أين تقصف هذا المساء؟!
/
تماما كالشعارات السياحية، أصبحت قوات بشار الأسد و"شبيحته" في موقع الخيار.. أين تقصف هذا المساء.. وأي قرية سيتم إبادتها.. أي منازل سيتم تسويتها بالأرض.. أي عائلة سيتم نحر أطفالها.. وأي نساء سيتم اغتصابهن؟
اعتاد العرب أن يستيقظوا كل صباح على مجزرة جديدة.. على فصول دموية مروعة.. حتى كاد أن يتبلد لديهم الإحساس.. تماما كجامعتهم العربية التي وصلت لمرحلة العجز مع نبيل العربي واللافت رغم كل هذه المذابح الفظيعة ما يزال هذا الشعب الحر ـ الذي أصبح مفاجأة العالم فعلا ـ صامدا رافضا للانحناء أمام آلة القتل السورية الإيرانية المشتركة.. يواجهها بشجاعة نادرة وحيدا، إلا من رحمة رب العالمين.. شعبٌ يمضي بثورته، في طريق اللاعودة، متمسكا بشعاره ومطلبه الوحيد منذ أربعة عشر شهرا: لا حل سوى رحيل هذا النظام الدموي.
اليوم كلنا نعرف جيدا أن الشعب السوري يتعرض لهجوم وعدوان ثلاثي بشع من قوات نظامه، وميليشيات حزب الله، وعناصر الباسيج الإيرانية.. ومع ذلك تتحرج أغلب الحكومات العربية حتى من المطالبة بدعم الجيش الحر وتسليحه انتظارا لنجاح مهمة كوفي عنان.. أمر مضحك.. كوفي عنان لم ينجح في مهمته في الأمم المتحدة، فهل نرجو منه أن ينجح اليوم، خاصة وأنه يعمل دون سقف زمني لإنهاء مهمته! دول عربية يتشدق مثقفوها وفعالياتها المختلفة بقيمة الإنسان وكرامته.. ومع ذلك لم تشهد تسجيل أي موقف سياسي أو حتى مظاهرة احتجاج شعبية واحدة للوقوف ضد مذابح الأسد اليومية.
على أي حال لا بد أن يرحل بشار الأسد مهما كان التخاذل العربي.. العقلاء وحدهم يدركون أن استمرار المذابح في سورية بهذا الوضع المخيف، سيقود إلى تفجر الوضع إقليميا، وسينذر بحروب طائفية مروعة قد يدفع ثمنها الكثير.. وأولهم الصامتون اليوم دون كلمة احتجاج واحدة! .
صالح الشيحي 2012-06-10 1:29 am