إن الحديث عن الألوان موضوع متشعب المجالات فالبعض ينظر على أن الألوان للتلوين ، للرسم ، للتزيين ، للموضة ، وهنالك الكثير من المجالات .
و لكن هل سألنا أنفسنا يوما هل للألوان تأثير على أجسامنا ؟ ، معقول أن نعالج أنفسنا بالألوان ؟ ، لماذا أحب هذا اللون و لا أحب اللون الآخر ؟؟ ، و الكثير الكثير من الأسئلة التي تجول في خاطرنا ...
قبل البدء أي شيء أود أن اوضح الموضوعات التي سنتتطرق لها وهي كالتالي :
1- تعريف الألوان .
2- العلاج بالألوان
أولا ً:
تعريف الألوان :
اللون : هو عبارة عن امتصاص الأجسام للأشعة الساقطة .
فهذا أبسط تعريف للون ، لذلك لا نرى الألوان في الأماكن المظلمة .
فعند الحديث عن الألوان نتذكر المنشور فهذه التجربة هي الوسيلة الوحيدة لتظهر معنى اللون .
عندما تسقط الأشعة علة المنشور تنكسر الأشعة و يمتصها الجسم لذا يظهر كل لون حسب امتصاص الأشعة للجسم فنرى ألوان الطيف السبعة و هي : الأحمر ، الأزرق ، الأصفر ، البرتقالي ، النيلي ، الأخضر ، البنفسجي .
وهذه الألوان تقسم إلى قسمين :
أساسية : الأحمر ، الأصفر ، الأزرق
الثانوية : وهي ناتج مزج الألوان كالتالي :
أحمر + أصفر = برتقالي
أحمر + أزرق = بنفسجي
أزرق + أصفر = أخضر ثانيا ً :
ما هو العلاج بالألوان؟
تتمثل النظرية وراء هذا العلاج في أن كل لون في الطيف له تردد تذبذبي أو اهتزازي مختلف. ويعتقد العلماء أن جميع الخلايا في الجسم تملك أيضا ترددا ينبعث بقوة وإيجابية عندما يكون الإنسان موفور الصحة، ولكن عندما يصاب بالمرض فإن هذا التردد يصبح غير متوازن، بينما تقول النظرية الأخرى إن الأجزاء المختلفة من الجسم والحالات المرضية المتعددة والأوضاع العاطفية المختلفة تستجيب بصورة أفضل للألوان المختلفة، وعندما يكون الجسم عديم التوازن فإنه يبحث بشكل طبيعي عن الألوان التي يحتاجها.
وأشار الباحثون إلى أن الألوان الرئيسية التي تؤثر على الإنسان هي التدرجات اللونية لقوس قزح من ألوان الطيف التي تشمل الأحمر والأرجواني والبرتقالي والأصفر والأخضر والتركواز والأزرق والنيلي والبنفسجي، ويُعتقد أن أول أربعة منها هي أكثر الألوان المنشطة بينما تكون الأربعة الأخيرة الأكثر هدوءا وراحة، فالبنفسجي مثلا يعتقد أنه يفيد في تخفيف الاضطرابات الهرمونية، أما البرتقالي فينشط الجهاز الهضمي فيما يكون الأخضر مفيدا للقلب والرئتين، ويعتبر الأزرق جيدا للمشكلات التنفسية. ويستخدم المعالجون مدى واسعا من الأساليب المتنوعة لمعالجة مرضاهم تشمل تغطيتهم بأوشحة ملونة، أو تسليط أضواء ملونة على أجزاء مختلفة من أجسامهم، أو عرض ألوان معينة عليهم أو تدليكهم بزيوت ملونة أو إضافة ملابس مختلفة الألوان لخزانة الثياب.
ومع ذلك فإن الإثبات العلمي الذي يدعم هذه النظريات ما يزال ضعيفا، ولكن بعض الدراسات أظهرت بعض النتائج المهمة ومنها دراسة أجريت عام 1982 في كلية التمريض بسان دييجو تم فيها تعريض 60 امرأة في متوسط العمر يعانين من التهاب المفاصل الروماتيزمي للون الأزرق مدة 15 دقيقة فشهدن تحسنا ملحوظا في شدة الألم الذي خف بدرجة كبيرة عن ذي قبل.
وبينت دراسة أخرى أجريت عام 1990 تم فيها تسليط أضواء حمراء اللون على عيون مجموعة من المرضى يعانون من الصداع النصفي في بداية ظهور النوبة أن 93% منهم تعافوا جزئيا نتيجة هذا العلاج، وأرجع المعالجون السبب في ذلك إلى أن اللون الأحمر يزيد ضغط الدم الشرياني ويوسع الأوعية الدموية.
وأشار الخبراء إلى تزايد إقبال الآباء على استخدام الصناديق الضوئية الملونة التي تعرف باسم لوماترون لمعالجة أطفالهم المصابين بمشكلات مرضية تتراوح من التوحد إلى عسر القراءة وخلل التناسق وعسر الانسجام، وذلك بعد أن حقق هذا العلاج نتائج ممتازة في هذا الصدد.
وتعتمد هذه التقنية العلاجية التي طورها علماء أعصاب أمريكيون على حزم ضيقة من الضوء الملون تستخدم لتنشيط الخلايا المستقبلة للضوء التي تعرف بالعصويات والمخروطيات الواقعة خلف العين في عدة جلسات تستغرق كل منها 20 دقيقة وذلك بهدف إعادة التوازن للجهاز العصبي الذاتي. ويرى المعالجون أن هذه التقنية إذا لم تعالج الحالات المرضية فإنها تساعد في تحسين الصحة النفسية للمريض بشكل عام. فعلى سبيل المثال يمكنها تخفيف حالات التوحد النفسي والعدوانية عند الأطفال، كما تساعد في تحقيق الدعم والراحة النفسية لمرضى السرطان وتحسين نوعية حياتهم.
أحد الباحثين يقول إن الألوان المحيطة بالإنسان تؤثر بصورة مباشرة على نفسيته، وقد تتسبب في علاج بعض الأمراض التي تعرف بالأمراض البنفسجية، وعلماء النفس تمكنوا من تحديد العلاقة بين اللون المفضل للشخص وبين صفاته وميوله ومزاحه والروح المسيطرة عليه وكذلك حالته الصحية، فمثلا نجد أن العيادات النفسية تستخدم اللون البنفسجي الفاتح ليعيش المريض في حالة انفصال عن الواقع، ويساعد هذا اللون على مقاومة الانفعالات العصبية الشديدة.
والباحثون لاحظوا أن اللون الأحمر يعبر عن الطاقة والحيوية، والأشخاص الذين يفضلونه يتمتعون بالنشاط والحيوية والديناميكية والشجاعة والحساسية الشديدة، وأنهم يهتمون بالجانب الحسي أكثر من اهتمامهم بالجانب المعنوي، أما الأزرق فهو لون بارد والأشخاص الذين يحبونه شخصيات جادة حساسة، وهو يعتبر رمزا للمعاني المطلقة.
أما أصحاب اللون الأصفر فهم سعداء ومتفائلون، أما البرتقالي فهو من الألوان المبتهجة وأصحاب هذا اللون شخصيات اجتماعية، أما البني فيعبر عن الشخصية الصلبة المتماسكة والإرادة الحديدية، أما الأخضر فهو لون الشخصيات المتسامحة المتفاهمة وهو لون الفنانين والمبدعين والنفوس المرهفة، أما الأسود فالشخصيات التي تفضله غامضة ومنطوية على نفسها، أما الأبيض فهو لون العقلانية وتميل شخصياته إلى التعقل والاتزان الفكري.