بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دين أهل نـجد ومعتقداتهم
إعلم أن أهل نجد كلهم مسلمون موحدون ، بل وجميع سكنة جزيرة العرب ، وقد دخلوا في الإسلام في العصر الأول عند ظهور أنوار الشريعة الغراء .
وهم على عقائد (السلف الصالح ) فهم يعتقدون أن الله تعالى قديم واحد لا شريك له في ملكه ولا ند ولا ضد ولا وزير ولا مشير ولا ظهير ولا شافع إلا من بعد إذنه ، وإنه عز اسمه لا والد له ولا ولد ولا كفء ولا نسب بوجه من الوجوه ولا زوجة ؛ وأنه غني بذاته فلا يأكل ولا يشرب ولا يحتاج إلى شئ مما يحتاج إليه خلقه بوجه من الوجوه ، وأنه لا يتغير ولا تعرض له الآفات من الهرم والمرض والسنة والنوم والنسيان والندم والخوف والهم والحزن ونحو ذلك ، وأنه لا يمثاله شئ من مخلوقاته ، بل ليس كمثله شئ لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله ، وأنه لا يحل بشئ من مخلوقاته ولا يحل في ذاته شئ منها بل هو بائن عن خلقه بذاته والخلق بائنون عنه ، وأنه أعظم من كل شئ وأكبر من كل شئ وفوق كل شئ وعالٍ على كل شئ البتة ، وأنه قادر على كل شئ ولا يعجزه شئ يريده بل هو فعال لما يريد ، وإنه عالم بكل شئ يعلم السر وأخفى ويعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون ، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس ولا متحرك ولا ساكن إلا وهو يعلمه على حقيقته ، وإنه سميع بصير : يسمع ضجيج الأصوات باختلاف اللغات ، على تفنن الحاجات ، ويرى دبيب النملة السوداء ، على صخرة الصماء ، في الليلة الظلماء ، قد أحاط سمعه بجميع المسموعات ، وبصره بجميع المبصرات ، وعلمه بجميع المعلومات ، وقدرته بجميع المقدورات ، ونفذت مشيئته بجميع البريات ، وعمت رحمته جميع المخلوقات ، ووسع كرسيه الأرض والسموات ، وأنه الشاهد الذي لا يغيب ، ولا يستخلف أحداً على ملكه ولا يحتاج إلى من يرفع إليه حوائج عباده أو يعاونه أو يستعطفه عليهم أو يرحمه لهم . وأنه الأبدي الباقي الذي لا يضمحل ولا يتلاشى ولا يعدم ولا يموت ، وإنه المتكلم المكلم الآمر الناهي قائل الحق وهادي السبيل مرسل الرسل ومنزل الكتب ، قائم على كل نفس بما كسبت من الخير والشر ومجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته ، وأنه الصادق في وعده وخيره فلا أصدق منه قيلاً ولا أصدق منه حديثاً ، وهو لا يخلف الميعاد ، وأنه تعالى صمد بجميع معاني الصدمية يستحيل عليه ما يناقض صمديته وأنه قدوس سلام فهو المبرأ عن كل عيب وآفة ونقص ، وأنه الكامل الذي له الكمال المطلق من جميع الوجوه ، وأنه العدل الذي لا يجور ولا يظلم ولا يخاف عباده منه ظلماً ، وهذا مما اتفقت عليه جميع الكتب والرسل ، وهو من المحكم الذي لا يجوز أن تأتي شريعة بخلافه ولا يخبر بشيء بخلافه .
هذا اعتقادهم في الإله عز وجل .
وأما اعتقادهم في النبي صلى الله عليه وسلم فهم يعتقدون فيه أنه : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب القرشي الهاشمي المكي عبد الله ورسوله إلى الخلق أجمعين ، نبي الرحمة وهادي الأمة ، أرسله الله تعالى بالآيات الباهرة ، والمعجزات الظاهرة ، وكرمه سبحانه بطهارة الأعراق ، وشرفه بما جبله عليه من مكارم الأخلاق ، التي نقض بها عوائد الفطر ، وباين لها جميع البشر ، من فروسيته ، وشجاعته وبأسه ، ونجدته ، وعزمه ، وهـمته ، وعلمه ، وحلمه ، وزهده ، وعبادته ، وإجابة مسألته ، ورضاه ، وصبره ، وحمده ، وشكره ، وذكره ، وتفكره ، واعتباره ، وتبصره ، وخوفه ، وخشوعه ، وتواضعه ، وخضوعه ، وكرم آبائه وجدوده ، وسخائه ، وجوده ، وصمته ، وفصاحته ، وصدق لهجته ، ورعايته للعهد ، ووفائه بالوعد ، وعدم تلونه ، ودوام طريقته وسنته ، وإنصافه في معاملته ، وتقواه ، وأمانته ، وشفقته ، ورفقه ، وحسن خلقه ، وجده ، ووقاره ، وضياء أنواره ، وحيائه ولينه ، وثقته ويقينه ، وعفوه ورحمته ، وصفحه ورأفته ، وقناعته وتقلله ، وصدق توكله ، وحباه من الحوض المورود ، والمقام المحمود ، واللواء والكوثر ، والشفاعة في المحشر ، والقرآن والتلاوة ، والتاج والهراوة ، والسيف والقضيب ، والنافة والنجيب ، والاسم الحسن ، والبراعة واللسن ، والذكر الرفيع ، والحمى المنيع ، والفرع الباسق ، والكتاب الناطق ، والقضية والأحكام ، والحنيفية والإسلام ، والآيات المفصلات ، والكلمات المنزلات ، ومكة المحرمة ، والمشاهد المعظمة ، والحرم والإحرام ، وزمزم والمقام ، والمشعر الحرام ، والطعان والجلادة ، والجمعة والجماعة ، والسمع والطاعة ، والصلاة المكتوبة ، والزكاة المفروضة ، والتهليل والآذان ، وشهر رمضان ، والأمر بالمعروف والقربات ، والنهي عن الفواحش والمنكرات ، والغلظة على الكافرين وخفض الجناح للمؤمنين ، والتفضل على المسيئين ، والمعرفة بالأقدار ، والرهبة من الجبار ، والسبق في الذكر ، والتقدم في الأصفياء ، والتأخر في البعث ، والختمة للأنبياء ؛ مما دل بمجموعه على إثبات نبوته ، وصدق مقالته ، وتفضيله على جميع الخلائق والأنام ، وتمييزه على سائر ولد آدم عليه السلام .
وذلك مع دلائله مفصل في كتبهم ، واعتقده كل من صغيرهم وكبيرهم وكذلك يعتقدون أن إرسال الرسل حق ، فهم يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله لا يفرقون بين أحد منهم ، ويؤمنون بالسؤال والبعث والحشر والنشر والجنة والنار ،
وبجميع ما أنزل الله على رسوله مجملاً وتفصيلاً ، وتفصيل ذلك في كتبهم أيضاً .
وانا أقول أن مذهب أهل نجد في أوصول الدين هو مذهب أهل السنه والجماعة وأن طريقتهم هي طريقة السلف التي هي الطريق الأسلم بل الأحكم هذا ما لزم توضحيه عن أهل نجد رحم الله الأموات منهم وبارك في الأحياء وزادهم الله علماً وتقى .
المرجع
تاريخ نجد لمحمود شكري الألوسي
تحقيق وتعليق محمد بهجة الأثري
أختار الموضوع وكتبه الأستاذ / مطر بن خلف الثبيتي
والسلام ختام