المصريون ـ في مفاجأة من العيار الثقيل ، أصدر الأزهر الشريف أول أمس تقريره الرسمي عن كتاب "فصل الخطاب في تاريخ قتل ابن الخطاب" لمؤلفه الإيراني : الشيخ أبو الحسين الخوئيني ، الذي تقدم بشكوى ضده عدد من المواطنين ، خاصة بعد أن قامت وزارة الثقافة بالسماح بعرضه وبيعه في معرض القاهرة الدولي للكتاب ، يناير 2008 ، والكتاب الإيراني مترع بالشتائم والسباب والتكفير لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه والخلفاء الراشدين معه ، وأصحاب النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه ، ويعرض التقرير للأوصاف التي وصف بها المرجع الإيراني أمير المؤمنين عمر ، منها ـ حسب نص التقرير ـ (أنه الجبت الذي عادى النبي وآله ، وفرعون الذي حرف القرآن وأذاع في الأرض الفساد وأظلمت من كفره الدنيا ، والذي طلب عند مماته أن يشرب النبيذ !!!) ، كما أضاف المؤلف الإيراني في كتابه المذكور في وصفه للفاروق (أكبر صنم عرفته البشرية منذ بدء نشأتها وحتى يومنا هذا ، بل إلى آخر الدنيا ، .. فهو المنافق الذي أرضى المجوس واليهود والنصارى ) مضيفا قوله (إن الكبش خير منه )!!! .
ويقول التقرير بعد ذلك (تلك قطرة من بحر الأوصاف التي امتلأ بها هذا الكتاب عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه) ، ويشير التقرير إلى أن الكتاب في موضوعه الأساس محاولة لتحقيق يوم مقتل أمير المؤمنين عمر الذي يعتبره الشيعة يوم عيد لهم يحتفلون به كل عام ، وبمقابل ذلك الوصف للفاروق عمر ، أفرد الكتاب صفحاته لتمجيد قاتله "أبو لؤلؤة" المجوسي ووصفه بأنه (مسلم ، مؤمن ، من أخلص شيعة مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب) ، وأكد على أنه نفذ الجريمة بتوجيه من الإمام علي رضي الله عنه وأضاف التقرير نقلا عن الكتاب قوله (فمهمة أبو لؤلؤة رحمه الله لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم ، إذ على يديه جرى أعظم عمل ، ونفذت أكبر مهمة لم يعرفها العالم قبله ، ولن يعرفها بعده ، وهي كسر أكبر صنم عرفه التاريخ ) ، وفي اعتراف إيراني صريح بمقام أبو لؤلؤة ـ الذي يحاول قادة إيران نفيه الآن والادعاء بأنه لشاعر قديم ـ ذكر تقرير الأزهر عن الكتاب الإيراني قوله (إن زيارة قبر أبو لؤلؤة في كاشان أولى وأوجب من زيارة سائر المؤمنين ، فهو مبشر بالجنة) ، ويزعم مؤلف الكتاب أن أبو لؤلؤة بعد أن نفذ جريمته هرب ثم طار إلى إيران بمعجزة من أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وأنه أقام في كاشان (ومات فيها وقبره هناك معروف يزار) ويبرز الكتاب وصف يوم مقتل الفاروق عمر بأنه أعظم أعياد الشيعة مضيفا (يوم عيد اشتهر بين الشيعة من زمن الإمام أبي الحسن العسكري ، وبدأ الاحتفال به في قم ثم كاشان ، حيث مدفن أبو لؤلؤة ، ثم بقية مواطن الشيعة ، ولقد أصبح عيدا رسميا بإيران منذ زمن الحكومة الصفوية .. وهو أفضل الأعياد عند أهل البيت ومواليهم ، فيه يغتسل الشيعة ويلبسون الثياب الجدد ) ويضيف الكتاب في فضائل هذا اليوم في تصور الشيعة أنه (يرفع فيه القلم عن الخلق كلهم ثلاثة أيام ، فلا يكتب الكرام الكتبة على الخلق شيئا من خطاياهم ، ومن يحتفل بهذا العيد يغفر الله ذنبه ويشفعه في أهله ، ويوسع عليه في ماله ... إلخ إلخ) ، وأما مقام أبو لؤلؤة فزيارته ـ حسب المؤلف الإيراني (كزيارة الأئمة المعصومين ، والشيعة في إيران منذ قديم الزمان قد بنوا على قبر أبي لؤلؤة رحمه الله ، القبة والأبراج ، وجعلوا له رواقا وصحنا ، وما زالوا يحسنون بناءه تعظيما لشأنه وتسهيلا على الزائرين الذين يأتون من كل أقطار العالم الشيعي متقربين إلى الله تعالى بزيارته ، معتقدين بعلو مقامه ، وكونه ممن يقضي الله بهم الحاجات ، بل كان أكثر علماء الشيعة يزورونه ، خصوصا في عيد الزهراء عليها السلام ، حيث يزدحم حرمه الشريف بالعلماء والموالين من كافة المناطق والبلدان) وأورد المؤلف نقولات عن العديد من المراجع العظمى للشيعة الإيرانيين التي تؤكد قوله مثل الوحيد الخراساني ، والتبريزي ، والسيد محمد اليثربي الكاشاني .
وفي تعليقه على الكتاب المثير قال تقرير الأزهر ما نصه (هذا الفكر الشيطاني الذي امتلأت به صفحات هذا الكتاب ، والذي طفح بثقافة الكراهية السوداء ضد صحابة رسول الله ، وخاصة الراشد الثاني الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ليس مجرد وسوسة شيطانية لمؤلف هذا الكتاب ، وإنما هو موقف مذهب الباطنية الغنوصية في هؤلاء الصحابة ، حواريي رسول الله الذين صنعهم على عينه ، والذين أقاموا الدين وأسسوا الدولة وأزالوا طواغيت ذلك الزمان ، وفتحوا في ثمانين عاما أوسع مما فتح الرومان في ثمانية قرون ، وكانت فتوحاتهم تحريرا لأوطان الشرق ولضمائر الشعوب وعقائدها ...نعم إنه فكر شيطاني تلبس مذهبا وليس مجرد نزوة لمؤلف هذا الكتاب .. فهو موقف مذهب وطائفة منذ تبلورت عفائد هذا المذهب وهذه الطائفة.)
وندد تقرير الأزهر بامتلاء كتب مراجع الشيعة بمثل هذه الشتائم ضد الصحابة الأطهار ، واستشهد بما قاله آية الله الخميني في "كتاب الطهارة" في وصفه لأصحاب النبي وخاصة السيدة عائشة والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم أجمعين وصفهم نصا بأنهم (أخبث من الكلاب والخنازير) !!!
ثم يختم التقرير بيانه بالقول (نحن ـ إذن ـ أمام مذهب وليس مجرد مؤلف لكتاب ، مذهب يعتقد ويتدين بالبراءة والسب والوقيعة والتفسيق والتكفير ، لا لجمهور الصحابة فقط ، وإنما لكل من والاهم من المسلمين ، أي لـ 90% من أمة الإسلام الذين يسمونهم "العامة العمياء التي تتدين بدين البغال" !!)
ثم عرض التقرير بعد ذلك لمناقب أمير المؤمنين عمر وفضله وسيرته الكريمة .
الكتاب المذكور صدر عن دار نشر شيعية لبنانية تعمل تحت ولاية تنظيم حزب الله بالضاحية الجنوبية من بيروت وتم عرضه وبيعه في معرض القاهرة للكتاب وأوصى التقرير الرسمي للأزهر الذي صدر بتوقيع المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة ، عضو مجمع البحوث الإسلامية ، في الختام بمنع هذا الكتاب من دخول مصر ، وأن يتم نشر التقرير حوله ملحقا في مجلة الأزهر وفي صحيفة صوت الأزهر ليكون هذا النشر ـ حسب نص التقرير (بيانا للناس ، يفضح هذا الفحش الفكري المسيء إلى رموز الإسلام وأمته ودولته وحضارته ، وإظهارا لحقيقة مواقف هذه الطائفة التي احترفت الافتراء على صحابة رسول الله رضي الله عنهم أجمعين والافتراء على أهل السنة والجماعة)
وكتب جمال سلطان :
تقرير الأزهر عن "الوقاحة" الإيرانية
قرأت باندهاش النص الكامل لتقرير الأزهر حول كتاب العالم الشيعي الإيراني أبو الحسين الخوئيني المسمى "فصل الخطاب في تاريخ قتل ابن الخطاب" ، وأذهلني ما فيه من الوقاحة منقطعة النظير في سب أصحاب النبي والابتهاج الكبير بجريمة قتل أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ، وتسجيل الكتاب أن الشيعة يعتبرون هذا اليوم عيدا من أعيادهم الكبيرة يغتسلون فيه ويلبسون الثياب الجديدة ويزعمون أن القلم يرفع عن الخلق ثلاثة أيام يفعلون فيها ما يشاءون دون حساب أو عقاب ، ولذلك تكثر في تلك الأيام الفواحش بمختلف ألوانها ، المثير للدهشة أن هذا الكتاب يطبع ويوزع أساسا في مطبعة ودار نشر بالضاحية الجنوبية من بيروت التي يسيطر عليها ويديرها تنظيم حزب الله ، الذي يحدثنا كثيرا عن وحدة الصف وأنه يرفض الطائفية ولا يقبل سب الصحابة ، بينما هو يرعى مثل هذا الكتاب الفاحش ويصدره إلى بلاد الدنيا ، ومنها ـ مع الأسف ـ مصر ، ولا أعرف بأي ضمير أو خلق سمح لنفسه مسؤول في وزارة الثقافة أن ينشر هذا "الهراء" والسوداوية على الرأي العام المصري ، ويباع علنا في معرض القاهرة الدولي للكتاب ، ولو نشرت قطرة واحدة من السباب والحقد الأسود الذي اشتمل عليه في كتاب يتعلق برئيس الجمهورية أو حرمه لقامت الدنيا ولم تقعد ، ولما جرؤ مسؤول واحد على السماح بدخول الكتاب إلى مصر ، لفت نظري وقوف تقرير الأزهر طويلا عند الهالة الكبيرة التي يضعها الشيعة حول شخصية أبو لؤلؤة المجوسي المجرم قاتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، والمزار الديني الكبير الذي أقاموه لهذا المجرم في مدينة كاشان ، وما ذكره التقرير نقلا عن كتاب رجل الدين الإيراني نصا يقول : (إن زيارة قبر أبو لؤلؤة في كاشان أولى وأوجب من زيارة سائر المؤمنين ، فهو مبشر بالجنة)!!! وأضاف المؤلف بأن زيارة مقام أبو لؤلؤة (كزيارة الأئمة المعصومين ، والشيعة في إيران منذ قديم الزمان قد بنوا على قبر أبي لؤلؤة رحمه الله ، القبة والأبراج ، وجعلوا له رواقا وصحنا ، وما زالوا يحسنون بناءه تعظيما لشأنه وتسهيلا على الزائرين الذين يأتون من كل أقطار العالم الشيعي متقربين إلى الله تعالى بزيارته ، معتقدين بعلو مقامه ، وكونه ممن يقضي الله بهم الحاجات!! ، بل كان أكثر علماء الشيعة يزورونه ، خصوصا في عيد الزهراء عليها السلام ، حيث يزدحم حرمه الشريف بالعلماء والموالين من كافة المناطق والبلدان) ، وكان محمد علي التسخيري قد كذبني بداية عندما ذكرت له فضيحة "مقام أبو لؤلؤة" في كاشان ، ثم اعتذر بعد شهر وأرسل رسالة إلى الدكتور محمد سليم العوا يعترف فيها بهذا المزار ولكنه يزعم أنه من أعمال العامة وأنهم سوف يزيلونه ، ثم أتى من بعده علي أكبر محتشمي رجل الدين ووزير الداخلية الأسبق فراوغ بكلام لا يليق بمن هو في مكانه ، فزعم لبعض الصحفيين العرب بأن هذا المقام لشاعر اسمه أبو لؤلؤة ، وليس لأبو لؤلؤة الذي قتل عمر بن الخطاب ، وهذه كلها أكاذيب شديدة التبجح ، رغم أن كتب الشيعة مترعة بالحديث عنه وعن قبره وعن فضائله المزعومة وأنه ولي من أولياء الله الصالحين على النحو المذهل الذي احتواه كتاب "الخوئيني" والذي عرضه تقرير الأزهر ، وأنا لا أملك هنا أن أضيف شيئا بعد أن قال الأزهر كلمته التاريخية في نص التقرير :(هذا الفكر الشيطاني الذي امتلأت به صفحات هذا الكتاب ، والذي طفح بثقافة الكراهية السوداء ضد صحابة رسول الله ، وخاصة الراشد الثاني الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ليس مجرد وسوسة شيطانية لمؤلف هذا الكتاب ، وإنما هو موقف مذهب الباطنية الغنوصية في هؤلاء الصحابة ، حواريي رسول الله الذين صنعهم على عينه) ، وأتمنى أن يكون التقرير كاشفا لغمامة التضليل التي غشيت أعينا كثيرة في مصر والعالم العربي