[align=justify]يسعدني أصدقائي الأفاضل أن أتواصل معكم من خلال مجموعة القصائد الكاملة لضابط الشرطة رجيمي هادية التي صدرت مؤخرا في مؤلف شعري بعنوان عطر الثرى ضمن سلسلة في الطريق التي يشرف عليها الأستاذ / الخير شوار وترعاها جمعية الجاحظية التي يرأسها الروائي الكبير / الطاهر وطار وأعدكم أنني في الأيام المقبلة سأحاول تأمين لكم المقدمة النقدية التي افتتح بها الأستاذ الخير شوار هذا المولود الجديد للمبدعة الناشئة /ضابطة الشرطة الجزائرية رجيمي هادية
و أنا أرجو ان يتم نقد هذه التجربة الشعرية الجديدة بموضوعية كما أرجو أيضا أن يبدي القراء رأيهم وبصراحة حول فكرة المراة الشرطية عندما تتحول إلى الشعر وذلك من خلال نقد هذا العمل الطازج وشكرا[/align]
أنت صلاتي
من طين جزائري أنا كنت .....
من وصف جزائري أنا لمعت .......
وبحبها الأزلي أنا ارتبطت.....
فطيبي يا نفس وعمي مساء.....
إن أنت للبيضاء خشعت حياء ......
هذه يا نفس بلادي ......
تمحو داء ودواء ....
يا نفس هذي بلادي ......
اجعليها ِوْرًدا وترنيمة سلام ووفاء ........
ودعيها إن بدت للرمداء في كل يوم تجلو صفاء .......
وصفيها للمُدْلِجِ حين يكسوا ثراها خير رداء .......
هذه يا نفس بلادي ....... يا نفس هذي ودادي .......
فارفعي فيها الجبين وأسكني منها العرين ........
هذه أم اليتامى ونهاد الجائعين .........
هذه سفر حياتي وآلاء العالمين ........
هذه قبلة .. قدسه ولا قرين .........
جزائر أنت حياتي .....
اعتنقتك مع إخوتي دينا .....
جزائر لكي مني صلاتي ما حييت لن أخون .......
قربانا نذرتك يا نفس كوني..........
لتجف عيون الثكالى وتقر عينا ........
جزائر أنت بلادي ........
وفيك طلبت أنا الشهادة ............
يا بلدي زينوك .......
كعروس غول قيدوك ........
يا بلادي فاجؤوك ......
وحين غرة أخذوك ........
بالفجيعة أبنوك ......
يوم قاموا جاهدوك ........
يا بلادي تلك أحشاؤك أخرجتهم ........
وينابيعك الحلوة سقتهم .........
كيف للأم جمعوا الحطب ..........
و كيف لكي أضرموه لهب .........
ضنوك يا بلدي ضعيفا .......
و أرادوا ربيعك يبدو خريفا ..........
ألا خاب من أكل الرغيف
وأنكر علنا جود المضيف ............
هيهات والزرق اسود زمجرت............
أن تنجح مآرب نفوس أنكرت...............
خير أياد أسرفت ........
وعند العطاء أجزلت..........
ساقوا الجريمة من بعيد .............
أرادوك يا وطني سوق عبيد....
لا وكلا مادمت والزرق وقوفا ...............
طول الليالي ساهرين........
نحن الوقوف في الليالي الحالكات..........
لنعس شعبا أوهنته الصائبات....................
نحن الرجال الواقفون نضفي السلام......
ونرفع رايتك ونجلي سناك...................
نحن الرجال الواقفون نمد صدورنا ونذود عنك.....
فيوم موتنا يوم عيد..............
إن تولدين يا جزائر ..........من جديد....
إلى من فارقوا الحرف العربي إلى حروف لائكية:
بحروف أبجدية
بحروف أبجدية....
أكتب لمن نسي الحروف الأبجدية....
بحروف قد عفت...
بحروف قرمزية....
بحروفنا....
تلك التي صنعت من نار....
فباتت من جليد.....
بحروفنا التي نسيت لحن قلوب عزفت بأوتار الوريد...
أكتب لنا نحن من نسي عكاظ.....
أكتب للذي يلهو بقرص من شواظ....
أين منكم نطفة غنت ليعرب....
وبيوض شكلت بخطوط عربية.....
هل صحيح قد بنيتم من حروفي بيت زار...
وتصدقتم بها لتسود اللائكية....
هل صحيح قد وهبتم للسبيل.....
كل حرف كان يسقى زنجبيل....
كل شكل روى حكاية سلسبيل.....
يا لها من حاتمية....
يا لويل الشرق من شمس الأصيل...
ثم ويل لباعة الحرف من غضب النخيل....
بحروف عربية..أكتب لمن نسي المعلق...
للذي بالحمق صار للأذنين يغلق....
للذي مات معربدا في شوارع لاهية بالبندقية....
للذي بين مفارق شعره نمت نيران العصبية.....
أكتب للذي يقوم من كسل...
ليواري عورة بغرائز بربرية....
أكتب لمن قرر في الأخير .....
بين صفحات الثمالة وطراوة الفخذين....
أن يبيع الخردوات.....
والكرامة والحروف الأبجدية....
ليسعر الخد..
ويكمل من ثمن الأصالة...
ما يكفي ليبتاع ليلة بين قوارير
الجعة والنساء.....
أو يجول بالشوارع باحثا....
عن أتان بملامح نورمندية....
بحروف أبجدية أعزي كل العيون المسلمة....
فقادة الحروف الأبجدية هجروها...
وتحللوا صحبة المفارش المخملية....
والشعور الصفر الذهبية....
يا من يشترى فخذ العيون العنبية....
سالت حروفي الأبجدية....
مع آخر قطرة منك فوق امرأة لائكية....
فهل ستمسحها بقطر....
أم ستغسلها بماء......
أو بدمع العربية.......
29/11/2005 بسوق أهراس
زمن السلام
كانت لديها زهرة ووردة حمراء....
ودمى كثيرة....وقزحية خضراء....
كمزارع التفاح أو مزارع شبعة.....
وبؤبؤا أصفى وأنقى من الرجاء.....
وحب وحد تلك القلوب بانتشاء.....
ورداء مزركشا ليس يشبهه أي رداء....
وفي صباح جائر صرخت جنين مع القرى....
وصرخت فتاتنا في الكرى....
على وقع تنين يزمجر....
خطف قلوب الآمنين.....
صرخت من ناره السعراء تشهق بالبكاء....
ودموعها الحمراء تصرخ بالنداء....
أين الحياة.. والألوان ..أين الرداء.....
هل سرقوا مني أمي وأخي....
والنور والأرض سواء....
أين ضمير الصامتين.....
المتفرجين المعتدين الآثمين.....
أين ضمير العالمين....
أين ضمير الشعراء الهاربين.....
أين المساكن والقرى أين أنا.....
أين وأين المسلمين....
يا عسكرا يتخبأ في الحصون العالية....
يا جيشهم إني دفعت عيوني فدية للطاغية....
إني دفعت ضريبة الصمت الرهيب....
أني دفعت عيونيا.....
لتغادر أرض الحق مع الصليب....
لتخرج نجمة داوود من أرضي....
من قلبي.. من وطني الحبيب....
إني دفعت ضريبة السبت القريب..... 12/08/2006 بسوق أهراس.
سماؤنا حرة
يا محنة من ساعدي تتقوت .......
شدي الرحال بغير رجعة........
اليوم لواء الزعفران يرفرف....
وعيون الأسد في عينيه تسعى.....
والنازحون من العراء إلى العراء.....
لا يقلقون فثمة لله رجل قد رفع اللواء.....
طالعه منصور سر به الورى....
أنشودة البارود تطرب أذنه......
وقصيده يتلى إذ الصواري تعرج للعدى.......
أصغي له ولقوله فيسرني.....
يا ليتني رشاشه......
أو حفنة بارود أو صاروخه........
أو حبة عرق الرجولة إن تغشاه........
أو نجمة في سمائه الحرة ترعاه.........
نيزكا من شهب الكرامة في يمناه......
يا حسنا قلبا وشمسا في رباه.......
يا ليت شعري...أيخذل مثلك إذ رمى........
يا ليت شعري أمثلك يكسر له جناح أو لواء.......
لا ورب الكعبة ألف لا.......
سنأتي والإله لنا وجاء.....
ونقسم بالإسلام لا العروبة الصماء.......
بأنا معك.....
مع الإصلاح حين ينادي به الرجاء..........
يا آلة الحرب العنيدة ارحلي......
ففي جَنُوِبِهمْ قوة عنيدة تنجلي......
يا آلة الحرب البغيضة اخجلي.......
فالنصر هامة الأبطال بات يعتلي........
يا آلة الحرب العنيدة استسلمي.....
ما عاد يجديك الكذب أو الإدعاء........
استسلمي وتقهقري.....
فالأرض للأحباب تفتح أذرعا......
وبنوها من الشرق الكبير تسابقوا أسرعا.......
زفوا إليها عرائسا بهامة صفراء......
وقالوا إنا لحزب الله ننتمي للفداء.........
أقسمنا به بالله... نرفع راية لبنان إلى السماء..... 12/08/2006 سوق أهراس
نصر الحماة
هل بعينيك دموع يا أخي....
هل بها من الحب شموع يا أخي.....
لا لا تبكي أخي فإن النصر آت.......
لا تبكي فالنصر مفتاح الثبات........
ولجين الحب عراب الثقات.....
لا تبكي أخي فسنصمد مثل الحماة......
أنا إن مضيت بنت سبع لا تبكني......
قل لعينيك الذوابل لا تدمعي......
فأنا حملت الكفن في عيني جمرا لا يعصني.......
وقرأت سفر العز سطرا بعد سطر يكفكف أدمعي......
واخترت من الموت نجما أبدا لا يأفل........
أنا صرت أكبر في المقابر سيدة لا أدعي........
وعزي في جنان الرب لا تطاله يد معتدي........
لأن حبك وطني الحبيب لا ينضوي ........
ولا في الزوايا بعد الموت ينطوي......
حبك في الدنيا رفيق يهدني ........
وفي الأخرى سراج يسوقني......
إن الشهادة لا تقاس بِطُولِنَا يا أخي......
وليس تطالها جرات حبر من قلم.....
ولا اليراع أو قول الكلم........
إن الشهادة أن تروي دماؤنا السهول مع القمم.......
فتراني قلبا وشمسا.......
وقزحا من أبيض الألوان قد......
وروحا بعزم الأخضرين تحد......
ووجها للريحان والأعناب يعد......
لا تخشهم... وجوه يومئذ تصد......
تلك أكف حين يطالعني الأحبة حقا تمد......
وأعسر الأحزاب....
حين يواجهها حزبي تهد.....
لأن حزب الأخسرين إلى الطغاة.......
وحزبي إلى الله يرد....... 12/08/2006بسوق أهراس
أزمات وضحايا
طفل أنا غريب يزور كل المحطات.....
يتيم أنا يمشي كل الطرقات...
بلا أم أنام في حضن الغابات....
في الحدائق، في محطات القطار......
أو أرصفة المحلات....
بلا أب.... أبحث عن قطعة خبز.....
في سلال المهملات......
ذهبا ضحية إرهاب كريه....
أبقى لي فقط على كومة النفايات.....
أبي كان جنديا وأمي شاعرة....
وأخي كان شرطيا وأختي عالمة....
ذبحا مع كل العنزات.......
قتلوا جميعا وأحرق منزلي......
وسجل الذكريات......
لم أصرخ حينها.... لم أبك ... لم أهرب....
لم أكتب حتى سطر خرافات....
كل ما قلته كان مجرد سخافات.....
فالعالم عندي بات بقايا هامات.....
بقيت فيه مع ذكرى أحزاني....
أصلي لمجتمع تملؤه الفاقات......
لعبتي كانت غصن زيتون.....
لكنها أصبحت جمجمة أو رفات.....
كنت أزور الغابة في العطل أو النزهات.....
لكنها باتت منزلي .....
وصرت اليوم أبحث عن مأوى للبيات.....
لم أذهب عند الأغنياء.....
لم أطرق باب الفقراء....
كل من أعرف قد مات.....
وأنا في الغابة وحدي مع ابنها.....
نعم مع رفيقي ابن الفتاة اليافعة......
سرقت عروسا يوم الحادث في خدرها....
لتكون من الفرائس للطغاة.....
حلمت بزوج واحد.....
فأعطاها الإرهاب عنه مئة.....
إنها حين تعانقه أشعر بالحياء....
لأنها كلما ضمته كرها تجهش بالبكاء.....
تقول: كيف أحبك ابني....
كيف أحبك وأنت جزء من بغاء.....
كيف أعانقك يا بعضي وبعضهم وبعض الأزمات..... 04/09/1997 بسوق أهراس
إلى روح لبنى حبيبتي تحت التراب:
حرية
أريد أن أغتسل من ثوب القذارة ....
أريد أن أنطلق في سماء الطهارة....
بكل حماس بكل حرارة.....
أريد أن تحملني أجنحة الحمام.....
إلى سدرة المنتهى.....
أريد أن أتجاوز عصري....
أن أختصر زمان السفلة.....
تجار النساء.....
أقر التناقض في عالمي...
أقر التمرد....
ليس التشرد....
ليس تجار الفناء.....
أريد أن أكون عبارة حب...
رسول وئام...
مساء سلام....
بعالم ليس يغريه شيء...
أكثر من قليل السلام....
أن أجهض جنين الظلام.....
في رحم مغمورة بالحجب....
أن أحكي حكاية عمري القصير....
مثل الحكاية....
وهبتك نفسي كتاب دموع....
والرسالة تتلوها الرسالة....
والنظرة مني قبل العبارة....
تفيض حنانا ونورا ونارا.....
كلمات كانت قبل إشارة.....
دعوة حب وأمسية للإثارة.....
وفي الليل.....
وفي كل ليل من أجلك أحرقت....
معي كل الشموع.....
وعبدت القوافي...
وأسقطت الدروع....
ثم سقت أمامي قطعان الحلم.....
وسرب حمام...
وبعض غمام بلون الدهان....
وسرقت من السماء الثريا.....
لأصنع تاجا.... تاج روح ندية....
نظمتك شعرا... سطرا فسطرا...
وترنيمة للخلود....
وغنيتك في خلدي لحنا فريدا.....
يضم الضلوع....
وبعد نسيج العمر وغزل الحكايا.....
وبذل القصور...
عدت إلي... وقلت دعابة....
كنت دعابة.. وما أكثر سخريات البشر....
تضيع الحكايا... تطير القصور...
التي كنا نصنعها من ورق...
فأدور.. أدور وأنت معي....
وكلي ذهول....
فتنكسر بين أيدينا الصور.....
وروح الجمال وكل العبر....
ويخنقني الطوق.. ويسقط تاجي..
وتاجك ضاع لفرط الضحك....
فيا للدعابة ويا للغرابة ....
قصورا وعدت ونذرا نذرت...
وكوخا وبيت....
فكذبت القصور وألقيت بالنذر بعيدا...
وبنعليك حطمت روحي وكل العصور...
ثم أهديتني للعراء شريدا وحيدا....
فويل لك وويل لأرض مشيت عليها ....
ولم يعتريها الغضب.....
وويل لشمس نظرت إليها....
ولم ترمك بسعير الشهب.....
وويل لنارك لم تلتهمك وقودا...
ولم تعتبرك وضيع الحطب......
05/08/1998 بسوق أهراس
عطر الثرى
يا مهجة حية تحت التراب أرعدي....
لا تفكري بالعصور الحجرية.....
لا تفكري بالصلاة.....
حبي وحبك يا صبية.....
قلق ويثرثر كل المساء....
لا تفكري بالرحيل....
فقلما تصل فتاة مثلك.....
إلى رجل مثلي أنا......
لا تفكري يا فتاة......
لا تفكري بقصور بقلاع سرمدية.....
لا تفكري بالحياة.....
فالآثار تذكر أنك لحن هوى.....
تذكري يا طفلة محزونة........
هد كاهلها طول النوى......
تذكري كلما صليت فجرا.......
أنني عشت هنا.......
بين صدغيك وفاك والمنى........
تذكري بيروت أني صاخب.....
عنيد ليس يرضيه سلم الأقوياء.......
وتذكري أنه كان لنا شاطئ.....
نتنسم فيه الهوى.....
وبعض ظلي كان يحميك من الطغاة.....
تذكري بيروت كلما صليت فجرا........
أنني بعض فؤادك اكتوى.......
أنا من بلد الجزائر الحرة أنادي....
لا تقلقي.. أنا هاهنا.......
لا تقلقي لن يقتلوك......
فلك رجال صامدون.......
في الأراضي وفي السماء...........
05/08/2006 سوق أهراس
في يوم هاجت فيه مشاعري وربت فيه خواطري عندما كنت أقرأ في صمت بعض قصائد العظيم نزار قباني وكانت إحداها قصيدة مطلعها شؤون صغيرة فحواها شؤون صغيرة أخذت بها وما استطعت أن أمسك فكري ولا أن الجم قلمي الذي راح يكتب على نسقها حتى خلتني أعيدها بأفكاري ولكن لكثرة ما ترددت في قراري خشيت أن أجعلها سجينة تسكن ظلمة دفاتري إلى الأبد فأخرجتها للعالم ، للقارئ مهما انتقد:
لما تخذلني
شؤون صغيرة .........قد لا تسترعي انتباهك
توازي لدي الأمل ........ تضاهي الحياة حياتي هنا
حوادث قد لا تستدعي اهتمامك..........
منها أبني خياما........
أعيش فيها زمانا..........
وأغرق في الذكريات..........
شؤون تبدو صغيرة ...........
شؤونك تلك مثيرة ...........
أتذكر غليون الخشب ...........
يشتعل فيه الحطب ............
حين أراه أهوى أمامك ..... متعبة.........
ويضرم في قلبي اللهب......
يغيب عن الوعي فؤادي .........
وقلبي يذب .............
حين تدغدغني خيوط الدخان.........
وتفعل بي ما النار تفعله بالحطب......
وفي آخر الليل .......
أين يقبل النوم عيوني .........
كنت تطير.......
مع آخر نجم صغير كنت تهاجر.....
فتتركني مع سري الكبير..........
أعالجني بدمع غزير...........
حتى حدود الفجر كنت تطير......
ثم تخلفني مع غليونك أصلى السعير.......
ولما تسافر تغور في نفسي المآثر ........
وفي صقيع إنفرادي أحاصر .....
لا زاد لدي........
أناجي قديم التذاكر.........
وللمرة الألف تنساني مع بقايا السجائر...........
رمادا .............
يضمني صحن أثري مصادر...
ويوم أرد عليك الزيارة..........
وتدعوني في لطف بكل مهارة........
أمارس طقسي العتيق..........
فالرقص على نغمات صوتك حلم رقيق.......
منه أود أن لا أفيق..........
وعند التعب.......
أجلس كالعادة أين تحب..........
وألقي برأسي على جيب......
جيبك ذاك الرطب..........
وأذكر طعم البنان ........
حين تخط في شعري دروب الحنان.........
وحين أجمعني في بقايا السرير..........
أراك كحلم أثير .........
أضمه بين ضلوعي كسر خطير.............
وما إن أغادر تلك الديار إلى مخدعي.........
يملأ عيناي الفرح وأشدو ...........
وتشدو الطيور معي..............
كأني حين رأيتك ..........
ملكت الوجود.......
فأرقص في غرفتي النائمة .........
وألقي ثياب الشتاء.......
وألبس بالحب ذاك العراء ......
فأقرأ بالصمت سطور الهواء.......
ما زالت تفوح ببعض أريجك ..........
حين مررت يوما هنا .........
فأغرق في فرشتي..............
أسيرة الذكريات .........
أقلبها........ تقلبني..
أسكر بها حتى الممات........
شؤون صغيرة ........ شؤونك تلك المثيرة..
وحين تتأبط تلك الجريدة.....
أتأمل منك الأنامل ......
و أغزل منها قصيدة .......
وحين تغامر......
تداعبني كقطة جائعة.........
تأخذني الأوهام بعيدا.........
وأسقط في هواك شهيدة .........
وحين أخاف أن أكتشف........
يتغير لوني ويعلو وجهي الحياء...
وقلبي يدق ........
لكن برغم الكل أصحو سعيدة ......
شؤونك صغيرة شؤونك تلك مثيرة.......
وبعد الغداء أين تنادي بالمنشفة .....
أجلبها في ازدحام سروري........
وأكتبها دورا جديدا ...
يزيد غروري .......
وعطرك لما تسقي به ذاك الجسد.......
أتنشف فيه..
فأغرق في غير ماء.....
ويبقى دوما خير دواء........
شؤونك تلك الصغيرة......
بنيت عليها حياتي .......
وأعليت منها قصورا.....
قلاعا عظيمة تضم سري.......
تضم رفاتي .... وأغلى ذكرياتي.......
تضم شؤوني ......
شؤونك تلك المثيرة..........
11/12/2004 بالمدرسة العليا للشرطة
إرحل
لن أصغي إليك.....
لن أسمع كلماتك الجميلة .....
ولا معانيها المنمقة.....
لن أضع يدي في يديك.....
لن أشعل النار في جسدي.......
بالنظر إلى مقلتيك......
لن أسمح لك بالتوغل أكثر ......
في قلبي أرهقته قوافيك......
لن أسمح أيضا ليديك......
عبثا تحاول..قد تجمدت مشاعري....
مات في نفسي الإحساس .....
بعنف الحب والرجل فيك....
دعك ... دعك...
لا جدوى من محاولة أخرى.....
يليها فشل آخر.....
فما عادت تلهبني غلظة أصابعك.....
ولا وزن يديك......
ما عاد جسمك المفتول ....
يلهمني شعرا ولا قصائدا....
ولا مجرد بيت.....
ما عاد يسكرني كلاما......
تسلل هاربا من شفتيك ......
ارفع سجائرك عني وأرحل....
فما عدت أشتهي دخانها.....
وما عادت تغرقني أوهامها .....
أنا في حقول العنب سأجدد عمري....
عمري الذي ضاع بين كفيك.....
قد كنت غيمة صيفية .....
وبعد احتراقي في الهيام تبخرت....
فهل أنت تدري بالكلمات التي حولي تدور....
أم أنها فيك نقاط فوق سطور..... 23/02/1997عنابة
هل تذكرين
في غابات الزيتون يلقاني....
وتحت الدردار يسجنني ........
يسكنني ........
يرميني بآلاف النظرات.......
في غابات الزيتون يعبدني.....
يصلي لي مئات الدعوات......
يقول شعرا ونثرا........
ويسمعني قلبه كل النغمات......
وتسرقني شفتاه الغليظة...... حينا....
وتهمس لي بكل اللغات .......
ماذا فعلت البارحة بدوني.....
أين جلست حين رحلت .......
قليلا عن عيوني........
ما أكلت .......ما شربت........
في أي فرش غرقت.......
وأي لون من ألوان حياتي لبست......
هل تذكرت قدري.....
قبل أن يبوس النوم عينيك...........
أن تذكريني.....
و أن تسمعي صوتي يغنيك .......
مساء السلام ونوم السلام حبيبتي......
نامي........
وعند الصباح ........
حين صحوت....
هل تذكرت أن تفتحي النافذة....
فتسمعي صوت العصافير ينادي .......
قد جاءك هاتف يا هنادي.....
وقال: صباح السلام يا من صحوت.....
وعند الفطور.......
هل ذكرت زهور الحياة وبعض الحنين.......
وهل سكبت منها قليلا..........
في فنجان القهوة التي تشربين......
وفي الشرفة حيث تقفين....
هل موعدنا القادم تذكرين........
عند شجرة الدردار حيث الياسمين........... 12/07/1997 بسوق أهراس
أحلام من كذب
إنه يكذب وأحب فيه الكذب........
حين يقول....
من بين النساء أحبك أنت......
من كل العيون.......
أهوى عيونك أنت .......
ثم ينظر في لؤم إلي.......
ويدعي الشوق للسقوط....
صريعا على ركبتاي........
وأعلم أنه يكذب.......
ويعجبني منه الكذب.......
وحين تنظم فيه الأصابع.......
وتقسو يداه .....
وينظر نظرة الطامعين.....
أحمل في رفق يداي......
وأمسح منه الجبين........
فتسقط حبات العرق.......
وتشق في كفي نفق......
ثم يبتسم قائلا حان الأوان كي نتفق......
ويبسط في خبث يداه......
يقول تعالي.........
ويحاول أن يبدو بريئا.....
ويبدو محبا ويبدو عشيقا....
وأعلم أنه قبل قليل .....
لغيري...
كان يسوق عبارات حب....
ويبني لها من سراب .....
قصورا كثيرة... ووهما كبيرا...
ونفس الأكاذيب يكذب....
أين يغني لها نفس الترانيم.....
ونفس الكلام يقول:
من بين النساء أحبك أنت...
ومن كل العيون قتلت بسهم جفنيك....
ويداه التي تجول طويلا....
ولا تستريح من العبث أو الدوران....
تعلم أني أشم بعمق .....
بقايا العطور التي لعقتها ......
وتعلم أني أعرف.....
أنها قبل قليل كانت تخون....
ولسانه يعلم أني سأسقيه أيضا.....
قبل الرحيل......
ولما أسافر سيعلم أني لست غبية.....
ولكنني كنت أحبه دون هدف.....
دون شروط... دون سؤال عما سلف.....
02/08/1997 بسوق أهراس
طير الكناري
يا طير الكناري غنيني....
مدي أهدابك ضميني...
عينيك حدودي ....
أحلامي....عنواني.....
عينيك المرفأ والشطآن.....
آهاتي قصائد حب أقرؤها....
على أوتارك تشجيني.....
أشعاري احترق فكري يكتبها.....
قربان رضاك يحييني...
أَ أَرضى بالبعد معذبتي....
أم أذهب أجتر حنيني...
يا راح الروح يسكرها....
وروح الرب ببستاني.....
أتراني ضيعت فؤادي .....
يوم علقته أجفاني....
أتراه حقا جافاني....
ليزور أيكك نيسان .....
جرحي .... مالي جراح...
ما عاد هجرك يدميني...
أنا كالقشة تضربها الأنواء...
فتعود الشمس وتدفيني....
أحرقت سنيني أعبدك...
فتجيبي الصبر بسلوان....
يا طير أمالك من قلب...
فتمد جناحك يدنيني...
صرخ خفاق بضلوعي....
ألا فلترحم واسقيني....
أنا سلمتك مفتاحي....
ألا لا تطغى واهنيني....
يا من جردني بكلام ظل يردده....
فيغريني....
أَ أَموت فداك ....فتبعثني...
وأحيا ..... فتعود لتطفيني....
يا طيرا طار وخلفني....
لسيوف الفرقة تدميني...
أتتوب عني محبوبي....
أم من كفر التوبة تأتيني....
أحزابي كثرت تؤازرني....
أفلا تعترف بقانوني...
فَقُمْرِيٌ غنى بجناني...
وحمام هدل يواسيني...
وجفون رباب تمطرني...
لتبل الكبد... لتنديني....
وشفاهك مازالت تضحك....
وكلامك أيضا يكويني...
تود دموعي ... لا والله....
ما الجرح الغائر يبكيني....
أ فأرحل دونك مالكتي...
وأخلي عروشي وأقياني...
أم أقبع في الظل أواسي...
جراحي يوما ويوما تواسيني...
أجزيرة عشق أعبدها...
تُسْكِنُنِي يوما ويوما تنفيني...
أعيدي السلم إلى روحي...
أو جواز سفري أهديني...
فقد أتعبت روحي ومرقدها...
وناحر نصلك أهدرني...
وقبلا كان يحييني....
أسفينة حب اركبها....
ببحر أهوج يعييني...
مدي شراعك يسترني....
أو كفي عيونك وأنسيني.... 19/10/2004 بالمدرسة العليا للشرطة.
صدفة
ذات يوم التقيته صدفة...
كانت عيونه خير سفير خاطب....
ومرة التقيته صدفه.....
غرزت جفونه في قليبي شوكة....
فمضى لساني مازحا ...
يقسو على التقاليد وقلت...
كملت عيون ناظرات في حياء....
أجمل بها من ناعسات في صفاء....
هيا تعالى اقترب...
ما خطبك ماذا دهاك....
كملت عيونك إذ رمتني....
بسهام طوقتني....
يا صاحب العينين....
تلك عيون أخذتني للبعيد...
تلك عيون جددتني يا عنيد....
كان مزاحا ثائرا....
كسر الجليد.....
بعدها نظر إلي محدقا....
متبسما ثم مضى.....
لم يجبني... لم يرد....
لم يوافق أو يصد....
فقط مضى....
لكن أنا من ثغره لما تبسم....
شاهدت قلبا يتنسم.....
ومضيت احلم.....
كم بنيت من قصور ورقية....
كم رأيت يده السمراء تمتد هدية....
كم وكم.....
زوجته نفسي مرارا....
ومازلت أحلم.....
طاهر حبي له....
ظاهر...أي نعم كان جليا...
و التقيته مرة أخرى وكانت صدفة.....
فأجابني لما سألت لجوجة....
أتراه وافق أم عدل....
عن بسمة كانت أمل....
قال كيف يصد حب تجلى وما استتر...
وفي المرة الأخرى التقينا......
في موعد ضم يدينا....
فرأيته مطرا تهاطل....
على أرضي العطشى تقاتل....
فخبت نيران الحب فجأة....
وقفزت أسأل :
أين عندك يا فتى؟
أين الغرور وأين الكبرياء؟
لا لست أنت من عنيت.... ثم مضيت...
لأن سر الحب فيه قد تعطل......
17/09/2005 بالعاصمة
هل كانت تلك البداية
أحببتك يا صديقي......
يوم كان الحب غاية......
واليوم غايتي قد أزهقت....
أحببتك يوم كان الحب راية .....
واليوم رايتي قد أتلفت......
أنا لم أعد أحذر أيامي معك....
فأنت زهرة من الماضي الأليم....
فذر الذكرى تذوب....
وأحمل الأيام وأمحو ما كتب الأنين......
و إد الأحلام وأفيء ما ذرأ الحنين.....
فأنا سأمسح أحلامنا الدافئة.......
على ذكرى أليمة أحرقت....
وأعصف بالحب بين أمواج الصبا....
وأقول أنها قد أغرقت.....
لأني بلون الحياة التي أرتديها....
وطعم العطور التي ذبت فيها....
عشت حبيبي....
فقرأت بالصمت ألف كتاب.....
وأبيات شعر تمسحت فيها......
وعبدت بالكفر ألف إلاه ......
وكل إلاه تعربد تيها......
وعند الصباح تبت عليهم....
وبطهري غسلت الحضارة.....
وعمدت بالمحبة جبين الحياة.....
وبرغم هروبك صرت معي.....
شريد الهوى.. وشهيدا مفدى من الكلمات.....
17/02/2000 عنابة