[overline][overline]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يـــوســـف بــن يـعـقــوب عليه السلام
هو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام .
لقد كان ليعقوب اثنا عشر إبناً ، عشرة من امرأة واثنان من امرأة أخرى ، وكان يوسف أحب أبناءه فحسده أخوته وقد قال لأبيه يا أبتي إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين ، فقال لا تقصص رؤياك على أخوتك فيكيدوا لك كيداً عظيماً ولكن اخوته كادوا ليوسف وطلبوا من أبيهم بأن يسمح ليوسف أن يذهب معهم ولكن يعقوب حذرهم من تركه وحده خوفاً عليه من الذئب ، ولكنهم ذهبوا به والقوه في غيابة البئر بعد أن جردوه من ثيابه وذبحوا سخلة ولطخوا ثيابه بالدم وأتو إلى أبيهم عشاء يبكون ويقولون لقد تركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب ، فقال لقد سولت لكم أنفسكم أمراً فصبراً جميل ، وأخيراً جاء مسافرون واستخرجوه من البئر وقاموا اخوانه وباعوه عليهم بعشرين درهـماً وادعوا انه عبدهم ، فذهب به المسافرون إلى مصر وباعوه على العزيز بمبلغ اثنان وعشرون دينار وزوجين نعل وثوبين ، فقال العزيز لامرأته زليخه أكرمي مثواه لعله ينفعنا ، فعندما بلغ رشده قبل ثلاثين سنة راودته التي في بيتها عن نفسه ولكنه استعصم واخيراً هـمت به وهم بها فقيل أن والده يعقوب تمثل له وضربه على صدره فخرجت شهوته من أطراف اصابعه فسبحان الله الذي منعه من الوقوع في الزنا وخرج من عندها هارباً وقدت قميصه من دبر وإذا بالعزيز لدى الباب .
فقالت له ما جزاء من أراد بأهلك سوء فقال يوسف هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من اهلها قيل إنه طفل في المهد ابن عم لها فقال العزيز إنه من كيدكن فاستغفري لزنبك وطلب من يوسف أن يكتم الأمر ولا ينشره ولكن الخبر انتشر بين الناس فأخذ نسوة في المدينة يسخرن من امرأة العزيز ويقولون امرأة العزيز تراود فتاها قد شغفها حباً ، فأرسلت إليهم وأعتدت لهن متكأ وأعطت كل واحده سكيناً وقالت أخرج عليهم فلما رأينه أكبرنه وقلن حاشا لله ما هذا بشراً إن هذا إلا ملك عظيم وقطعن أيدهن وعندما امتنع عن الوقوع بهن دخل السجن ومكث سبع سنين وفسر الحلم الذي حلم به ملك مصر الريان بن الوليد بخصوص البقرات السبح السمان التي يأكلهن سبع عجاف والسبع سنبلات الخضر والأخرى اليابسات وقد دخل السجن معه فتيان اثنان وفسر حلمهما الذي فيه أحدهم يرى أنه يعصر خمراً والأخر يرى أنه يحمل فوق رأسه خبزاً يأكل الطير منه ، فعندما رأى الملك الريان في المنام البقرات والسنبلات كما ذكر سابقاً طلب من الناس تفسير حلمه فقال الذي هو ناجي من الأثنين أنا أعرف من يفسر حلمك فأرسله الملك إلى يوسف ففسر الحلم كما ورد في القرآن فجعله الملك على خزائن الأرض وجاءه إخوة يوسف فعرفهم وكان أخوه بنيامين ليس بينهم ، فطلب من أخوته أن يأتوا بأخي لهم من أبيهم يريد بذلك أخاه بنيامين قرجعوا إلى أبيهم وقالوا يا أبانا منع منا الكيل فأرسل بنيامين معنا نكتل ونزداد كيل بعير فأرسله معهم بعد أن أخذ عليهم ميثاق أن يأتو به وطلب منهم أن يدخلوا من أبواب متفرقه خوفاً عليهم من العين فعندما جاءوا إلى يوسف أوى إليه أخيه وقال أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يفعلون وقام ووضع صواع الملك في رحله فأذن مؤذن أنكم لسارقون ، قالوا ماذا تفقدون ، قالوا صواع الملك فقاموا بتفتيش أوعيتهم قبل وعاء أخيه واستخرجوا صواع الملك من رحل أخيه وقال ما جزاء من أخذ الصواع إلا أن يؤخذ بنفسه عند الملك فطلبوا من يوسف أن يأخذ أحدهم بدلاً من بنيامين فامتنع عليهم ، فقال لهم أخوهم يهوذا تعلمون أن أباكم أخذ عليكم عهداً أن لا تفرطوا في بنيامين مثل تفريطكم في يوسف فأنا سوف أجلس هنا حتى ترجعون إلي في المرة الأخرى فعندما كلموا يعقوب في موضوع بنيامين ، قال إن شاء الله يأتيني بنيامين وأخيه يوسف ، فرجعوا إلى يوسف يطلبونه أن يتفضل عليهم بأخيهم بنيامين فقال لهم هل علمتهم ماذا فعلتم بيوسف فقالوا والله إنك ليوسف ، قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا عفا الله عنكم فخذوا قميصي هذا فألقوه على وجه أبي يرتد بصيراً ثم هاتوا أهلكم أجمعين ، ففعلاً أرتد يعقوب بصيراً وأتوا إلى مصر جميعاً ورفع يوسف أبويه على العرش وسجد له أخوته وقال يا أبي هذا رؤياي من قبل قد جعلها الله حقاً .
ولقد مات يوسف وأوصى أن يدفن بالشام ولكن الطريق انسد على اخوته فوضعوه في صندوق مرمر ودفنوه في بحر القلزم فسأل موسى عليه السلام عن قبره فدلته عليه عجوز اسمها مريم بنت ماموسي وحفر موسى في ذلك الموقع ونقل الجثه إلى الشام ودفن هناك .
أعد الموضوع الاستاذ / مطر بن خلف الثبيتي
والسلام ختام
[/overline][/overline]