[align=center][align=center]:11612_1210249319:
بسم الله الرحمن الرحيم
يقال بأننا نحتاج الى عقود من الزمان وجهد جهيد حتى نلحق بركب الدول الكبرى المتقدمة صناعيا .. واننا اذا لم نفعل ذلك فاننا لن نستطيع مواجهتهم عسكريا لاقدر الله ، وانه لو حصل مواجهة لهم فان نارا من السماء ستسقط علينا ، وسنعامل بالقنابل الارتجاجية التي لا تترك دابة في جحرها ، ولا تنس القنابل العنقودية والقنابل الفسفورية البيضاء .. ومن سلم منا فإن المشانق تنتظره.. يا للهول !!
والحقيقة اننا اذا نظرنا بهذا الرؤية فسنظل في مؤخرة الركب دائما الا أن يشاء الله .. لأننا نتقدم صناعيا ببطء .. والقوم يسارعون في التقدم ، ويجتهدون في وضع العراقيل في طريق تقدمنا بوسائل عديدة ، هذه نظرة ما دية بحته ، والغلبة في النظرة المادية للأقوى دائما.. وقد تكون للأقل احيانا لظروف معينة..
فتعالوا نستدل على طريق قد لا يحتاج منا إلى كثير عنا ولا الى فرط طول زمان وهو يتفق مع الفطر المعتدلة وبالتالي فلن يستطيع العدو مواجهتنا ابدا. وسيضرب لمواجهتنا الف الف حساب وسخضع لمطالبنا اذا نحن تقدمنا بها في أي مجال .
الطريق هو ...
العمل الدؤب على بيان التوحيد والطريق الى الله تعالى ،والدعوة إليه ، والامر به وحمل الناس عليه ، وبيان الشرك للناس والمعاصي والفجور وسبلها وتحذير الناس منها ، ومن مغبتها ، وقطع سبلها وايصاد منافذها وتضييقها ، وربط الناس بالاخرة وما اعده الله لأحبائه واوليائه وما اعدة لأعدائه والتقلل من حب الدنيا والتنافس فيها ، والسمع والطاعة لولاة امرنا والنصح لهم.
وهذا لابد أن يكون بطريق علمي مدروس مبني على الفهم الصحيح لكتاب الله وصحيح السنة . وفتح مزيد من الجامعات الاسلامية التي يستقطب لها أبناء العالم الاسلامي من اطراف الارض بشكل واسع .. للدراسة فيها ثم رجوعهم الى بلدانهم محملين بعلم نافع .. وكتب منهجية ليعلموها الى ابناء بلدانهم ، ويجعلوا من انفسهم دعاة الى الله تعالى .. فاذا توجهت القلوب الى بارئها جل وعلا وأقبلت عليه بعلم وبصيرة اجتمعت الابدان فحصلت قوة اجتماعية يصعب اختراقها أو تفككها وتخلخلها.. واثناء ذلك وبعده نحتاج الى اعداد قوة عسكرية بقدر استطاعتنا فقط ، (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) واعتقد اننا لسنا بحاجة الى قوة تضاهي قوة اعداءنا اليوم أو بعد اليوم.. لا..لا .. ابدا ..
ففتوح الاسلام على ممر العصور لم يكن جند الله في عتادهم وأعدادهم يضاهئون جنود الشيطان في عتادهم واعدادهم ، بل اعداء الله دائما اكثر بكثير من جنود الرحمن ومع ذلك تكون الغلبة للمسلمين ،فالغلبة للمسلمين بإيمانهم وليس بعتادهم ..
فاقروا عن بدر ، وأحد ، والاحزاب ، واقرأوا عن مؤتة والقادسية واليرموك ، وغيرها .. وغيرها .. تجدون الفارق العظيم في الاعداد والعتاد .. بل ان المسلمين انهزموا يوم حنينن حينما قالوا لانغلب اليوم من قله فقد اعجبوا بكثرتهم فأدبهم الله ادبا يتلى الى يوم القيامة ( ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تعن عنكم شيئا وضاقت عليهم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين )
اقول اذا اقبلت القلوب على الله تعالى وعرفت قدرها وعظمت امر ربها وخشعت له استحق العباد ان ينصرهم الله .. واذا استحقوا ذلك فالمدد حينها من السماء وما يعلم جنود ربك الا هو فالريح ريح الله ، والنجوم نجوم الله ، والبحار بحار الله ، والارض ارض الله ، والجبال جبال الله ، والنواميس الكونية الموجد لها هو الله . والقلوب بيد الله ، يصرفها كيف يشاء ، فينزع الخوف من قلوب المسلمين ويلقيها في قلوب الكافرين .. ونحن المسلمون اولياء الله والكفار هم اعداء الله .. والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين .
اقول : إذا نصرنا ربنا بالاستجابة لأمره وتعظيمه والدعوة إلية .. نصرنا الله تعالى على اعدائنا .. واقرؤا التاريخ اذ فيه العبر .. ففي منتصف القرن الاول يقف عقبة ابن عامر على شواطء بحر الظلمات في الغرب الاسلامي مخاطبا البحر قائلا : لو اعلم ان وراءك بلادا لخضتك مجاهدا في سبيل الله .
وفي أواخر القرن نفسه يقف محمد بن القاسم الثقفي على مشارف الصين بجيش عرمرم .. ويكون ما بين المشرق والمغرب تحت امرة رجل من المسلمين .!!
هل تساءلنا ماسر تلك الانتصارات ؟!!. انه قوة التوحيد والايمان . انه نصر من الله تعالى (( ان تنصروا الله ينصركم )) وحينما انصرف الناس الى الدنيا ، وآثروها على الاخرة وترك العلم الشرعي ، والدعوة اليه فشا الجهل وضعف التوحيد في قلوب الناس وانتشر الشرك والفجور ، واستشرى الفساد ، واتسع الخرق وخربت بلاد المسلمين وتمزقت ، وسهل على اعدائها تفتيتها وتأليب بعضها على بعض ، صارت امة الاسلام الى ما نرى اليوم .. والله الهادي الى سواء السبيل .
اذن فأقرب الطرق الى النصر هو العمل الدؤب في تربية النفوس على نطاق واسع على منهج القرآن وصحيح السنة على وفق فهم سلف الامه للكتاب والسنة .
اعتقد انه اقرب من محاولة اللحاق بركب قوم سبقونا بمئات السننين في جميع المجالات الصناعية .. وهذا لا يعني ترك الصناعة ، او التهاون بها .. لا .. العناية بها مأمور به شرعا ، ومطلوبا عقلا .. ولكن الطريق الاول طريق ميسر ومقبول ان وجدت الارادة . اما ان ترك هذا الطريق .. واهمل علمه وعمله فستسلب ممالك المسلمين المتبقية واحدة بعد اخرى حتى ياذن الله لقوم يأتون يعيدون لأمة الاسلام عزها وشرفها .. وسيحدثهم التاريخ عن اخبارنا .. فياللعار
والله المستعان وعليه التكلان
دمتم بحفظ رب جبرائيل وميكال
[/align][/align]