عينان نضاختان تراودني !!
عِينان نَاعستان.. تُحيطَان بي
عِينان دَافئتان قَويتان.. تُدغدغني
عِينان لا مَرئيتان.. تُدوران حولي
تَنامَان .. تَصحَوان .. تَسهَران معي
:::
قدحٌ من عصيرِ ليِمون ارَتشَفه
فَتفكَيري مُتعِب
مَا تُنويِان؟؟ مَا تُضمَران؟؟ مَا تُريِدان؟؟
فَهل سانتحرُ من جِديد؟!
آمّا يَكفَي؟!
تلكَ العَينان السَوداويين؟؟
وتلكَ العَينان النَجلاوين؟؟
وتلكَ العَينان الحَوراويين؟؟
وتلكَ .. وتلكَ .. وتلكَ
فكم من عِينين خَائفتين.. حميتُهن
وكم من عِينين حَائرتين.. هديتُهن
وكم من عِينين غَازلتهن.. فَأردتِن قَتيل
وكم من عِينين أصَابني بسهامِهن.. فَقتلتُهن
ولكم .. ولكم .. ولكم
:::
ولكَنْ هَاتَان العَينان.. مُختَلفتَان
فَهمّا مُستترتَان.. يُواريِهما بَرِزخ
غير مُتأكِدين حَائرِتين
تَذهبَان .. تَجيَئان
مُتعلقتَان..
تُريدَان ولا تُريدَان
تَبحثَان
مُرهقتَان .. خَائفتَان
تُفسرَان.. تَتكهنْان.. تَتنبَأن
على غيرِ هُدى
اشعرُ بِهما.. ولا أحِسهمَّا
أتَخيِلهمَّا.. ولَكنْ لا المُسَهمَا
فأرسمُهمَا بفَرشاةِ الأمَل
مُهذبتَان.. مُتأنقتَان.. جرِيئتَان
تضيعُ بِهما بحورٌ ودهَور
داخَلهما ماسٌ مصقولٌ يَبرق..
حولّهما غَابَاتُ أرزً ونخيلً وزنْبق..
سانتحرُ بهِما..
وابحثُ عَن أزمانٍ لم تتكَّون..
وأدورُ حولَ كَواكبٍ لم تُخلق..
فَأنُديهما.. لأتحايلَ عليهما!!
واستدِرجهما!!
عندي إشَكالُ اللوزِ والفستق..
وأنواعُ العودِ والمسكِ والعنَّبر..
وَاحاتٌ خضراءَ تتَجول.. وطيورٌ بيضاءَ تُحلق
فلا تِثقان.. ولا تَأتيان
خَائفتَان..
لو أني طيار.. لو أجدُ مَدرج
لهبطتُ بكتاباتي كلُ مساء
في مطارِ عينيكِ المُغلق!!
:::
فتبقىَ الحيرةُ حِولي..
وأعَودُ كمَا كنتُ مُحدق
فأخرجُ منْ مُخيلتي إلى الآن
وأصبُ الليمونَ بقدحٍ مُلحق
أشعلُ سيجارة.. وأفطنْ
كأني أطاردُ أثارَ أرنب
فانزلُ مقهوراً منْ على كُرسيِ
خيالَ الأملَ المُرهق
//