بسم الله الرحمن الرحيم
خلق الله المرأة وهو يعلم بما يصلحها ..وكلفها بالعبادة مثلها مثل الرجل
(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )
وبين في محكم تنزيله أن لهذا الكائن خصوصية في التعايش مع غيره.. وطريقه تناسبه في التعامل
(أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ)
فالأصل أن تكون هذه المرأة منذ نشأتها ومع استمرار مراحل حياتها في محل رعاية من وليها.. مهتمة
بزينتها وجمالهاخلقا وأخلاقا وباحثةعن هذه الزينه..مع بعدها عن كل قسوة وخشونة لرقتها وعاطفتها
المتأصله بالانوثة فالرجل مسؤول عن رعايتها وهو المكلف بالسعي والكسب والإنفاق لقوله تعالى :
(( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على
بعض وبما أنفقوا من أموالهم )) ..
وهي مسؤولة عن تقديم هذه الزينة لوليها بأي شكل كان بعلاقة تكاملية يتكون منها منظومة رائعة
من العلاقات الإنسانية بأبهى صورها فالأصل والقاعدة أن يكون عمل المرأة في
بيتها قياما بالواجبات الزوجية وواجبات الأمومة وتربية الأبناء والتي لايتقنها غيرها ....
ولكن قد تحتاج المرأة إلى العمل خارج بيتها لكسب رزقها لعدم وجود من يعولها أو أن يكون
عائلها مريضا أو عاجزا أو فقيرا لا يكفيه عمله أو ليس بصاحب حرفة أو صنعه أو انشغاله
بما هو أهم أو اشق من الأعمال الأخرى ، فعندئذ تضطر للعمل لكسب العيش أو للمساعدة
فهنا تخرج هذه الدرة المصونة من بيتها بقدر الحاجة وفي مجال أو عمل لا يترتب
عليه محاذير ولا فتنة لنفسها أو غيرها ...
فكيف يكون هذا الخروج ؟؟
يقول الله عز وجل مخبرا عن موسى – عليه السلام - :
((ولما ورد ماء مدين وجد عليه امة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتي يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير فسقى لهما ثم تولى إلى الظل ))
.ففي هاتين الآيتين إشارة إلى الحالة التي تضطر فيها المرأة العمل خارج البيت لان المرأتين قالتا :
((وأبونا شيخ كبير ))
وهو اعتذار عما دعاهما إلي الخروج وسقي أغنامهما ،
دون وليهما الذي يتولى ذلك عادة إذ كان عاجزا عن ذلك
، ثم في الأيتين بُعد المرأتين عن مخالطة الرجال والتزامهما الحياء والوقار بقولهما :
((لا نسقي حتي يصدر الرعاء ))
وهو ايضا دليل ضعف المرأة وعدم قدرتها على مزاحمة الرجال ومساجلتهم
في الأعمال التي تختص بهم عادة ،
(فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا)
هنا أدب رفيع ومثالا يحتذى حتى إذا وصلنا الى مستوى ان يتخاطب الرجل مع المرأه ... الحياء يكسوها حتى بان في خطواتها الخجولة التي تتعثر... فبربكم كيف ستكون كلماتها؟؟ وهل يتوقع ان تكون عيناها تتجول في قسمات وجهه بكل صفاقه !!!! حتى كلماتها محدوده فقط بيان لواقع الحال .. فهذه صورة مع كل الود لكل من جعلت نفسها مجالا للفتنة.. فهي حتما لا تتقن المشية على استحياء
( فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ)
وفي الآيات طلب المرأتين من أبيهما استئجاره ليكفيهما العمل خارج المنزل وقد فعل ،
فإذا انتهت حالة الاضطرار للخروج والعمل عادت المرأة إلي مسكنها ومنزلها ومكانها الأول
فهي تخرج للضرورة وليس لأي امرا أخر.
وهذا مثالا رباني للعمل والاكتساب ولكن بعيدا عن الاختلاط
قوله تعالى :
((وإن اردتم أن تسترضعوا أولادكم فلا جناح عليكم إذا سلمتم
ما آتيتم بالمعروف ))
ففي الآية أنه يجوز استئجار المرأة للرضاعة ويجب على ولى الطفل أن يقدم لها أجرها وقد تكون هذه الرضاعة في بيتها كما قد تكون فى منزل الطفل ولا شك أن هذا العمل هو من وظائف المرأة الأصلية ومما يتوافق مع فطرتها ولا محظور فيه في الغالب من اختلاط أو خلوة بأجنبي ونحو ذلك
فهل فهمنا ان الله عز وجل لم يمنع النساء من العمل والاكتساب
ولكن بحدود مايكفل لها عزتها وكرامتها بدون ابتذال
وأسمحوا لي بأخذكم في جولة مع افضل نساء الدنيا من
صحابياتنا الفاضلات رضوان الله عليهن عندما خرجن للعمل ..كيف كان موقفهن من الاختلاط
عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : تزوجني الزبير وماله في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير ناضح (هو الجمل الذي يسقي عليه ) وفرسه ، فكنت أعلف فرسه وأستقي الماء وأخرز غربه
( الدلو الكبير ) وأعجن ، ولم أكن أحسن الخبز وكان يخبز جارات لي من الأنصار وكن نسوة صدق وكنت أنقل النوى من أرض الزبير – التي أقطعه رسول الله – على رأسي وهي منى على ثلثي فرسخ ( يعادل 3696متر ) فجئت يوما والنوى علي فلقيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومعه نفر من الأنصار فدعاني ثم قال : (( إخ إخ (كلمة تقال لإناخة البعير). )) ليحملني فاستحييت أن أسير مع الرجال وذكرت الزبير وغيرته وكان أغير الناس فعرف رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إني قد استحيت فمضي فجئت الزبير فقلت : لقيني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وعلى رأسي النوى ومعه نفر من أصحابه ، فأناخ لأركب ، فأستحيت منه وعرفت غيرتك فقال : والله لحملك النوى أشد على من ركوبك معه ،قالت : حتي أرسل إلى أبو بكر بعد ذلك بخادم تكفيني سياسة الفرس فكأنما أعتقني.
عن جابر بن عبدالله قال : طُلقت خالتي فأرادت أن تجذ نخلها (يقطع ثمارها) فزجرها رجل أن تخرج فأتت النبي – صلي الله علية وسلم – فقال (( بلى فجذي نخلك ، فإنك عسى أن تصدقي أو تفعلى معروفا ))،
، بل استحيت أسماء من المشي مع رسول الله – صلي الله علية وسلم – وأصحابه وكان عملها لراحة زوجها حتي يتفرغ للأعمال الأخري الشاقة التي لا يمكن أن تعملها كما كانت خالة جابر بحاجة إلي العمل حتي توفر لها قوتها لأنها كانت في عدة الطلاق ولم يكن لها عائل والإسلام لا يمنع من الخروج للضرورة مع مراعاة الأداب والأحكام الشرعية
عن رائطة امرأة عبد الله بن مسعود وأم ولده – وكانت امرأة صناع اليد قال : فكانت تنفق عليه وعلى ولده من صنعتها – قالت : فقلت لعبد الله بن مسعود : لقد شغلتني أنت وولدك عن الصدقة فما استطيع أن أتصدق معكم بشيء فقال لها عبد الله : والله ما أحب – إن لم يكن في ذلك أجر – أن تفعلي . فأتت رسول الله – صلى الله علية وسلم – فقالت : يا رسول الله ، إني امرأة ذات صنعة أبيع منها وليس لي ولا لزوجي نفقة غيرها ، ولقد شغلونى عن الصدقة فما أستطيع أن أتصدق بشيء فهل لي من أجر فيما أنفقت ؟ قال : فقال لها رسول الله – صلي الله عليه وسلم – : ((أنفقي عليهم فإن لك في ذلك أجر ما أنفقت عليهم )) . فأمراة عبد الله بن مسعود رضي الله عنما كانت تعمل وتعيل زوجها وتنفق من عمل يدها وصنعتها عليه وعلى أولادها فأخبرها الرسول – صلي الله عليه وسلم – أن لها في ذلك أجر الصدقة وأقرها على عملها لمساعدة زوجها الفقير .
إخواني وأخواتي :
مما تقدم يتبن لنا ان عمل المرأة تحت ظروف معينة ووفق
شروط ضابطه لا خلاف فيه .. ولكن تكمن المشكلة في ماهية العمل ..
وهل تتعرض فيه للاختلاط بالرجال ..
فالأمر باحتجاب النساء عن الرجال وعدم مخالطتهم أمر رباني نتعبده به
يقول عز وجل : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا )) [(53) سورة الأحزاب]،
وقال تعالى: (( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ )) [(14) سورة آل عمران].
قال ابن كثير [(1/352)]: " فبدأ بالنساء لأن الفتنة بهن أشد، كما ثبت في الصحيح [خ (4808)، م (2741)] أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء )"اهـ.
كذلك فإن منع الاختلاط كان في وقت صفوة البشر :
فالنساء كن منعزلات عن الرجال في مسجد النبي عليه الصلاة والسلام، وهذا لا يخفى على عارف بالسنة، سواء في محل صلاتهن، أو في دخولهن المسجد، وانصرافهن منه.
بل قد قالت أم سلمة: إن النساء في عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كن إذا سلم من المكتوبة قمنَ، وثبت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
ومن صلى من الرجال ما شاء الله، فإذا قام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قام الرجال،
قال الزهري: فنرى ـ والله أعلم ـ لكي يبعد من ينصرف من النساء، رواه البخاري.
ولذا فقد صرح ابن قدامة في المغني [(1/328)] بأنه يستحب للإمام أن يثبت في محله بعد السلام من الصلاة، هو والرجال، إذا صلى في المسجد نساء، بقدر ما يرى أن النساء قد انصرفن،
ويقمن هن عقيب تسليمه.
قال ابن قدامة: " ولأن الإخلال بذلك من أحدهما يفضي إلى إختلاط الرجال بالنساء،
فإن لم يكن معه نساء فلا يستحب له إطالة الجلوس " اهـ.
وقال النووي: " لأن الاختلاط بهن مظنة الفساد، وسبب للريبة، لأنهن مزيَّنات للناس،
مقدمات على كل الشهوات " اهـ.
و كن ينعزلن في الطواف أيضاً:
فعن ابن جريج قال: أخبرني عطاء إذ منع ابنُ هشام النساء الطواف مع الرجال، قال: كيف يمنعهن وقد طاف نساء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع الرجال ؟،
قلت: أبعد الحجاب أو قبل ؟، قال: إي لعمري لقد أدركته بعد الحجاب، قلت: كيف يخالطن الرجال ؟، قال: لم يكنَّ يخالطنَ، كانت عائشة ـ رضي الله عنها ـ تطوف حجرةً من الرجال، لا تخالطهم، فقالت امرأةٌ: انطلقي نستلم يا أم المؤمنين، قالت: عنكِ، وأَبَتْ، وكنَّ يخرجن متنكرات بالليل، فيطفن مع الرجال، ولكنهن كنَّ إذا دخلن البيت قمن حتى يدخلن، وأخرج الرجال .
وكذلك في مصلى العيد، فعن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: ( شهدت مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم العيد فبدأ بالصلاة قبل الخطبة، بغير أذان ولا إقامة، ثم قام متوكئاً على بلال، فأمر بتقوى الله وحث على الطاعة ووعظ الناس وذكرهم، ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكرهن ) رواه مسلم والنسائي، وفي لفظ لمسلم:
( فلما فرغ نزل فأتى النساء فذكرهن)
قال الشوكاني في النيل (3/375): " وفيه أيضا تمييز مجلس النساء إذا حضرن مجامع الرجال، لأن الاختلاط ربما كان سبباً للفتنة الناشئة عن النظر أو غيره "اهـ.
وكذلك نهي النساء عن تشييع الجنائز، قال ابن حجر: " ولأن الجنازة لا بد أن يشيعها الرجال، فلو حملها النساء لكان ذلك ذريعة إلى اختلاطهن بالرجال فيفضي إلى الفتنة " اهـ.
وقد ورد عن عمر ـ رضي الله عنه ـ أنه خصص باباً خاصاً للنساء، لا يدخل منه الرجال، وروي مرفوعاً، قال أبو داوود في سننه (1/126): " باب في اعتزال النساء في المساجد عن الرجال، ثم ساق بسنده إلى نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لو تركنا هذا الباب للنساء، قال نافع: فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات، وقال غير عبد الوارث: قال عمر، وهو أصح.
وروى عن نافع أن عمر بن الخطاب كان ينهى أن يدخل من باب النساء.
ولهذا صرح النووي وغيره أن شرط الإذن للمرأة بالخروج إلى المسجد أن لا تختلط بالرجال .
كما صرح المالكية بأنه: " يُكره الطواف مع الاختلاط بالنساء " اهـ.
وبالرغم ان نبينا صلى الله عليه وسلم تركنا على المحجة البيضاء بلغنا أمر ربنا الذي يقول في محكم كتابه
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً)
إلا ان هناك من يحاول أن يحصر العبادات الظاهرة على الجوارح في مقولة
(الدين في القلب) مخالفين لكل ماجاء به شرعنا وماوصلنا ثابتا عن نبينا قولا وفعلا وتقرير
اعليه افضل الصلاة والسلام... و نجدهم يدللون على مقولتهم بضرب الأمثلة بقوة الأخلاق ومتانتها ...
فلو وضعنا امرأة وسط الف رجل لن تتأثر او تؤثر بهم لأخلاقها السامية بالرغم من اختلاطها بهم وكلامها معهم مع عدم الإقتناع بوضع النقاب او تغطية الوجه الا بأسباب إجتماعية بحته ...
وأننا ربما رأينا محجبة كاملة الحجاب او أخرى اجبرها وليها صاحب العقل المتحجر بالمكوث
في بيتها لرأينا من فسوقها مايندى لها جبين الحياء
أقدم لهم هذه الأحاديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم لعلها توضح
لهم حجم خطأ مقولتهم التي
يرددونها وهم يحسبون أنم يحسنون صنعا ..
عن ابن عمر قال قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب من إحداكن) أخرجه أبو داود.
و قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء )،
أخرجه الشيخان.
وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
( اتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت من النساء )، رواه مسلم.
وعن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( إياكم والدخول على النساء) فقال رجل من الأنصار أفرأيت الحمو قال (الحمو الموت) رواه البخاري ومسلم.
وهذا كافٍ في تقرير أصل المسألة.
كانت عائشة رضي الله عنها تشد عليها حجابها في بيتها بعد دفن عمر بن الخطاب بجوار النبي صلى الله عليه وسلم ووالدها رضوان الله عليهم اجمعين وكانت تستحي منه وهو تحت الثرى
وتقول هو رجل اجنبي عني
لم تصلنا اي رواية عن فاطمة رضي الله عنها انها كانت سافرة الوجه مختلطة بالرجال ... بل اهمها ان تموت ويرى الرجال حجم جسدها بعد موتها وهي مسجاة فوق الاكفان وفرحت كثيرا عندما وصفوا لها السواتر التي تضاف الى النعش فتنمع رؤية جسدها !!! وهي قصة مشهورة لااعتقد ان هناك من لم يسمع بها
وقولها عندما سألتها إحداهنّ ماخير للنساء؟؟ قالت
( خير لها الا ترى الرجال ولا يروها )
قال ابن القيم في الطرق الحكمية (407):
" وقد منع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه النساء من المشي في طريق الرجال،
والاختلاط بينهما في الطريق ..."ا.هـ
فهل سنكون اكثر حكمة وفهما من الصحابة ؟؟
وهل الجنة تشتاق لها نساء النبي صلى الله عليه وسلم وبناته رضوان الله عنهن اجمعين فقط !!..
فيحكمن هنّ حجابهن ويسترنّ وجوههن ويبتعدنّ عن الاختلاط بارقى الرجال صحابة رسولنا سلفنا الصالح الزهاد بدنياهم .. الرهبان في الليل .. الفرسان في النهار
وويرفعنّ ضدهم شعار (خير لنا الانرى الرجال ولا يرونا)
ونحن في هذا الزمان نرى ان الأمر فيه سعه ؟؟؟؟؟؟؟
وفي ختام قولي أذكركم بما قرره علمائنا في مسألة
عمل المرأه وحكم اختلاطها بالرجال
قال سماحة الشيخ ـ عبد العزيز بن باز – يرحمه الله - :
" أن الدعوة إلى نزول المرأة للعمل في ميدان الرجال المؤدي إلي الإختلاط سواء كان ذلك علي جهة التصريح أو التلويح بحجة أن ذلك من مقتضيات العصر ومتطلبات الحضارة أمر خطير جدا له تبعاته الخطيرة وثمراته المرة وعواقبه الوخيمة رغم مصادمته للنصوص الشرعيه التي تأمر المرأة بالقرار في بيتها والقيام بالأعمال التي تخصها في بيتها ونحوه "
وقال : " فالرجل يقوم بالنفقة والاكتساب والمرأة تقوم بتربية الأولاد والعطف والحنان والرضاعة والحضانة والأعمال التي تناسبها لتعليم البنات وادارة مدارسهن والتطبيب والتمريض لهن ونحو ذلك من الأعمال المختصة بالنساء فترك واجبات البيت من قبل المرأة يعتبر ضياعا للبيت بمن فيه ويترتب عليه تفكك الأسرة حسيا ومعنويا وعند ذلك يصبح المجتمع شكلا وصورة لا حقيقة ومعني "ا.هـ
وقال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – يرحمه الله - :
" المجال العملي للمرأة أن تعمل بما يختص به النساء مثل أن تعمل في تعليم البنات سواء كان ذلك عملا إداريا أو فنيا أو أن تعمل في بيتها في خياطة ثياب النساء مما أشبه ذلك .
وأما العمل في مجالات تختص بالرجال فإنه لا يجوز لها أن تعمل حيث يستلزم الإختلاط بالرجال وهي فتنه عظيمة يجب الحذر منها
ويجب أن يعلم أن الرسول – صلي الله علية وسلم – ثبت عنه أنه قال :
(( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء )) (( وإن فتنة بني إسرائيل كانت من النساء ))
فعلى المرء أن يجنب أهله مواقع الفتنة وأسبابها بكل حال" .ا.هـ
منقول ونسأل الله ان يكتب لنا ولكاتب المقال الأجر