تصويب
(وخلق الله الجبال, وألقاها على الأرض؛ فذلك قوله تعالى: ﴿وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا﴾ والواو هنا للمعيّة, فكأن الله تبارك وتعالى خلق الجبال وألقاها على الأرض في أخر مراحل خلق الأرض وبداية خلق الماء والنبات, وليست الواو للعطف؛ لأن الله تبارك وتعالى ذكر في سورة النازعات أن إرساءه للجبال كان بعد إخراج الماء والنبات, وفي حديث أبي هريرة الصحيح – سوف يمر معنا إن شاء الله - أن إرساء الجبال كان قبل ذلك, فتبيّن أن الواو في الآية الكريمة هي واو المعية, وأن الله تبارك وتعالى ألقى الجبال في أخر مرحلة من دحي الأرض وبداية خلقه للماء والنبات وانتهى من خلقها بعد الإنتهاء من خلق الماء والنبات فمن حيث كون خلق الجبال بدء قبل خلق الماء والنبات جاء ذكر خلقها متقدما على خلق الماء والنبات في حديث أبي هريرة, ومن حيث كون الإنتهاء من خلق الجبال تم بعد خلق الماء والنبات جاء ذكر خلقها متأخراً على خلق الماء والنبات, في سورة النازعات, والله أعلم وأحكم) اه