السلامُ عليكِ ورحمةُ اللهِ وبركاته.......
السلامُ عليكِ تحيّة من ألهبه الشوق وأضناه الفِكر , فهو يراكِ بعين الذِكر , ويؤمِّلُ لكِ أجمل الذخر.
السلامُ عليكِ سلامٌ يتّصلُ أولاهُ بأخراه , ومُبتداهُ بمُنتهاه , فليكُن عليكِ ولكِ ولديكِ.
سلامُ مُشتاقٍ إلى قربك , مُستوحشٍ من بعدك , مُقيمٍ على عهدِك , غيرُ مُعتاضٍ عن ودِّك.
عليكِ السلام تحيّة القلب والكبد , والروح والجسد.
عزيزتي ........تعذّرت عليّ المُكاتبة بالشوق الغالب, وانعقال اللسان وانعقاد اليد فكتبتُ إليكِ بعبرة الإشتياق , وطويتُ كتابي بصدق الإخلاص , وختمتُهُ بوصل الألفه ومحض المحبّه.
فقد إشتدّ شوقي إليكِ قبل إتصال الرؤيةِ بكِ , للذي أسمعهُ من شرائف طبائعك , وأتمثّلهُ من كرائِم أخلاقِك , وأراهُ من محاسن أثركْ.
[poem=font="Simplified Arabic,4,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ولقد صبوتُ إليكِ حتى = صِرتُ من فَرط التصابي
يَجِدُ الجَليسُ إذا دَنَا = ريح التصابي في ثيابي[/poem]
فلا تُنكري شوقي إليكِ من غير إلتقاءٍ قد سلف , فإن الذي يتصلُ بسمعي من محاسن ذكركْ يُثيرُ ساكِن الشوق إليكِ , ويُضرمُ لهب الحِرص عليكِ.
ولئِن تعذرت علينا المُشاهدة , فإننا نتلاحظُ بأبصار القلوب فيما يتهيأُ لنا من تمازج الأرواح , فنحنُ نتلاحظُ بالضمائر إذا تعذرت الأبصار , ونتناجى بذكر القلوب إذا صعُب المزار , وحال من دون ذلك خِرْطُ القتاد.
ولا غرابة في ذلك , فللأرواح تلاقٍٍ لطيف , وللضمائر تناجٍ مؤنس , وللمُشاكلةِ نسيمٌ عطِرْ.
فأنا أراكِ على البعاد بعين الفؤاد , وأناجيك على الغيب بلسان الوداد , نحنُ مُتزايلون أشباحاً ومُتلازمون أرواحاً , فنظري إليكِ بعين الروحانيِّة يُغني عن نظري إليكِ بعين الجُثمانيِّة.
[poem=font="Simplified Arabic,4,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لوجهكِ في قلبي خيالٌ ممثلٌ= فما غِبتِ عن قلبي وإن غِبتِ عن طرفي
أريدُ الكرى كي أستريحَ إلى الكرى = وتمنعُني لوعاتُ قلبي فلا أغفي[/poem]
وهذا رسوخٌ في الغريزةِ يقفُ على كوامن الأنفس , للمودّةِ الروحانيةِ بيننا , فلا يسقط عنّا عِلم الحال على بعد المُحال , فنحنُ روحٌ في جِسمين وطبعٌ في جَسدين , نلتقي ونحنُ بعداء , ونتناجى ونحنُ غُرباء.
أسأل الله أن يمُنّ علينا معاً بألفةٍ جامعةٍ - لنا ولكِ - على المحبّة والوفاء والطهارةِ والنقاء , في موطِن غِبظةٍ , ومحل دعةٍ وسلامةٍ في الدّين والدنيا.
فلا أزالُ أعلل النفس منكِ بالرجاء ما بقينا وأقمنا في هذه الدنيا إلى أن تُسعف جاريات القضاء , فرجاء الإلتقاء يُطفيءُ من ثائرةِ الشوق ويشفي عليل الوجدْ.
[poem=font="Simplified Arabic,4,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لولا الرجا لمُتُُّ من ألمِ الهوى = لكِنَّ قلبي بالرجــاءِ مُؤَمَّــلُ[/poem]
ووالله لو لم يكُن في التلاقي إلاّ سلوة المفاوضة , وأنس المُشاهدة , لكان في ذلك ما كفى وشفى , فكيف وما يكون فيه من طمأنينة القلوب وراحة النفوس.
إلى الله أرغبُ في تحقيق الأمل في لقائك الذي هو مادة الحياة إذا اتّصل وتتابع وأوكَدُ أسباب الوفاة إذا تعسّر وتعذر.
أتاح الله لنا اجتماعاً وشيكاً على أسعد الجّدِ , وأيمن الفأل , وأصدق الآمال وأتمّ المنى , وأغبط الفواتح , وأسلم الخواتم.
في حِفظ الله وكنفه , زوّدكِ الله التقوى , ووجّهكِ للخير حيثُ كُنتِ.
م ن ق و ل