منتدى الجزيرة العربية التاريخي خاص بتاريخ وأشعار قبائل الجزيرة العربية من بادية وحاضرة

إضافة رد
كاتب الموضوع شليويح الحسيني مشاركات 2 المشاهدات 2110  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
قديم 07-31-2008, 11:16 PM   #1
معلومات العضو
عضو جديد

رقم العضوية : 14207
تاريخ التسجيل: Jul 2008
مجموع المشاركات : 1
قوة التقييم : 0
شليويح الحسيني is on a distinguished road
قصة نومان الحسيني مختصره

[grade="008000 0000FF FF0000 0000FF 000000"]
اخواني الكرام / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ’’’’’ وبعد :

فان الشاعر الفارس الشريف / نومان الحسيني رحمه الله أحد فرسان الأشراف بني حسين مع قبيلة الظفير العريقة والذين لا يشق لهم غبار , وهو من أشهر الشعراء الفرسان في وقته فقد تغنت بشعره الركبان وله صولات وجولات مع ابن عريعر شيخ قبيلة بني خالد حيث أصبح وقتاً من الأوقات صديقاً مخلصاً له وهو الذي عناه الشاعر / عدوان الهربيد الشمري حينما حضر مجلساً فيه رجلان أحدهما اسماعيل والثاني سعيد وقالا : إن الشعراء ليسوا فرساناً ، فبدأ عدوان الهربيد يعدد بقصيدة لهما العديد من الشعراء الفرسان وذكر منهم نومان الحسيني حيث قال :

المجلس اللي به اسماعيل وسعيد
= ينعاف لو قربه على الكبد غالي

اسماعيل ما سمته سموت الأجاويد
= وسعيد ما داجوا عليه الرجالي

ومغير بن غازي ونومان يا سعيد
= وجارد ملظي للشهيل الجلالي

فيعتبر الفارس الشاعر / نومان الحسيني من أبرز فرسان الجزيرة العربية المشهورين وله قصائد كثيرة منها ، أنه حينما كان مجواراً لإبن عريعر ، غزا ابن عريعر على شمر وأمر على / نومان الحسيني أن يغزو معه فحينما قاربوا القتال قال : نومان هذه القصيدة :

يا سابقـي ليلـة قربنـا للينـه
= يا واهج بالصدر لو عنه تدريـن

لو حط لك ذوب العسل ما تبينـه
= حيثك على حوض المنايا بتردين

يسهج قطاتك كل شلفـا سنينـه
= عساك منها يا جوادي تعتقيـن

حمرا لنومان الحسيني ضنينـه
= تسوي مطارد تالي النوم بالعين

تسوى مطارد ما حلا النوم عينـه
= نطاح شينين الوجيـه الغثيثيـن

وأنا عليها دون ربعـي رهينـه
= أنطح شبا المقبل وأفك المخليـن

لعيون من يزهى وشامه جبينـه
= اللي هرج لي ليلة الغزو ماشين

وفعلاً جرى له فعل اشتهر به وقلع عدد من الخيل ذكرها بالقصيدة الثانية حتى أن بعض الناس لما رأوا فعله وشجاعته ، حسدوه وقالوا : ليس هذا الفعل شجاعة منه ولكن لأن فرسه ( حشور ) يعني ( عزوم ) ترد به المعركه على الرغم منه فقال :

قالوا حشور وقلت سووا سواتـي
= أرخولهن ياكاربين المصاريـع

قلايعي عشـر وهـن مقفياتـي
= بالنافعي قطعت روس المداريـع

وإلى رضى مضنون عيني شفاتي
= نازوع للشردان في ضربـة الريـع

والنافعي سيفه المشهور وقيل أنه حصل له مع الفارس المشهور / ابن جدي من شيوخ عبده من شمر موقعه وكل واحد أبى أن يستسلم والإبل بينهما فتعاهدا على أن تكون بالنصف ، أو يؤمنه على رقبته وعلى ما معه ما دام أنه ما استسلم وهي الكلمة المعروفة عند العرب قولة ابن جدي عند القسمة ( ضربوها على أبرق ) أي قارة مرتفعة تفترق عنها الإبل صفين وقال : ابن جدي ( تخير قسمها الأبرق يا جنوبي ) ويروي رواة الشمال قصيدة أخرى لنومان الحسيني وهي : أن نومان الحسيني خرج في رحلة صيد ، ومعه عبده قنيبر ومعهما طير فلما رأى نومان حباري هد عليها الطير فشاغلته أحد حسناوات البوادي حتى أبعد الطير ثم تبعه بجواده ، فخسر نومان صقره الذي لم يره بعد أن أطلقه على الحباري ، في قصة مشهورة ، فرجع إلى عبده قنيبر ، فلما سأله العبد عن الصقر قال نومان هالأبيات :

الطيـر منـي يا قنيبـر عـدا فـوت
= يطرد حباري خـم تالـي المظاهيـر

دليت أنط النايفـه وأزعـج الصـوت
= اليا ما أبعدوا عنا العرب وانتحى الطير

الهتني اللـي كـن عينـه سنا مـوت
= نجـل عيونـه والثنـايـا مغاتـيـر

تقول وش قال العواجي علـى نـوت
= شبه الطيوح اللـي تحـظ المظاهيـر

ولا زالت جميع قبائل الشمال تسمي أبناءها بنومان . وأعظم من ثبت في معركة الرضيمة مع ابن عريعر سبيع بن عامر الغلباء والحسنان الأشراف مع الظفير جماعة ابن نخيلان وقد ذكر المؤرخين بأن القتل قد استحر فيهم ومع ذلك ثبتوا . وقصة الفارس الشاعر الشريف / نومان الحسيني رحمه الله وقعت قصته تلك في عام 1140هـ تقريبا . خلق هذا الفتى ( نومان ) ليكون شهماً شجاعاً ، وشاعراً مجيداً ، وكان إلى جانب ذلك كله يمتاز عن أقرانه بخلقه وأخلاقه كما يمتاز البدر على سائر النجوم وكان ذا صفات مزدوجة ، أبي النفس ، قوي الشكيمة لا تلين له قناة ، معتزاً بنفسه أمام العظماء والكبار لحد الغرور ، وفي الوقت ذاته تجده أمام الضعفاء لين دمث الخلق دافق المروءة جم العاطفة ، من الجانب الأول يعتبر فتى متغطرساً مختالاً ، ممعناً في الكبرياء والغرور ومن الجانب الثاني يعتبر وديعاً مسالماً عاطفياً . نشأ في طفولته يتيماً وبلغ سنة الفتوة فقيراً ، ومن أين للفقير القدرة على إبراز مواهبه النبيلة مهما كان شهماً محسناً كريماً ؟ ، إلا أن هناك موهبة واحدة يستطيع إبرازها ، ألا وهي موهبة الشجاعة التي تعتبر في مقدمة المواهب وأكثرها قداسة خاصة عند عرب البادية ، ولكن حتى هذه الموهبة لا يستطيع الفقير إظهارها ما لم يكن لديه بالدرجة الأولى القدرة على ملك الفرس الأصيلة السريعة ، وامتلاك الفرس لشاب كـ ( نومان ) أمر ليس بالسهل ، لأنها غالية جداً ، والذي يستطيع أن يملكها في ذلك الوقت كالذي يستطيع أن يملك سيارة من أفخم السيارات في عصرنا الحالي ، إلا أن هناك وسيلة لإمتلاكه الفرس ، أو على الأصح لحصوله على الفرس ، فما هي هذه الوسيلة ؟ الوسيلة هي أن يذهب إلى أكبر أمير من أمراء القبائل ويطلب منه أن يكون (فرساً) عنده ( اي من فرسان جيشه، والمقصود أن يكون من خويا الأمير )، وكان وقتذاك أكبر أمير معروف بين رؤساء القبائل في قلب الجزيرة العربية هو / ابن عريعر ، وكان المتعارف عليه أن الأمير لا يمنح من يأتيه فرساً إلا بعدما يعرف عنه الفروسية أي بعد تجربة سابقة ، أو أن يعطيه في حالة استثنائية عندما يتوسم فيه الأمير الشجاعة فيعطيه فرساً على سبيل التجربة ولكن إذا لم يثبت شجاعته فإن الأمير سوف يسترد فرسه . ذهب ( نومان ) وطلب من الأمير أن يقبله ضمن رجاله الفداوية ، فلم يتردد في قبوله مبدئياً دون أن يقدم له فرساً ، وفي أحد الأيام أقيم فرح شعبي قام خلاله فرسان ( ابن عريعر ) بمهرجان بين بيوت الحي ، في أثناء المهرجان حصل ( نومان ) على فرس وركبها مشاركاً فرسان القبيلة أفراحهم ، وفي هذا الإستعراض طغت شخصية ( نومان ) على جميع الفرسان لا لكونه أوسم الفرسان منظراً وأجملهم خلقة بل لكونه أثبت أنه يجيد ركوب الفرس بصورة لا يشاركه بها أحد ، مما جعل رجال القبيلة ونسائها لا ينظرون لأي فارس من فرسانهم بعين الإعجاب كما ينظرون لـ ( نومان ) الذي أثار إعجاب الأمير والمتفرجين من جهة ، وأثار حقد الحاسدين من أقرانه الفداوية من جهة أخرى ، ولم يتردد الأمير في منحه فرساً بصورة استثنائية قبل التجربة والإختبار المعتاد ، ومن مستلزمات الفرس الرمح والسيف لأنهما هما سلاح الفارس ، وبعدما توفر لـ ( نومان ) الفرس والرمح والسيف لم يبق لديه إلا بعض الكماليات ومنها وضع ريش النعام على رأس رمحه وهذه العملية تسمى ( زرجة )، فذهب وجمع ريش النعام وراح يسأل فرسان القبيلة عمن يقوم بحبكها . فأرادوا أن يدبروا له مكيدة ، فأشاروا له إلى بيت شعر منفرد عن بيوت القبيلة مؤكدين له أن صاحبة ذلك البيت عجوز مهمتها حبك ريش النعام على رأس الرماح مقابل أجرة بسيطة ، فذهب ( نومان ) واثقاً بكلام هؤلاء الفرسان واستصحب معه رمحه وريش النعام قاصداً صاحبة البيت العجوز على الوصف الذي وصفه له فرسان القبيلة ، ولكن حينما دنى من بيت الشعر ونادى صاحبته خرجت له فتاة هيفاء القد دعجاء العينين ممشوقة القوام ، فنظرت إليه بعينيها الساحرتين فوجدته غريباً لم يسبق لها أن رأته قبل هذه المرة إلا تلك الرؤيا العابرة ليلة الإستعراض ، فوقفت بقامتها المديدة الريانة مبهوتة من مجيء هذا الفارس إليها في خدرها الذي اعتادت أن لا يأتيها فيه أحد . فمن هي هذه الفتاة ؟ !! وما الذي حصل لـ نومان معها ؟ !! فالفتاة لم تعتد أن يأتي إليها أحد في خدرها ، إلا أشخاص معينين وهم جواريها وخدمها ، وكان يأتيها أيضا زوجها ، فمن هو زوجها يا ترى ؟! زوجها هو ( ابن عريعر ). وكان لم يمض على زواجه بها أكثر من أيام تعد على أصابع اليد . بعدما حصل هذا الموقف المفاجئ الذي أذهل ( نومان ) وأذهل الفتاة ، وبعد مرور لحظات بسيطة استعادت الفتاة شجاعتها ورجعت إلى الخلف قليلاً وقالت :- ماذا تريد من مجيئك هنا ؟! عندما وجهت الفتاة السؤال لـ ( نومان ) بالإضافة لحالة الذهول التي كان بها ، إرتبك في بداية الأمر ولكنه تشجع وقال :- أين أمك التي تجيد حبك ريش النعام ؟! استغربت الفتاة وأحدت النظر إليه ، فلما وجدته يتحدث ببساطة وإرتباك . جاوبته فقالت :- ومن أخبرك بأن والدتي تقوم بهذا العمل ؟ فرد عليها فوراً :- هؤلاء الشباب ، وأشار بيده إلى فتيان القبيلة الذي دبروا له المكيدة ، ثم استدرك وقال : أنا رجل غريب ولا أعرف أحداً يتقن حبك ريش النعام فذهبت أسأل هؤلاء الفتية بصفتهم من القبيلة فدلوني إلى هذا البيت مؤكدين أن فيه امرأة مسنة تجيد حبك ( الزرجة ) بثمن ضئيل . كانت الفتاة تصغي لحديث ( نومان ) - الذي لم يعلم حتى الآن من تكون هذه الفتاة - بوعي ولم يفتها منه كلمة واحدة ، فأجابته وقالت :- إن الذين هدوك إلى هذا المكان صادقون فأنا التي أحسن حبك ريش النعام وأضعه جيداً على رأس الرمح ولكن ذلك بثمن لم يخبرك به الشباب الذين هدوك إلى هنا :- قاطعها وهو يقول : إذا كان الثمن يزيد عن مقدرتي فلا داعي لأني كما ذكرت رجل غريب وفارغ اليد :- فقالت : الثمن ليس مادياً وإنما هو معنوي - فأجابها : اشرحي لي ما تعنين بوضوح :-فقالت له : يجب أن تعلم أولا أنني زوج الأمير ( ابن عريعر )، ولكن هذا لا يمنعني من أن أحبك ( الزرجة ) عندما يقبل صاحب الرمح الشرط الذي أمليه عليه ، مضمون هذا الشرط أن يتعهد لي الفارس بأن يكسو ريش النعام من دماء أعدائنا عند أول معركة تقع بين فرساننا وفرسان العدو ، فإن لم يفعل ذلك فإن الأمير سوف يقطع يمينه من حد الكف ، فإذا كنا تقبل هذا الشرط فهات الرمح وريش النعام وانتظرني مدة حتى أعمل لك رمحك :- قال لها ( نومان ) : ما دمت زوجة الأمير عليك أولاً أن تخبريه بالذي حدث من مجيئي إلى هذا المكان الناتج عن خطأ أوقعني به بعض فرسان القبيلة الذين لم يخبروني بصاحبة البيت وشرطها ، ثم بعد ذلك تخبريه أني على أتم الإستعداد لقبول هذا الشرط. - فأجابته : حسناً سوف أذهب للأمير الآن وأخبره بما حدث وبقبولك الشرط فاذهب الآن وعد بعد فترة لإستعادة رمحك . ذهب ( نومان ) ليعود بعد فترة حسب الوعد . كما أن الفتاة ذهبت إلى زوجها وأخبرته بالأمر الواقع فأيد الأمير الفكرة وأمرها بتنفيذ طلب ( نومان )، فذهبت إلى عجوز من اللواتي يجدن حبك ( الزرجة ) وسلمتها ريش النعام والرمح ، فقامت العجوز بالعملية وأتقنتها خير إتقان ، وما إن عاد (نومان) حتى وجد رمحه جاهزاً ، فأحذ رمحه وخرج من بيت زوج الأمير يهز رمحه فخوراً مختالاً ، مما جعل حقد وحسد ( فداوية ) الأمير يزداد أضعافاً مضاعفة على هذا الرجل الذي جاءهم من بعيد . ولم يكن الوعد الذي قطعه نومان على نفسه لزوج الأمير سراً ، فقد عمت الشائعات القبيلة بأسرها ، وبلغ جميع أفراد القبيلة بأن زوج الأمير الشابة اشترطت على ( نومان ) أن يكسو ريش النعام بالدم أو تقطع يده . وبذلك أصبح رجال الأمير يتمنون وقوع معركة بفارغ الصبر ، أو بالأصح يتمنون أن تقع معركة طاحنة لا يستطيع ( نومان ) أن يصمد بها ، فعندئذ يتحقق لهم ما يريدون ، وهو شماتتهم بـ ( نومان ) سواء قطع الأمير يده أو طرده من عنده . وفعلاً قرر الأمير أن يغزوا قبيلة ( شمر )، ويقال أن هذه الغزوة كانت على موعد سابق بين ( ابن عريعر ) وبين ( الجرباء ) رئيس قبيلة ( شمر ) وقتذاك ، وقد وقعت هذه المعركة في مكان يقع شمالاً عن ( جبل طي ) في مكان يسمى ( لينة ). كان ( نومان ) في حالة لا يحسد عليها ولا يعلم ماذا يكون مصيره ، هل ينجو من هذه المعركة أو يلاقي حتفه فيها ؟ ولكنه على أي حال فقد قرر مصيره في هذه الوقعة ، ولم يكن هناك حل وسط، فإما أن يحيا مرفوع الرأس وإما أن يموت ويريح نفسه . في ليلة المعركة أصاب ( نومان ) قلق وأرق شديدين ، وكان بوده أن يجد أحداً يشكو إليه همه ، ولكنه غريب وبين قوم كلهم يتمنون أن يشمتوا به ،ولم يكن هناك من يشكو إليه همه ولو على سبيل المجاز إلا فرسه ، والتي يعلم أن المغامرة التي سيلقي نفسه في معمعتها سوف تشاركه فيها ، وسوف يكون مصيرها مربوطاً بمصيره لا محالة ، ولذلك ذهب إلى فرسه وأنشدها قصيدة عبر فيها عن واقع أمره ومنها قوله :-

يا سابقي ليلة قربنا للينة
= عن واهج بالصدر لو عنه تدرين

لو جيب لك صافي العسل ما تبينه
= لأجلك على حوض المنايا تساقين

يسهج قطاتك قل زرقا سنينه
= عساك منهم يا جوادي تعتقين

وما إن جاء الصباح حتى إلتقى الجمعان وحمي الوطيس بينهما ، ودارت الدائرة في بداية الأمر على ( ابن عريعر )، ولاذت فرسانه بالفرار ، ولكن ( ابن عريعر ) ربح المعركة في آخر الجولة وذلك بفضل الله ثم بفضل ( نومان ) الذي كر على العدو بهجوم عكسي ، وبكرته هذه كان النصر . وقد وفق ( نومان ) في أن يطرح أكثر من فارس وكان إذا طرح فارساً أخذ عنان فرسه فيحتفظ به ويترك الفرس ، فيأتي أحد فرسان قومه ويأخذ الفرس المطروح فارسها أو المقتول صاحبها . بعدما تحققت هزيمة العدو على يد ( نومان ) ذهب إلى الأمير ( ابن عريعر ) معتقداً أنه ليس بحاجة إلى أن يقدم دليلاً على شجاعته ففعله هو وحده الدليل الكافي ، ولكن رجال الأمير سعوا بكل ما لديهم من مكر بأن ينكروا شجاعته ويجحدوها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً ، حيث ذهبوا إلى أميرهم وكل منهم يفخر ويعتز بما أبداه من شجاعة وما قام به من بطولة ، وكل من يدعي هذه الدعوى إلا ويستشهد على ما يدعي بشاهد قوي ودليل واضح وهو وجود فرس من أفراس العدو بيده ، وهذا دليل على أنه هو الذي قتل صاحبها في ميدان القتال . كثرت الأفراس بأيدي المدعين ، كما كثر المدعون أيضاً ، ولا سيما من النفر الذين يعلم الأمير أنهم ليسوا أهلا لما يدعونه ، أما ( نومان ) فلم يأت إلى مجلس الأمير وإنما ذهب لزوج الأمير التي تعهد لها أن يفي بوعده مقابل حبك الزرجة لرمحه ، وعندما وصل إليها لم يخاطبها بأي كلمة وإنما ألقى بين يديها أعنة الخيل ورمحه الذي تقطر زرجته دما كدليل على وفائه بالعهد ، ثم ذهبت زوج الأمير إلى زوجها وحملت له الأعنة والرمح وقدمته للأمير ، وعندها انتبه الأمير وألقى نظرة إلى الأفراس التي جاء بها الفرسان أصحاب الدعاوى الملفقة فوجدها خالية من الأعنة ، فأدرك ما وراء ذلك فسأل الفرسان عن موقف ( نومان ) في المعركة ، وهل كان جباناً أم شجاعاً ، فترددوا عن الإجابة الحقيقية ، وقالوا أن كل ما في الأمر أنهم رأوه في بداية المعركة وقد عزمت به فرسه نحو العدو ( عزمت به أي هجمت به من دون إرادته ) وأنهم لا يعلمون بعد ذلك هل أن فرسه طرحته أم لا . وفي نفس الوقت بعث الأمير رسولاً إلى ( نومان ) ليحضره ، وعندما جاء أخبره الأمير بما يقول الفرسان عنه ، فأجاب نومان :- أود أن يسأل حضرة الأمير هؤلاء الوشاة عن أعنة الخيل التي يزعمون أنهم اغتنموها بعد قتل فرسانها . فراح الأمير يوجه إليهم السؤال نفسه ، فبهتوا جميعاً ، وعندها أتيحت الفرصة لنومان الذي أثبت شجاعته في المعركة أن يثبت شجاعته بقصيدة من الشعر وبصورة مرتجلة ، منها قوله :-

قالوا عزوم وقلت سووا سواتي
= أرخوا لهن يا كاربين المصاريع

وإلى رضا مظنون عيني شفاتي
= ذرنوح للأنذال زبانة الريع

والمصاريع : الأعنة وذرنوح : السم . وبذلك استطاع ( نومان ) أن يثبت نفسه في قبيلة ( ابن عريعر ) كواحد من أقوى فرسانها وأشجعهم عند لامير

والشريف الفارس المشهور الشاعر / نومان الحسيني " أبو علي " من آل يحيى من بني حسين وهو أشهر من علم على رأسه نار جمع بين الفروسية والشجاعه والشعر وتحلى بقوة في الدين والخلق رحمه الله وقد دأب حاسدي الناجحين والرواد على لمزهم بما ليس فيهم لذا لم يسلم فارسنا الشريف العفيف / نومان من هذا اللمز وألصقوا فيه ما هو بريء منه رحمه الله ونخوة فارسنا خيال الرقباء وهي فرسه سميت بذلك لطول عنقها واسم سيفه النافعي أبدع شعرا كما أبدع فعلا جمع بين الحكمة في الشعر وعزة النفس والأنفة فكان مُلتمس الود والرضى ولقد سأله ابن عريعر يوما ما عن تكدر خاطره بعد أن أرضاه ابن عريعر عندما رأى فعله في القوم يوم الصامله فقال الشريف / نومان الحسيني هذه الأبيات :

يا شيخ أنا عندي بيوت على الها
= وافطن لها حيثك للأمثال حلال

عيني سهيره نومها ما دخلها
= وقلبي على جمر الغضا له تولوال

بعض العرب يا شيخ زين ٍحيلها
= أصحى وأرد الروع في بعض الأزوال

وبعض العرب للنّايبه ما حملها
= ولا كل رجال ٍيعوّضك برجال

ثلاث شايات ٍعلى غير أهلها
= الجوخ والدّسمال والثالث الشّال

واللّي ليا جاء الخيل عنكم عدلها
= ما يلبس إلا من هداريس الأسمال

نفسي زعول وخايفٍ من زعلها
= تهوم هوماتٍ عريضات واطوال

ونفس الفتى لا بدّها من جهلها
= وأخاف ترمي بي على بعض الأحوال

لا جات خطوا ساعةٍ ما بدلها
= كم واحدٍ د‌لوه رماها على الجال

يوم الردّي لا شاف خوف ٍشقلها
= أقفى تقمز به على روس الأقذال

وقال في فيضة هدية أو ما تسمى خبراء هدية أو نقرة هدية كما جاءت في قصيدة الشريف / نومان الحسيني وهي المكان الذي وقعت بالقرب منه معركة هدية أبدع فعلا في هذه المعركه ثم أبدع شعرا من عيون الشعر في وصف الخيل ووصف ما يقع بين الفرسان هذه اللحظات رحمهم الله جميعا ندا ندا وأروع منه وصف الشعور الإنساني الصادق والشجاعة غير المتكلفة في هذه الأبيات :

ألذ ما جاني ويطرب له البال
= عصرية جاني بها كل ما أريد

بنقرة هدية ثار عج وزلزال
= وبه اختلط مغوارها والمواريد

طرش علينا الشيخ كساب الأنفال
= ولزّم على كل الشيوخ الأجاويد

وكفوا من الغارة وطاعوا لما قال
= وركبوا امهار كنهم في ضحى العيد

وأرخص لنا نلحق على كل مشوال
= قب تشع أذيالهن بالتسانيد

وخليت أخو نوره عن الزمل ينجال
= بقطي خيله مثل نغز المعاويد

يغلني والخيل عجلات مجوال
= وهو مقفيٍ كثر علي التواعيد

وأرسلت له في ملعب الخيل مرسال
= رمح يزيد البغض غل وتنكيد

لا ناشد عن من يودن ولا سال
= ولا سايل عن مبغض عقب أخو زيد

مودع حصان الروم لو كان صهال
= يرثع بلا حبل يشده ولا قيد

الخيل تبي يا بن سعدون خيال
= ما قط سند لين ما تكرد البيد

لومي عليكم شفت ما يكره البال
= في خيلكم مركاضها ما فيه تسنيد


وجاء في كتاب أصول الخيل أن الفرس الصفراء الجدعاء الهنيديسية التي عند / فهد الصييفي شيخ النبطة من قبيلة سبيع تكثر ولاداتها وتنتقل ذريتها إلى مرابط العربان : بعد ولادتها للمهرة الزرقاء المهداة إلى الباشا / بندر السعدون . وبندر باشا السعدون يعطي الزرقاء إلى الفارس الشريف / علي بن نومان الحسيني وجاء في كتاب أصول الخيل أن الفرس الزرقاء التي أهداها فهيد الصييفي إلى / بندر باشا السعدون أعطاها / بندر إلى أحد أبناء رجاله الشجعان واسم هذا الابن / علي وهو ابن الفارس المشهور الشاعر الشريف / نومان الحسيني الظفيري فأتت عند علي بن نومان الحسيني بفرس صفراء اشتراها / هجاج ابن غنام من الجمالين من سبيع وأبو هذه الفرس الصفراء هو دهيمان من خيل الصقور من عنزة . منقول بتصرف مع أطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .


اتمنى أني قد وفقت في نقل الصورة الحقيقية لشجاعة الفارس الشاعر الشريف / نومان الحسيني رحمه الله وأسكنه فسيح جناته .


ولكم مني كل التــــقدير ولأحتــــــــــرامــــــــــ[/grade]

شليويح الحسيني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-04-2008, 03:54 AM   #2
معلومات العضو
السفير 2000
عضو جديد

رقم العضوية : 14518
تاريخ التسجيل: Aug 2008
مجموع المشاركات : 28
قوة التقييم : 0
السفير 2000 is on a distinguished road

ونعم بتومان الحسيني

السفير 2000 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-04-2008, 11:21 PM   #3
معلومات العضو
الحصان

رئيس مجلس الإدارة

رقم العضوية : 25
تاريخ التسجيل: May 2003
مجموع المشاركات : 2,325
الإقامة : نجـــــــــد
قوة التقييم : 10
الحصان is on a distinguished road

بيض الله وجهك يالحسيني ولكن لم تورد اسم نومان كامل ياليت توضح لنا نومان بن من وهل له سلاله الأن

التوقيع : الحصان



ان جتني العوجا من الربع الا نجاس=لي وقفة ٍماهيب وقفة بذومي
تلقح وتنجب غيض وتضيق الا نفاس=ماهمني فالقيض لفح السمومي
الحصان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع




Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والتعليقات على الأخبار والردود المطروحة لا تعبّر عن رأي ( منتديات قبيلة عتيبه ) بل تعبّر عن رأي كاتبها