ثلاثة أفواج : فوج راكبين طاعمين كاسين ، وفوج يمشون ويسعون ، وفوج تسحبهم الملائكة على وجوههم وتحشرهم إلى النار ) . فقال قائل منهم : هذان قد عرفناهما ، فما بال الذين يمشون ويسعون ؟ قال : ( يلقي الله الآفة على الظهر حتى لا يبقى ظهر ، حتى إن الرجل ليكون له الحديقة المعجبة ، فيعطيها بالشارف ذات القتب ، فلا يقدر عليها ) رواه الإمام أحمد
الشارف : هي الناقة المسن أو الهرمة .
القتب : بكسر القاف وسكون التاء ، هو الرحل الذي يوضع على قدر سنام البعير ، والمعنى : الناقة العاملة .