عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من شفع لأحد شفاعة ، فأهدى له هدية فقبلها فقد أتى بابا عظيما من الربا" . رواه أحمد في مسنده.
الجاه والمكانة بين الناس من نعم الله على العبد إذا شكرها ، ومِنْ شكرِ هذه النعمة أن يبذلها صاحبها لنفع المسلمين ، وهذا يدخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من استطاع منكم أن ينفع أحدا فليفعل" ومن نفع بجاهه أخاه المسلم في دفع ظلم عنه أو جلب خير إليه دون ارتكاب محرم أو اعتداء على حق أحد فهو مأجور عند الله ـ عز وجل ـ إذا خلصت نيته كما أخبر عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " اشفعوا تؤجروا " . وحديث أبي أمامة المتقدم يدل على أنه لا يجوز أخذ مقابل على هذه الشفاعة والواسطة، ولقد شاع في عصرنا من يعرض بذل جاهه ووساطته مقابل مبلغ مالي يشترطه لتعيين شخص في وظيفة أو نقل آخر من دائرة أو من منطقة إلى أخرى أو علاج مريض ونحو ذلك، وكل هذا محرم بنص الحديث. وحسب فاعل الخير الأجر من الله يجده يوم القيامة، جاء رجل إلى الحسن بن سهل يستشفع به في حاجة فقضاها، فأقبل الرجل يشكره، فقال له الحسن بن سهل : علام تشكرنا ونحن نرى أن للجاه زكاة كما أن للمال زكاة ؟.
والله اعلم