[align=right]السؤال : فضيلة الشيخ ! يكثر في هذه الأيام خروج بعض الشباب للدوران في البراري ، ويسمى عندهم ( التطعيس ) ، فنجد بعضهم يمضي جل ليله يجوب الرمال صعودًا ونزولاً ، ومن جراء ذلك نتج ما يلي :
أولاً : تحميل السيارات أكثر مما تطيق ولربما أفسدها وقصر من عمرها .
ثانيًا : إزعاج الناس وإيذاؤهم خصوصًا إذا جلس الرجل مع عائلته .
ثالثًا : إتلاف ما من الله به علينا من نبات فلا تكاد تجد مكانًا علا أو نزل إلا وقد أفسدته السيارات .
رابعًا : ما حدث من حوادث رهيبة ذهب ضحيتها بعض الناس أو أصابهم بعض الجروح والكسور .
خامسًا : ما يفعله بعضهم من قفز على السيارات بالدراجات النارية ، وذلك بأن يجعلوا السيارات مصفوفة تحت كثبان الرمال ثم يأتي السائق في دراجته من أعلى الكثبان ويقفز إلى الجهة المقابلة .
فما حكم ذلك كله ؟
وبم تنصحون الأولياء ؟
وما توجهون به الشباب ؟
وما توجيهاتكم للجهات الأمنية ؟
الجواب : كل هذه الأشياء التي ذكرها السائل كلها محظورة ، وبعضها يقع كثيرًا وبعضها يقع قليلاً ، والواجب على الشاب المسلم أن يعرف قدر نفسه وأنه مسلم مؤمن بالله عز وجل ممتثل لأمره ، وفي هذه الأشياء من المفاسد ما هو ظاهر : إضاعة المال ، إفساده ، الخطر العظيم ، إيذاء المؤمنين :" وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا " سورة الأحزاب ، ( الآية : 58 ) .
إن الفاعل لهذا لا شك أنه سفيه ، وقد قال الله تعالى : "وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَامًا " سورة النساء ، ( الآية : 5 ) .
أما الجهات الأمنية : فإن الواجب عليها أن تمنع ما فيه الشر والفساد بقدر المستطاع ، ولكن هناك شيء آخر أو خطوة أولى قبل تدخل الجهات الأمنية ، وهو الشباب الذي له قول مقبول عند الآخرين ينبغي أن يكثر التحذير من هذا ، وبيان أن هذا منافٍ للشرع ، والعقل ، والحلم والرجولة .
وعلى أولياء الأمور الذين يستطيعون أن يمنعوا أبناءهم من ذلك ، عليهم أن يمنعوهم حتى من الخروج إذا كان خروجهم على هذا الوجه ، ولكن إن شاء الله تعالى أن الشباب سوف يرعوي وسوف يعلم أن هذا ليس من مصلحته بل هو من دنيا وأخرى ، وحينئذ يغلب جانب العقل على جانب السفه ، وجانب الصلاح على جانب الفساد .
فضيلة الإمام الفقيه محمد بن صالح العثيمين
" سلسلة اللقاء الشهري جزء 7 "[/align]