عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((سيأتي على الناس سنوات خدّعات،
يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق،
ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها
الأمين، وينطق فيها الرويبضة))،
قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ ..
قال: «الرجل التافه يتكلم في أمر العامة».
--------------------
قال اللغوي ابن منظور: «الرويبضة:
هو العاجز الذي ربض عن معالي الأمور
وقعد عن طلبها، والغالب أنه قيل للتافه
من الناس لُِربُوضِه في بيته،
وقلة انبعاثه في الأمور الجسيمة».
إن هؤلاء الرويبضات ديدنهم الكذب، وشعارهم التدليس،
لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة،
نذروا أنفسهم للشيطان، وتمردوا عن طاعة الرحمن،
وفسقوا عن أمر ربهم خالق الإنس والجان،
إذا رأوا عالماً أو طالب علم ولَغوا في عرضه
ولوغ الكلاب في النتن، فتارة يتغامزون،
وأخرى يهمزون ويلمزون، غافلون...
عن قول الحق: {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} سورة الهمزة(1).
وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا
يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ}
سورة المطففين(29)(30).
وقوله: {إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا
فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ
فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي
وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا
صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ} سورة المؤمنون
يا من أجبت دعاء نوح فانتصر ... *** ... وحملته في فلكك المشحون
يا من أحال النار حول خليله ... *** ... روحاً وريحاناً بقولك كون
يا من أمرت الحوت يلفظ يونسا ... *** ... وسترته بشجيرة اليقطين
يا رب إنا مثلهم في كربة ... *** ... فارحم عباداً كلهم ذو النون