الانتساب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومنوالاه . أما بعد
يتعين علينا جميعاً ترك الانتساب إلى الغير إلابحق، وقد جاء الوعيد الشديد في من انتسب إلى غير أبيه ، أو ادعى قوماً ليس له فيهمنسب. فقد جاء في الأحاديث :
§ عن واثلة بن الأسقع قال : قال رسول الله صلى اللهعليه وآله وسلم : " إن من أعظم الفرى أن يدعى الرجل إلى غيرأبيه ، أو يرى عينه ما لم تر، أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل " صحيح البخاري مع الفتح ك المناقب ((6/540) حديث – (3509(
§ جاءعن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر بالله، ومن ادعى قوماًليس له فيهم نسب فليتبوّأ مقعده من النار" ( البخاري (6/539) واللفظ له،وصحيح مسلم ك الإيمان باب بيان حال إيمان من رغب عن أبيه وهو يعلم (1/79) حديث (112)
§ عن سعد بن أبي وقاص قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليهحرام" صحيح البخاري مع الفتح ك الفرائض باب من ادعى إلى غير أبيه (12/54)حديث(6766) وصحيح مسلم ك الإيمان (1/80) حديث (114.(
§ عن أبي هريرة رضيالله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا ترغبوا عنآبائكم فمن رغب عن أبيه فهو كفر" (صحيح البخاري مع الفتح ك الفرائض (12/54)حديث (6768) وصحيح مسلم ك الإيمان (1/80) حديث (113. (
في هذه الأحاديثوعيد شديد للتالي: 1- من انتسب إلى غير أبيه. 2- أو قوماً غير قومه ،3- الانتفاء منالنسب المعروف والادعاء إلى غيره ، ومقيّد ذلك بالعلم بانتسابه في الحالتين إثباتاً ونفياً لأن الإثم يترتب على العالم بالشيء المتعمد له فكما ان الإنسان لا يجوز له أن ينتسب إلى غير أبيه فهو كذلك لا يجوز له أن يتبرأ منه إذا عرفه ،
لهذا فأن معرفة الإنسان لنسبه ومحافظته عليه مندوباً إليه في الشرع، كما ورد في مسندالإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
§ (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة فيالمال منسأة في الأجل مرضاة للرب).
والشرع جعل للقبائل فضلاً وميزة بما عملت، فإنالرسول صلى الله عليه وسلم ذكر أفخاذ الأنصار رضي الله عنهم ففاضل بينهم، فقدم بنيالنجار ثم بني عبدالأشهل ثم بني الحارث بن الخزرج، وذكر بني تميم وبني عامر بنصعصعة وأخبر أن مزينة وجهينة وأسلم وغفاراً خير منهم يوم القيامة، وأخبر عليهالصلاة والسلام أن بني العنبر بن عمرو بن تميم من ولد إسماعيل، ونسب الحبشة إلىأرفدة.
والقبيلة ليست نسباً فقط وإنما هي منظومة متكاملة من العادات والقيم والسلوم والذاكره التاريخيه والهوية والأرض ويقيدها الارتباط بشيخ القبيلة . وقد حافظ على الانتساب من انتمى إليها عندما كان الانتساب لها في السابق مغرماً الذي تركه بعض أفرادها في شان المحاربة ودفع المغرم ودفع الديات ودفع الصلح المالي مع كافة أبناء القبيلة واشتدت حاجة كافة المجتمعات للرجوع للأصول فكانت مغنما لمن ينتمي لها.
ولأن الانتساب لأي قبيلة من قبل الحاضرة بعد انقطاع عدة قرون لابد أن يكون بنص تاريخي يتواتر ويطمئنإليه وإلا فهو من قبيل الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا ، وهذا الأمر يحتاج إلى توقف من كل باحث بعدمالجزم بصحة الانتساب ما لم تتوفر لهم دلائل قوية ومقبولة من مصادر متصلة التسلسل خلال القرون الماضية.
وهو ما قدمه الشيخ منصور بن ناصر السبيعي بمشروعه الأول ألتوثيقي للنسب والثاني الخيري للقبيلة بعلمنا الذي اطلعنا عليه فقد أوفي الكيل والميزان بما عاهد الله ونفسه بأن لا يكون محابياً في عمله تجاه أي فرد أو عائلة أو فخذ أو قبيلة من قبائلنا قبائل سبيع سواء كان نسباً أو تاريخاً فالكل سواسية سواء كان بالاسم أو المكان بكافة دول الخليج.
في الختام فانه من الواجب علينا أن نعرف أن كل من نسب نفسه لقبيلته ترتبت عليه واجبات شرعية منها صلة الرحم والنصرة وواجبات اجتماعية عرفية ومالية تجاه المنتمى إليها كما أن من نفي الانتساب ورغب عن من أثبت له نسبه لقبيلته ليتجنب المغرم أمر داخل في النهي الشرعي.