السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اليكم هذه نبذه تاريخيه عن صيد الوعول في حضرموت وقد نقلتها من احد المنتديات للفائده ارجو ان تنال رضاك:
(((( صيد الوعول بالطريقه الحضرميه ))))
مجموعة كبيرة من القصص حول صيد الوعل وطقوسها تنتشر في حضرموت في جنوب شبه الجزيرة العربية. ومن بين أولى الوثائق التي سجلت صيد الوعل في حضرموت نجد دراسة كل من هـ. انجرامز (H. Ingrams 1973: 12-13) و د. انجرامز (D. lngrams 1947: 60) في اواخر الثلاثينات والاربعينات من القرن العشرين، حيث يرى الباحثان ان الصيد المنظم للوعل في حضرموت يعود اصله الى فترة ما قبل الاسلام. اضافة الى ذلك يسجل سرجينت (Serjeant 1976) تفاصيل قيمة حول صيد الوعل وتنظيمه في حضرموت، وهو ما قدمه أيضا روديونوف (Rodionov 1994: 123) الذي يسجل طقوس صيد الوعل في حضرموت ويعتبر تلك الطقوس بقايا للطقوس الدينية القديمة. ونتيجة لهذه الدراسات فقد تم بنجاح توثيق جزء كبير من المعرفة التقليدية في جنوب الجزيرة العربية حول صيد الوعل. اضف الى ذلك فإن جغرافية منطقة جنوب الجزيرة العربية وآثارها وتاريخها تؤكد على العلاقة الوثيقة بين ظفار وحضرموت.
ويصف سرجينت (Serjeant 1976: 27) ثلاثة انواع من صيد الوعل في تريم في وادي حضرموت هي: مصادفة حيوان في طريق او غيره، وقتل الحيوان باطلاق النار عليه من كمين باستخدام البنادق فقط، والصيد باستخدام الشباك والبنادق. ويصف سرجينت ايضا اربعة اصناف من المشاركين في عملية الصيد: مطاردو الطريدة، وحملة البنادق المختبئون، وكرجال المختبئون في كمين بالهراوات والخناجر، وحملة الشباك المنصوبة. ويقوم الرجال الاخررن بأخذ مواقعهم خلف الشبكة بسكاكينهم، حيث يقف واحد او اكثر في كل ركن حسب عدد الاشخاص المشاركين في العملية. ويقوم عشرة رجال مثيرين من فريق الصيد المكون من ثلاثين شخصا بالبحث عن الوعل حيث يوجهونه هبوطا الى الوادي، وما ان يصل الوعل الى الوادي فإنه اما ان يطلق النار عليه حملة البنادق المختبئون خلف الصخور او انه يقع في الشباك المنصوبة. وفي اللحظة التي تقع فيها الضحية في الشبكة فإن الرجال المسؤولين عن الشبكة يرمون عليه بقية الشبكة حتى يصعب عليه الخروج منها. ثم يأتي المثيرون ويطوقون الوعل من كل جانب. وعلى الرغم من ان الصيادين يستخدمون ثلاث او اربع شباك في الصيد لليوم الواحد الا ان بعض حيوانات الوعل تستطيع ان تفلت منها الى الجبال الامنة. وقد جرت العادة ان تصنع الشباك من الحبال بعرض قامة الانسان ويتراوح طولها بين ثمانية عشر الى عشرين ذراعا. وفي قرية عينات يتم صنع الشباك من صوف الماعز الاسود.
وحينما تجهز الشبكة للصيد تسندها اوتاد من اطراف النخيل مغروزة في الارض كالسواري. ويبلغ طول الاوتاد حوالي قامتين. وتعد السواري في كل جانب من نهاية الشبكة فيما توجد اثنتان او ثلاثة في الوسط. وجرت العادة ان تستخدم ثلاث او اربع شباك في الصيد في اليوم الواحد.
ويشير سرجينت(Serjeant 1976: 34-7) ايضا الى صيد الوعل في منطقة واحدي حيث يتم صيد الوعل باستخدام الشباك.
ويقول انه ما ان يقع الوعل في الشبكة، فإنه ما يلبث ان يلاقي حتفه جراء طعنات الخناجر. اضافة الى ذلك فإن سرجينت (Serjeant 1976: 51-2) يصف عادات الصيد لدى سكان قرية مدودة على النحو التالي: يأمر قائد فريق الصيد كل فرد في الفريق ان يتناول عمودا (والذي يمثل شبكة) الى طريق او واد في موقع الصيد الجبلي. ويعد اصحاب الشباك شباكهم في الطرق عن طريق غرز خطافات حديدية في صدوع الصخور. ويستخدمون خطافا حديديا لكل جانب من جوانب الشبكة ويضعون الأعمدة في فواصل محددة في الشبكة. ويستخدم الشبكة الواحدة خمسة او ستة اشخاص. ثم ينتشر حملة البنادق والمطاردون لكنهم لا يصعدون للجبال في الدروب التي يستخدمها رجال الشباك. وعادة ما يأخذ حملة البنادق مواقعهم في قمم جبال شبيهة بالنجود حيث يكمن كل منهم خلف كوم من الحجارة اقيم خصيصا لإخفائه عن الوعل الجفول. اما المثيرون فيبلغ عددهم عادة خمسة عشر شخصا او يزيد. وهم يمسحون المنطقة ويدفعون الطريدة باتجاه حملة البنادق المختبئين في قمة الوادي او في الطريق والشباك في الاسفل. ويطلق حملة البنادق النار على الوعل حينما يقترب منهم. ويتم دفع الوعل الذي اخطأه رصاص البنادق في نهاية المطاف ناحية الشباك. إضافة الى ذلك فإن لدى سكان قرية مدودة عادة محلية تعرف باسم "تمثيلية صيد الوعل" وهي طقس يتم فيه مد الشباك عبر طريق ثم يطارد الناس شخصا يرتدي قرون الوعل حتى يوقعوه في الشباك .
أما عن استخدام الكلاب في صيد الوعل فإن سرجينت (Serjeant 1976: 32) يخبرنا بأن قرية عينات تشتهر بسلالة كلاب الصيد الجيدة التي تربى فيها. حيث تغذى الكلاب تغذية جيدة بالتمر والخبز واللحم وغيره ويتم استحمامها بطريقة دقيقة لتبقى نظيفة، وتتلقى هذه الكلاب عناية فائقة فهي كلاب صيد ممتازة، وتعين اصحابها في عمليات الصيد. ويدعي سكان عينات ان فصيلة الكلاب هذه تتميز عن الكلاب المتعددة الألوان التقليدية في البلاد وعن فصيلة الكلاب السلوقية الشهيرة. ومن المثير ان سرجينت يشير الى مصباح قبل -اسلامي يتكون من كلب ووعل من اريتريا (الصورة رقم 2). اضافة الى ذلك فإن سرجينت (Serjeant 1976: 32) يصف استخدام الكلاب في صيد الوعل لدى سكان قرية
عينات كما يلي:
حينما يصل الرجل وكلابه الى منطقة الصيد فان الرجل يقول للكلب "إستكبر" (أي انتق أكبر الوعول) فتهب الكلاب هازة ذيولها، وتهاجم الطريدة، ثم تسيطر عليها من خصيتيها وهكذا تمسك بها الى ان يصل الصياد.
ان الاسلحة النارية تستحق الاهتمام في سياق هذا التطابق في صيد الوعل في كل من منطقتي حضرموت وظفار، فقد دخلت الاسلحة النارية الي جنوب شبه الجزيرة العربية في القرن التاسع الهجري-الخامس عشر الميلادي، وحلت تدريجيا محل القوس والسهم في المعارك وفي الصيد. ومن المسلم به ان القوس والسهم كانا عنصرين حاسمين في الصيد التقليدي للوعل قبل ظهور الاسلحة النارية في جنوب الجزيرة العربية.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته