السلام عليكم
قد يستغرب البعض ان شروحاتي لشيخ محمد بن عثيمين
ولذلك ابين السبب وجدت في نفسي ان كتب الشيخ دائما تقرأها وكان الشيخ امامك
وكثيرا مايعرف الشبه التي في عقل الطالب فيرد عليها قبل سؤالة.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ .
- قوله: ( من رأى ) من هذه شرطية وهي للعموم ، قوله: ( رأى ) يحتمل أن يكون المراد رؤية البصر، أو أن المراد رؤية القلب ، وهي العلم ، والثاني أشمل وأعم ، وقوله: ( منكراً ) المنكر هو: ما أنكره الشرع وما حرمه الله عز وجل أو رسوله صلى الله عليه وسلم.
- قوله: ( فليغيره بيده ) اللام هذه للأمر أي: يغير هذا المنكر بأن يحوله إلى معروف ، إما بمنعه مطلقا أي: بتحويله إلى شيء مباح , ( بيده ) إن كان له قدرة اليد.
- قوله: ( فإن لم يستطع ) أي: أن يغيره بيده.
- ( فبلسانه ) بأن يقول لفاعله: اتقي الله ، اتركه ، وما أشبه ذلك.
- ( فإن لم يستطع ) باللسان بأن خاف على نفسه أو كان أخرس لا يستطيع الكلام.
- ( فبقلبه ) أي: يغيره بقلبه وذلك بكراهته إياه.
- ( وذلك أضعف الإيمان ) أي: أن كونه لا يستطيع أن يغيره إلا بقلبه هو أضعف الإيمان.
* في هذا الحديث فوائد:
- وجوب تغيير المنكر على هذه الدرجات والمراتب باليد أولا وهذا يكون على السلطان وإن لم يستطع فبلسانه وهذا يكون لدعاة الخير الذين يبينون للناس المنكرات.
- أن من لا يستطيع لا بيده ولا بلسانه فليغيره بقلبه.
- تيسير الشرع وتسهيله حيث رتب هذه الواجبات على الاستطاعة لقوله: ( فإن لم يستطع ).
- أن الإيمان يتفاوت ، بعضه ضعيف وبعضه قوي وهذا مذهب أهل السنة والجماعة وله أدلة من القرآن والسنة على أنه يتفاوت.
- وليعلم أن المراتب ثلاث: دعوه: " أمر " تغيير. فالدعوة أن يقوم الداعي في المساجد أو أماكن تجمع الناس ويبين لهم الشر ويحذرهم منه ويبين لهم الخير ويرغبهم فيه , والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر: هو الذي يأمر الناس ويقول افعلوا أو ينهاهم ويقول: لا تفعلوا. والمغير: هو الذي يغير بنفسه إذا رأى الناس لم يستجيبوا لدعوته ولا لأمره ونهيه.