[align=center]أشارت بعينيها إلى مكانٍ ليس بقريب .
قائلةً : جميلة هي ذكريات الماضي !
وإن امتزجت بآلامه .
قلت : قد يكون جمالها في ألمها ،
الذي حينما نستشعره ،
نحس بسعادة الحاضر .
وبالطبع تفقد ذلك الجمال ،
عندما نكون خلف قضبانها ،
فلا تستهوينا روعة لحظاتنا ،
ولا فرحة نجاحنا .
فهناك الكثير من محطات الماضي ،
أجزم بأن كل عاقلٍ يتمنى الرجوع إليها ،
لتصحيح خط سيره وما ذاك إلا ،
لاعتبارها نقاط تحول في حياته .
قالت : أعطيت نفسك حق التعميم .
قلت : العصمة تتنافى مع النفس الشهوانية والعقول المحدودة .
وما من عاقلٍ يدرك أخطاء ماضيه ،
إلا ويود استدراكها ،
لو كان بيده من الأمر شيء .
ولا أعلم قداسة للماضي ،
تجعل من نقده ،
أو محاولة تصحيحه ،
أو حتى مقته ،
أمراً محرماً ،
ويؤيد هذا كل عقل سليم ،
فالرقي بالحاضر مشروط ،
بتفادي أخطاء الزمن الغابر .
ولا حاضر لعقلٍ استعبده ماضيه .
إن العين التي تنقل رؤيا الواقع إلى ذلك العقل ،
لا ترى جمالياته ،
لأن ذلك الرقيق الوفي لسيده ،
بالغ في تشويهها .
قالت : إياكِ أعني واسمعي يا جاره .
قلت : قد يكون هناك عقل انطبق عليه ما أسلفت دونما قصد .
أومأت برأسها وقالت : ربما ؟
استدركت بقولها وأين الوفاء من ذلك ؟
قلت : قد يكون بعض الوفاء مذلة .
قالت : عجباً الوفاء الذي هو من أجمل الصفات تنعته بالمذلة !
قلت : إذا كان في مقابلت الغدر الدنيء .
قالت : وهل ترى في وفائي لذلك الشخص مذلة لي .
قلت : لا أعلم ؟
لم أجزم بالنفي
رغبة في رؤية الشك
في عينيها .[/align]