في ليلة من ليالي الشعر الجميلة كان يحييها عدد من الشعراء الكبار ( مستور - حبيب - الرياحي - الحضرمي ) جرت محاورة بين الرياحي والحضرمي وكان موضوعها يدور حول الأستهزاء بالشاعر الكبير حبيب العازمي وأنهم أساتذته في الشعر وهو لا يزال تلميذا ، ظنا منهم أن الأخير لا يفقه في معنى الشعر شيئا ، فأبت نفس العازمي أن تسكت على مثل هذه الترهات السخيفة ، فما كان منه إلا أن قام وتقدم عند (الميكرفون ) وقال: [مساكم الله بالخير ، يالربع عندي بيتين والشاعر العلم يرد عليها ، أنا تلميذ أنتم أساتذة ولكن ما فيه حش عراقيب وحنا قعود، ردوا على هذين البيتين
سار القدم حسب الطلب والدرب عيا لا يشاف = متى يشاف الدرب واللي فيه يسري كيف سار
صار اختلاف فالعرب والسالفة فيه اختلاف = فيه اختلاف ومشكلة لكن مدري ويش صار
فقام الرياحي وقال :
نمشي على سلم العرب والمزح بقلوب نظاف = والمزح بقلوب نظاف ولا يمين ولا يسار
فقال له العازمي : أخطأت ليس هذا الرد ( قالها ببرود ) فأثار حفيضة الرياحي ، وقال : يا حبيب الشعر ماهو تعقيد أنا مستعد أجيب لك أربعين بيت وأتحداك ترد عليها . قال حبيب : أنا جبت لك بيتين وإن كنت شاعر رد عليها .
فأراد مستور أن يتدخل فقال له العازمي : ما لك شغل يامستور ، إلا إذا أردت أن ترد فتقدم ( فلم يتقدم ) أما صاحبنا الحضرمي فوقف مذهولا أمام الموقف ولم ينطق بشيء .
وقفة :
لاحظ عزيزي القارئ أنه في هذين البيتين تظهر فلسفة العازمي وقوة شاعريته وحكمته والتي من خلالها يستطيع إجبار جيمع شعراء الساحة على الإنسحاب من أمامه ، فقد اشتملت هذان البيتان على كثير من الأمور ، من أهمها :
1-أنه يبتدئ البيت بكلمة وينهيه بها .
2- في البيتين أكثر من وقفة (في الأول الشطر الأول : الطلب ، وفي الثاني الشطر الأول : العرب ) ( في الأول الشطر الثاني : يشاف ، وفي الثاني الشطر الثاني : اختلاف ) هذا بالإضافة إلى المعاني الغزيرة التي يحتملها هذان البيتان
منقووووووووووووووووول لعيونكم..