[align=center]بسم الله الرحمن الرحيـّم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء ذكرها في القرآن الكريم قبل الأرض والسماء ..
وشغلت بآيات خلقها أفكار العلماء ..
تحمل في ظهورها وبطونها خزائن الطعام والماء ..
لحومها غذاء وألبانها دواء، رياضة وزينة للأغنياء ..
ومصدر رزق للفقراء، وعرفت منذ أقدم العصور كسفن للصحراء.
يكنى الجمل عند العرب بأبي أيوب علامة على صبره واحتماله، وأيضا بأبي صفوان لقوته وصلابته وإرادته، والصفوان هو الحجر الصلب الأملس.
قالوا في الأمثال: الجمل من جوفه يجتر علامة استحسان لمن يكسب رزقه من عرق جبينه، ودعوة لأن يأكل الإنسان مما كسبت يداه، وقالوا: “لا ناقة له ولا جمل” أي لا شأن له بالأمر..
وجمل البحر سمكة كبيرة الحجم ويطلق على البجعة جمل الماء ..
لتقارب الشبه بينهما في طول الرقبة وانحناء الظهر.
الجمل حيوان ثديي مجتر،
بغير قرون من الفصيلة الجملية،
منها الجمل العربي (كاميليس دروميداريوس) وله سنام واحد،
والجمل الآسيوي (كاميليس بكترياتس) وله سنامان.
يختزن الدهون في سنامه
ولونه بين البني المائل نحو البياض والبني الداكن،
له عنق طويل يساعده على رؤية الطريق في الصحارى،
وأيضا على قطف الأوراق من الأشجار العالية،
وله أذنان صغيرتان وأسنان كبيرة قوية،
يستطيع العيش بغير ماء أو طعام عدة أسابيع،
اعتمدت عليه القوافل التجارية في المناطق الجبلية والصحراوية،
يحمل أكثر من 300 كيلوجرام من أنواعه العربي والبلدي (الهجين) والبشاري والهندي والمغربي والصومالي والحبشي واللاما.
وتتمتع لحوم الإبل وألبانها بشهرة واسعة كغذاء ودواء، خاصة تلك التي تأكل من حشائش البوادي وتستخدم في المناطق الريفية لحمل المحاصيل والخضر والفاكهة من الحقول إلى المنازل والأسواق، ويغطي جسم الجمل وبر ناعم يستخدم في صناعة الملابس والخيام، وله خف عبارة عن نسيج دهني يساعده على السير في الصحراء والأماكن الرملية، وعينا الجمل جميلتان تفيضان حزنا وأسى، ولهما رموش طويلة ثقيلة تحميها من الرمال، وأذنه صغيرة غزيرة الشعر سهلة الحركة لحمايتها من الرياح والرمال، وسائر الأعضاء تتناسب تماما مع ظروف الصحراء الصعبة القاسية، وشفة الجمل العليا مشطورة في الوسط إلى قسمين يتحسس بهما طعامه ويتلمس شرابه ويلتقط بها ما يريد.
يعيش الجمل على أعشاب الصحراء والنباتات الصغيرة الخشنة وذات الأشواك، وإذا أضناه الجوع أكل أي شيء يصادفه، السمك واللحم والعظام والجلود، ويعيش في المناطق الزراعية على الحشائش والنباتات الخضراء أو الجافة أو البقول.
من عجائب الخلق
ومعدة الجمل تشبه معدة الحيوانات المجترة ..
لكنها تتكون من ثلاثة أوعيه بدلا من أربعة،
والسنام من عجائب خلق الله في الإبل حيث يتكون من عضلات وشحوم، ويزداد حجمه بكثرة الطعام ووفرة الغذاء،
وهو مخزون الزاد عند السفر إذا أصابه الجوع لجأ إليه واستعان به.
يحمل الجمل مخزونا من الماء في معدته،
وهو قليل العرق يتصل انفه بفمه الذي يحبس ما يخرج من الماء مع هواء التنفس.
يقدم له صاحبه الماء قبل السفر وأحيانا يخلطه بالملح فيشتد عطشه ويقبل على الماء أكثر وأكثر ويصبر على الماء أسبوعين تقريبا ويشرب أكثر من 60 لترا.
والجمل وسيلة المواصلات الأولى في الصحراء،
ويحمل الرجال والأثقال والنساء والأطفال،
له قوائم طويلة قوية قادرة على حمل هذا البدن الهرمي الكبير،
يستطيع بها عبور كثبان الرمال وصعود التلال والجبال،
ويرتفع عن الأرض أكثر من 7 أقدام.
والجمل يهبط لصاحبه على الأرض ..
عندما يؤمر بذلك حتى يتمكن صاحبه من اعتلاء ظهره أو وضع الأحمال عليه، وله وسادة على صدره تحميه من الأرض القاسية وأربع وسائد أخرى على كل ركبة واحدة تحتها عظام قوية تساعده على الحركة القوية أثناء الهبوط والقيام والمسير.
يسير الجمل في اليوم الواحد 40 كيلومترا،
بسرعة 4 كيلومترات في الساعة ..
ويمكنه مواصلة السير من دون توقف لأربعة أيام.
بعض الأنواع لها سرعة عالية تحمل الرجال فقط ويحتاج ركوبها إلى مهارة وتدريب، وتقطع 16 كيلومترا في الساعة وتقطع خلال اليوم الواحد من 150 إلى 200 كيلومتر.
يحرك كل رجلين معا جهة اليمين وجهة الشمال ويهتز من يركب على ظهره اهتزازا كبيرا مع حركته، يعتمد عليه خفر السواحل ودوريات الحدود في مطاردة المهربين والمتسللين.
ويختلف الجمل عن الإنسان وسائر الفقاريات في شكل كرات الدم الحمراء فهي كروية الشكل فيها، لكنها في الجمل بيضاوية، ولم يكتشف العلم حتى الآن سبب هذا الاختلاف.
يعيش الجمل ذو السنامين في آسيا خاصة في الصين ومنغوليا،
يميل لونه إلى البني الأحمر أو الأسود،
له وبر كثيف طويل يزيد على 20 سنتيمترا يسقط في أوقات معينة ويستخدم في صناعة المنسوجات والعباءات والمعاطف التي تقي الإنسان من البرد الشديد، وهذا الجمل أقل ارتفاعا من الجمل العربي وأكثر تحملا للأمطار والثلوج.
وفي جبال بوليفيا وبيرو ومختلف أقطار أمريكا الجنوبية تعيش اللاما، وهي شديدة الشبه بالجمل لكنها أقل حجما وبغير سنام، وأذناها كبيرتان، وارتفاعها عند الكتف 4 أقدام تقريبا، لونها أبيض أو بني أو أحمر أو أسود أو خليط من هذه الألوان وتستخدم في حمل الأثقال.
ومن أشهر أنواعها (الألباكا) ويصنع من أوبارها نسيج عالي الجودة معروف بهذا الاسم.
قوة الإرادة
يقدم الجمل مثالا حيا في الصبر وقوة الإرادة، صوته غريب، وقوامه عجيب.
وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه ..
أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالتداوي بلبن الإبل، وفي هذه الألبان دواء للكثير من الأمراض خاصة بعض أمراض الكبد والاستسقاء، ورد ذكرها في مواقع كثيرة من القرآن الكريم كآية من آيات الخلق وكنعمة من نعم الله على الإنسان، كمثل لتوضيح المعاني وتقريب المفاهيم.
“أفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ” (الغاشية 17 20).
“وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ” (المؤمنون:21 22)
“وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ” (الأنعام: 142)
والأنعام هي الإبل والبقر والغنم.
“وَمِنَ الإِبْلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ” (الأنعام: 144).
“إنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ” (الأعراف: 40).
وسم الخياط هو ثقب الإبرة.
“إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ” (المرسلات: 32 33).
أي أبل صفراء اللون
ذكرت أيضا خلال قصة ثمود مع ناقة الله، الذين تمردوا على نبيهم صالح عليه السلام وقتلوا الناقة وصغيرها، وهى التي خرجت من الجبل آية لهم: “هَذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ” (الأعراف 73). “وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ” (هود 64).
“إنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ” (القمر: 27)، “فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا” (الشمس 13 14). كما ورد ذكرها في سورتي الإسراء والشعراء.
والإبل جمع لا واحد لها، والجمل ذكرها والناقة أنثاه،
والبعير يطلق على الذكر والأنثى بعد سن الرابعة،
وهى بداية مرحلة العمل، والفصيل هو ولد الناقة،
والشارف هي الناقة المسنة،
والعوامل هي الإبل ذات السنامين،
والقلوص هي الناقة الشابة.
والإبل من أكثر الحيوانات شغفا بالموسيقا والأصوات الجميلة،
تفتح آذانها وتستجيب لها فيزداد نشاطها وتجد في سيرها،
كانت القوافل تضم بين أفرادها حاديا يغني لها وينشد الأناشيد والأهازيج بصوت عذب شجي،
وفي الحديث النبوي الشريف ..
قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ..
لحادي الإبل وهو يغني لها بصوته الجميل ..
قال لأنجشة حادي الإبل “رفقا بالقوارير”.[/align]