|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت* عتيبة
سلطان بن جهجاه بن حميد العتيبي
في حديث لـ )الجزيرة لماذا أمية ثقافية بين الشباب في ظل هذا الكم الهائل من وسائط المعرفة في هذا العصر..؟!
هذا لقاء ليس بالجديد ولكن احببت ان اضعه بين ايديكم.
* هناك تحت ظلال الأشجار الوارفة في مزرعته في وادي العقيق بعشيرة، كان هذا اللقاء:
جلسنا سوياً، الشيخ سلطان بن جهجاه بن حميد وأنا قبالة أشجار نخل تنوء بما تحمل من عذوق التمر الجني، وكنت كلما ألقيت عليه سؤالاً نظرت نحو هذه العذوق المتدلية ، فلعلي أجد عندها سؤالاً جديداً يسعف ذاكرتي الصحافية، في مواجهة ذاكرة ضيفي الذي يجيبني عن كل سؤال مشافهة وكأنه يغرف من بحر.
أكثر من مناسبة فرضت نفسها في هذا الحوار، في مقدمتها بطبيعة الحال، هذه الاحتفالية الكبيرة التي تشهدها الطائف، وبقية مراكزها، بمناسبة بدء فعاليات التنشيط السياحي، وثقافة الشيوخ الراسخة التي في ظني لم يعد يأبه بها الشباب في هذا الزمان، عوضاً عن أن يكون في المستوى نفسه بعد هؤلاء الشيوخ الذين منهم ضيفنا الشيخ سلطان بن جهجاه بن حميد، في حكمته وعلمه وثقافته الشاملة.
|
|
قلت: نعود إلى قصة كسرة هوازن ودخول جيش الرسول للطائف..؟
وكان مالك بن النصر ومن معه قد دخلوا عند ثقيف بحصنهم، قالوا له: يا مالك، لماذا .. لأنتم أكبر قبيلة وأشرس قبيلة تهزمون يوم حنين..؟ فقال: يكفينا فخراً أننا حاربنا جنوداً من السماء وجنوداً من الأرض، ليس قبيلة في الأرض نزلت هذه الجنود إلا هوازن.. نسأل الله العافية، فعملت ثقيف على تقوية حصنها، وغزاهم الرسول صلى الله عليه وسلم وكان معه رجلان من جرش للمنجنيق والدبابة، دبابة من خشب كلها وتستوعب )35( مقاتلاً، ووقف هو وجنده خارج الحصن، وثقيف بداخله، ودار سجال ولكن الله سبحانه عز وجل، لم يرد أن تفتح الطائف بالقوة، وكانت الطائف تصدر زبيب العنب إلى كافة الأقطار ومنها أوروبا وأفريقيا، يجمع من الأعناب وهو كالجبال، وعندما قتل من الصحابة من قتل،قال صلى الله عليه وسلم: اقطعوا أعنابهم، فقالوا من وراء الحصن، أعنابنا إن كانت الغلبة لك، تأكل أنت وأصحابك، وإن كانت لنا يأكله شيخونا وأطفالنا ونساؤنا فرحمهم عليه الصلاة والسلام، وترك الطائف، ودعا لهم ولم يدعُ عليهم قال: اللهم أهدِ ثقيفاً وأتي بها، وكان مالك بن النصر قد أسلم قبل ذلك، ثم أتت ثقيف طوعاً وأسلمت، وكانت الطائف بستان مكة ومصيف أهل الجزيرة منذ مئات السنين.
|
[align=center]
سبحان الله العظيم!!
انني ما زلت اتذكر احد اعمامي, وكان شيخا متقدما في السن, فقد كان يتأثر كثيرا وتفيض عيناه بالدموع ويبكي وهو يقرأ قوله تعالى:
(لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ ).
وعندما كنت اسأله عن سبب بكائه كان يجيبني بأن اجدادنا هم الذين حاربوا النبي في معركة حنين. ولكن الله نصره عليهم. وبعد دخولهم الاسلام خرج منهم قادة عظام وجنود اوفياء ساهموا بقوة في الفتوحات الاسلامية ونشر الدين الحنيف.[/align]
|
واجب أبناء الطائف.
* قلت: ماذا في استطاعة أبناء الطائف من مثقفين ومفكرين وغيرهم أن يقدموه لتظل الطائف في الصدارة سياحياً وتاريخياً وثقافياً..؟
قال: يجب عليهم تسهيل متطلبات المصطافين والزائرين، وأن يتحلوا بأخلاق المضيف وعدم الطمع في الإيجارات وأن يوفروا سبل الراحة لضيوفهم، وأن يسعوا إلى التعريف ببلدهم.
|
[align=center]لقد عرفت المرحوم(ابو فيصل) منذ عام 1980م، فعرفت فيه الرجل المثقف الحكيم الذي يغار على قبيلته ويعمل من اجل رفعتها وتقدمها، وليس غريبا ان ينصح اميرنا ابناء الطائف بالتحلي بأخلاق المضيف وتوفير سبل الراحة لضيوفهم لتظل الطائف في الصدارة سياحياً وتاريخياً وثقافياً.
رحم الله اميرنا الراحل ابا فيصل واسكنه فسيح جنانه؛ وندعوا لمن خَلـَفـَه بالسداد والتوفيق في خدمة قبيلتنا العزيزة.
والى الاخت بنت عتيبة
الشكر الجزبل على نقل هذه المقابلة
مع التحية والاحترام[/align]