ذكر المستشرق الرحالة التشيكي الويس موزول في احد كتبه عن منطقة المشرق العربي ، عن أحوال أهل هذه البلاد وطرق معيشتهم ...الخ ( كتب عن الإبل في حياة قبيلة الرولة العنزية ) ، والذي تمت ترجمته إلى اللغة العربية بواسطة الدكتور / عبدالله بن علي الزيدان – قسم التاريخ – جامعة الملك سعود) ، وذكر بعض الأساطير عنها ، والتي سوف أتحدث عنها لاحقا ، ووصف الإبل بشكل مفصل جدا (ذكر أعمار الإبل وأنواعها بالتفصيل الممل ، ورعي الإبل وسقياها ، والحداء الذي ينشد عن ورود الإبل ( اذكر منها : يا عذابي من عشاء ، قاضب ذيل الرشا ، لاغبوق ولاعشا).
ولعل من أطرف ما كتب هذا المستشرق هذه الأسطورة عن الإبل يقول : ( ذكرت احد الأساطير التي تتداولها قبيلة الرولة أن العرب ( البدو) لم يكن عندهم في الأصل ابل ، وان اليهود لم يكن عندهم خيل ، فنزل اليهود في جرف صخري وعر جدا في منطقة الهضب بالحجاز ، ولايمكن لمن لايعرف الطريق الوصول اليهم بسهولة ، وصادف ان العرب ( البدو) اغارو على احد القبائل القاطنة بجانب الهضب ( التي يسكنها اليهود ) فضلوا طريقهم بين تلك الصخور مدة طويلة ، واضطروا الى نحر بعض خيلهم ، بعد أن نفذ زادهم ، وأخيرا التقوا بعابر سبيل سألوه عن اقرب عرب حولهم ، فدلهم الى منطقة سكن اليهود عبر ممر ضيق جدا ، الى ان شاهدوا خيام اليهود السوداء وامامها حيونات غريبة لم يرو مثلها من قبل ، اخبرهم عابر السبيل أنها تسمى ابل ، وعند اشرق الصباح اغار هولاء البدو على اليهود وسلبو منهم الإبل وذهبوا بها الى مناطقهم ، فمابرح اليهود كما تقول الاسطورة يأملون ان تعود ابلهم ، ويقومون كل يوم جمعة بملء حياضان الابل بالماء ويقرعونها منتظرين عودتها، وتقول الأسطورة أن المثل الذي يقول ( رجو اليهود من البل) مثل عبارة (أمل ابليس بالجنة ) ينطبق على هذه القصة ، إلا أن البعض فسر هذا المثل أن اليهود في بلاد الشام امتهنوا صناعة الحياض وغيرها من الأدوات اللازمة لسقي البل ، ولاامل لهم في تربيتها ، لان نمط حياتهم بعيدة عن الصحراء والشقا والترحال من مكان إلى آخر والأمر لا يعدوا أن يكون أسطورة.