بسم الله الرحمن الرحيم
المصطفى صلى الله عليه وسلم
1 ـ نسبه : هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بن عبدلله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .
وأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب .
2 ـ مولده :
ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول . وقال بعضهم لليلتين خلتا منه ، وقال بعضهم بعد الفيل بثلاثين يوما ، فهذ جمع ما اختلفوا في مولده .
وأوحى الله إليه وهو ابن أربعين عاما ، وأقام بمكة عشرا ، وبالمدينة عشرا ، وقال ابن عباس : أقام بمكة خمس عشرة ، وبالمدينة عشرا ، والمجمع عليه أنه أقام بمكة ثلاث عشرة وبالمدينة عشرا .
3 ـ هجرته :
هاجر إلى المدينة يوم الإثنين لثلاث عشرة خلت من ربيع الأول ، ومات يوم الإثنين لثلاث عشرة خلت من ربيع الأول .
4 ـ صفته :
كان صلى الله عليه وسلم أبيض مشربّا حمرة ، ضخم الرأس ، أزج الحاجبين ، عظيم العينين ، أدعج ، أهدب ، شثن الكفين والقدمين إذا مشى تكفأ كأنما ينحط في صبب ويمشي في صعد كأنما يتقلع من صخر ، إذا التفت التفت جميعا ، ليس بالجعد القطط ، ولا السبط ، ذا وفرة إلى شحمة أذنيه ، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير المتطامن ، عرقه أطيب من ريح المسك الأذفر ، لم تلد النساء قبله ولابعده مثله ، بين كتفيه خاتم النبوة كبيض الحمام ، لايضحك إلا تبسما ، في عنفقته شعرات بيض لاتكاد تبين .
وقال أنس بن مالك : لم يبلغ الشيب الذي كان برسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين شعرة ، قيل له يارسول الله ، عجل عليك الشيب ! قال : شيبتني هود .
5 ـ هيئته وقعدته :
كان يأكل على الأرض ويجلس على الأرض ، ويمشي في الأسواق ، ويلبس العباءة ، ويجالس المساكين ، ويقعد القرفصاء ، ويتوسد يده ، ويلعق اصابعه ، ويقضي من نفسه ، ولا يأكل متكأ ، ولم ير قط ضاحكا ملء فيه ، وكان يقول : " إنما أنا عبد ، آكل كما يأكل العبد ، وأشرب كما يشرب العبد ، ولو دعيت إلى ذراع لأجبت ، ولو أهدي إلي كراع لقبلت "
6 ـ شرف بيته :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : أنا سيد البشر ولا فخر ، وأنا أفصح العرب ، وأنا أول من يقرع باب الجنة ، وأنا أول من ينشق عنه التراب ، دعا لي إبراهيم ، وبشر بي عيسى ، ورأت أمي حين وضعتني نورا أضاء لها مابين المشرق والمغرب " .
وقال صلى الله عليه وسلم : " إن الله خلق الخلق فجعلني في خير خلقه ، وجعلهم أفراقا ، فجعلني في خيرهم فرقة ، وجعلهم قبائل فجعلني في خير قبيلة ، وجعلهم بيوتا فجعلني في خير بيت ، فأنا خيركم بيتا وخيركم نسبا " .
وقال صلى الله عليه وسلم : " أنا ابن الفواطم والعواتك من سليم ، واسترضعت في بني سعد بن بكر " .
وقال : " نزل القرآن بأعرب اللغات ، فلكل العرب فيه لغة ، ولبني سعد بن بكر سبع لغات " .
وبنو سعد بن بكر بن هوازن أفصح العرب ، فهم من الأعجاز وهي قبائل من مضر متفرقة ، وكانت ضئر النبي صلى الله عليه وسلم ، التي أرضعته حليمة بنت أبي ذؤيب من بني ناصرة بن سعد بن بكر بن هوازن ، وأخوته من الرضاعة : عبدالله بن الحارث ، وأنيسة بنت الحارث ، وخزامة بنت الحارث ، وهي التي أتي بها النبي صلى الله عليه وسلم في أسرى حنين فبسط لها رداءه ووهب لها أسرى قومها .
ملحوظة :
العواتك من سليم ثلاث ، عاتكة بنت مرة بن هلال ولدت هاشما وعبد شمس ونوفلا ، وعاتكة بنت الأوقص بن هلال ولدت وهب بن عبد مناف بن زهرة ، وعاتكة بنت هلال بن فالج .
وقال علي للأشعث إذ خطب إليه : أغرك ابن أبي قحافة إذ زوجك أم فروة ؟ ,وإنها لم تكن من الفواطم من قريش ولا العواتك من سليم .
7 ـ أبو النبي صلى الله عليه وسلم :
هو عبدالله بن عبد المطلب ، ولم يكن له ولد غيره ، وتوفي وهو في بطن أمه ، فلما ولد قال صلى الله عليه وسلم كفله جده عبدالمطلب إلى أن توفي فكفله عمه أبو طالب ، وكان أخا عبدالله لأمه وأبيه ، فمن ذلك كان أشفق أعمام النبي صلى الله عليه وسلم وأولاهم به .
8 ـ أعمامه وعماته :
وأما أعمام النبي صلى الله عليه وسلم وعماته ، فإن عبدالمطلب بن هاشم كان له من الولد لصلبه عشرة من الذكور وست من الإناث ، وأسماء بنيه عبدالله والد النبي عليه الصلاة والسلام ، والزبير ، وأبو طالب واسمه عبد مناف ، والعباس ، وضرار ، وحمزة ، والمقوم ، وأبو لهب واسمه عبدالعزى ، والحارث والغيداق وسمه حجل ويقال نوفل .
وأسماء بناته عمات النبي صلى الله عليه وسلم : عاتكة ، والبيضاء وهي أم حكيم ، وبرة ، وأميمة ، وأروى ، وصفية .
9 ـ أولاده :
ولد له من خديجة القاسم ، والطيب ، وفاطمة ، وزينب ، ورقية ، وأم كلثوم ، وولد له من مارية القبطية إبراهيم ، فجميع ولده من خديجة ، غير إبراهيم .
10 ـ أزواجه :
وأزواجه صلى الله عليه وسلم : أولهن خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى ، ولم يتزوج عليها حتى ماتت ، ثم تزوج سودة بنت زمعة ، وكانت تحت السكران بن عمرو وهو من مهاجرة الحبشة فمات ولم يعقب فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعده ، ثم تزوج عائشة بنت أبي بكر بكرا ، ولم يتزوج بكرا غيرها ، وهي ابنة ست وابتنمى عليها وهي ابنة تسع وتوفي عنها وهي ابنة ثمان عشرة سنة ، وعاشت بعده إلى أيام معاوية ، وماتت سنة ثمان وخمسين وقد قاربت السبعين ، ودفنت ليلا بالبقيع ، وأوصت إلى عبدالله بن الزبير . وتزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب ، وكانت تحت خنيس بن حذافة السهمي ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسله إلى كسرى ولا عقب له ، ثم تزوج زينب بنت خزيمة ، من بني عامر بن صعصعة ، وكانت تحت عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب ، أول شهيد كان ببدر ، ثم تزوج زينب بنت جحش الأسدية ، وهي بنت عمة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي أول من مات من أزواجه في خلافة عمر ، ثم تزوج أم حبيبة ـ واسمها رملة ـ ابنة أبي سفيان وهي أخت معاوية وكانت تحت عبيد الله بن جحش الأسدي فتنصر ومات بأرض الحبشة ، وتزوج أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومي ، وكانت تحت أبي سلمة فتوفي عنها ، وله منها أولاد ، وبقيت إلى سنة تسع وخمسين ، وتزوج ميمونة بنت الحارث من بني عامر بن صعصعة ، وكانت تحت أبي سبرة بن أبي رهم العامري ، وتزوج صفية بنت حيي بن أخطب النضرية ، وكانت تحت رجل من يهود خيبر ، يقال له كنانة ، فضرب صلى الله عليه وسلم عنقه وسبى أهله ، وتزوج جويرية بنت الحارث وكانت من سبي بني المصطلق ، وتزوج خولة بنت حكيم ، وهي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم ، وتزوج امرأة يقال لها عمرة فطلقها ولم يبن بها ، وذلك أن أباها قال له : وأزيدك أنها لم تمرض قط ! فقال : ما لهذه عند الله من خير ! فطلقها وتزوج امرأة يقال لها أميمة بنت النعمان فطلقها قبل أن يطأها ، وخطب امرأة من بني مرة بن عوف فرده أبوها وقال : إن بها برصا ! فلما رجع إليها وجدها برصاء .
11 ـ كتاب النبي صلى الله عليه وسلم وخدامه
كُتّاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم
زيْد بن ثابت ومُعاوية بن أبي سُفيان وحَنْظلة بن الربيع الأسديّ وعبدُ الله بن سعد بن أبي سرح ارتد ولحق بمكة مُشركا. وحاجبُه: أبو أنسة مولاه وخادمه: أنس بن مالك الأنصاريّ ويكنى أبا حَمزة. وخازنُه على خاتَمه: مُعيقيب بن أبي فاطمة. ومؤذّناه: بلال وابن أم مَكتوم. وحُرّاسه: سعدُ بن زَيد الأنصاري والزُّبير بن العوام وسَعد بن أبي وقّاص. وخاتَمه فِضّة وفصّه حبشيّ مكتوب عليه: محمد رسول الله في ثلاثة أسطر: محمد سطر ورسول سطر واللهّ سطر. وفي حديث أنس بن مالك خادم النبي : وبه تَختّم أبو بكر وعُمر وتَختّم به عثمانُ ستةَ أشهر ثم سقط منه في بئر ذي أرّوَان فطُلب فلم يوجد.
12 ـ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
توفي يوم الاثنين لثلاثَ عشرة ليلةً خلت من ربيع الأول وحُفر له تحت فِراشه في بيت عائشة. وصلى عليه المسلمون جميعاً بلا إمام الرجالُ ثم النساء ثم الصِّبيان ودُفن ليلةَ الأربعاء في جوف الليل ودَخل القبرَ عليٌ والفَضل وقُثَم ابنا العبّاس وشُقْران مولاه ويقال: أسامة بن زيد وهم تولّوا غسلَه وتَكفينه وأمره كلَّه وكفن في ثلاثة أثواب بيض سَحُولية ليس فيها قميصٌ ولا عِمامة. واختلف في سِنَه. فقال عبد اللهّ ابن عبَّاس وعائشةُ وجريرُ بن عبد اللهّ ومعاوية: توفي وهو ابن ستين سنة. وقال عُروة بن الزُبير وقَتادة: اثنتين وستين سنة .
وتقبلوا تحيات أخيكم الأستاذ مطر الثبيتي .
والسلام ختام .