مشعان بن هذال شيخ مشايخ قبيلة عنزة , شاعر وفارس مشهور . . . أصيب مشعان بن هذال بالرمد وطال سقمه كما ذكره بأبياته تسعين ليلة . . . وفي أحد الأيام أغار على جماعة مشعان غزاة فصاح الصياح وأخذت فرس مشعان بالصهيل وهي مربوطة حتى كادت تقطع الحديد . . . ولما سمع صهيلها نهض من مكانه مسرعا ورفع الرباط عن عينه لكي يركبها ويلحق بجماعته ولكنه لشدة حماسه أصاب جروح عينه المربوطة لشدة نزعه للرباط وسال منها الدم ولم يتمكن من الرؤية فعاد إلى مكانه وهو يتحسر لجلوسه مع النساء وكأنه منهن وقال هذه الأبيات
يـا رب عجـل بالنظـر والعوافـي
وافـرج لعينيـن قـد تدانـا نظرهـا
تسعيـن ليلـة مـا تهنيـت غـافـي
كن الحمـاط بمـوق عينـي جمرهـا
وخمسة عشر ليلة جـرى لي هفافـي
ازريـت أميـز شمسـها من قمرهـا
يا حـظ أبو مـن قـام عـدل وقافـي
يمشـي يريضانـن تخالـف زهرهـا
صاح الصيـاح وقيـل ما من عوافـي
وقامت تـرادي سابقـي من سكرهـا
وقعـدت أنا مـع لابسـات الغدافـي
كن ما جرى لي ساعتـن في ظهرهـا
أنا إن لحقـت الخيـل جاهـا خفافـي
يفـرح بي اللـي يرتجينـي بأثرهـا
يومن يشيب الـراس يبـس الأشافـي
شبط الخليع يشيـب اللـي حضرهـا
لا ذل عشــاق البنــي الهـوافـي
أقفـا وخـلا عورتـه مـا ستـرهـا
أردهـا والخيـل راحـت مقـافــي
كم شيـح قومن نطرحـه في نحرهـا
لعيـون مجلـي الثمـان الرهـافـي
نفك مظهـور القضـي فـي ظهرهـا
حريبنـا لـو هـو بعيـدن يخـافـي
من سربتـن نمـرا ونيسـن نذرهـا
يا خيلنـا يـا ماوطـت مـن فيافـي
تاطـا على كالـدوح ناعـم شجرهـا
وردتها حوضـن من المـوت صافـي
وارويت أنا عـود القنـا من حمرهـا
قولـن بـلا فعلـن علينـا يشـافـي
يعطـي لسانـه لسنـه مـن ذكرهـا
إن كنت أبو مشهور واحسب أسنافـي
إنـي لـورد سابقـي فـي بحـرهـا
اخوكم:ama