الفِصَامْ / الذُهان والعلاجات المتاحه له
الفِصَام / الذُهان هو أحد الأمراض النفسية المُعقدة والذي يتكون من مجموعات
مختلفة من الأعراض النفسية ، تنقسم إلى ثلاث مجموعات رئيسية:
الأعراض الايجابية لمرضى الفصام / الذهان:
وتتميز بوجود تصرفات غير عادية أو خارجه عن المألوف البشري مثل الهلاوس السمعية ،
البصرية أو الحسية والتي تجعل الشخص المصاب يستقبل أصوات ، رؤى أو أحاسيس غير
موجودة فعلياً.
ومن الأعراض الايجابية الأخرى إعتقاد الشخص المصاب إعتقاداً جازماً بفكرة خاطئة ، غير
مألوفة غالباً ، والتعامل معها على أساس إنها حقيقة واقعة ، وهي ما تسمى "بالضلالات"
والتي قد تتعلق بأفكار مثل الذنب ، الدين ، الأمن، الشك ، وغيرها من الأفكار.
وهناك أيضاً الاضطرابات الفكرية بالإضافة إلى بعض التصرفات الشاذة.
إن الأعراض الايجابية لمرضى الفصام /الذهان تعتبر أكثر الأعراض استجابةً للعلاجات الدوائية
وأقلها تأثيراً في مستوى أداء الفرد خلال المجتمع.
الأعراض السلبية لمرض الفصام / الذهان:
وتتميز بفقدان أو غياب التصرفات العادية المتوقعة لظروف معينة،
مثل ضعف أو تبلد الإحساس ، الإنعزال العاطفي والاجتماعي ،
فقدان الإهتمام بالأنشطة والهوايات المحُببة ،
عدم القدرة على الفرح بالرغم من وجود عوامله.
تستجيب الأعراض السلبية لمرض الذهان / الفصام فقط للعلاجات الدوائية الحديثة
( مضادات الذهان اللانمطية) وبنسبة أقل من تلك المتوقعة للأعراض الايجابية.
وهناك مجموعة ثالثة من الأعراض " أعراض إعاقة الإدراك الذهني":
سُلط عليها الضوء بشكل كبير مؤخراً ، نظراً لأهميتها في تحديد مستوى أداء الشخص المصاب
في المجتمع.
وغالباً ما تؤثر أعراض إعاقة الإدراك الذهني في مناطق العمل أو الإنتاج الرئيسية لدى الشخص وهي:
إعاقة الانتباه : والمرتبطة بدورها بإعاقة إكتساب المهارات والقدرة على حل المشكلات الطارئة.
إعاقة الذاكرة العاملة: والتي ترتبط أكثر بإمكانية عيش الشخص المصاب خلال المجتمع وإنتاجيته.
إعاقة الوظائف التنفيذية: والتي ترتبط بإمكانية العيش والعمل خلال المجتمع، إعاقة اكتساب المهارات والقدرة على حل المشكلات ومواجهتها.
بخلاف الأعراض الايجابية، فإن هذه الأعراض تًعتبر الأقل إستجابه للعلاجات الدوائية
(وبالأخص مضادات الذهان النمطية) على الرغم من أنها الأكثر تأثيراً في مستوى
تعايش الفرد خلال المجتمع بشكل فعال كما أسلفنا، ولكن الدراسات الحديثة تفيد
بأن مضادات الذهان اللانمطية وبالأخص الكلوزابين Clozapine والريسببيردون Risperidone
تُفيد كثيراً في تحسين مستوى الإدراك الذهني للأشخاص المصابين.
نسبة حدوث مرض الفصام/الذهان:
غالباً ما يحدث مرض الفصام / الذهان في مراحل البلوغ المُبكرة ، أوائل العشرينات من العمر.
وتشير الإحصاءات إلى أن 1-2 % من الأشخاص في المجتمع يُصابون بهذا المرض بنسبة
متساوية بين الرجال والنساء ، ولكن بنسبة أعلى بين الأقرباء من الدرجة الأولى بنسبة قد
تصل أحياناً إلى عشرة أضعاف .
وقد يتساءل الكثير منا هل هناك علاج شافي للفصام / الذهان؟
على الرغم من وجود العديد من العلاجات الدوائية لمرض الفصام / الذهان إلا إنه وللأسف
ليس منها ما يحقق الشفاء التام من المرض. والعلاجات الدوائية المتوفرة تساعد في
التحكم بأعراض المرض وهي تهدف إلى التخفيف من حدة النوبات الفجائية الأولى وأيضاً
تقليل عدد
وحدة النوبات الانتكاسية اللاحقة.
ولعل من أكثر أنواع العلاجات الدوائية شيوعاً واستخداماً:
مضادات الفصام / الذهان ، وهناك نوعان رئيسيان منها النمطية / التقليدية، واللانمطية / الغير تقليدية أو الحديثة.
مضادات الفصام النمطيه / التقليدية:
وتمثلها مجموعة علاجات مثل الكلوربرومازين (Larjctil) chlorpromazine
ثيوريدازين (Melleril) Thioridazine هالوبيريدول (Haldol) Haloperidal
فلوفينازين (Prolixin) Fluphenazine
ترايفلوبيرازين (Stelazine) Trifluperazine .
تم اكتشاف هذه المجموعة في الخمسينات من القرن الماضي عن طريق الصدفة
حيث وُظفت مبدئياً كمضادات للهيستامينات ثم ثبتت فعاليتها بالتجربة في علاج
مرض الفصام / الذهان.
ولقد ساهمت هذه العلاجات وبشكل كبير في تطوير علاج مرض الفصام / الذهان وبالأخص
الأعراض الايجابية للمرض حيث أثبتت الدراسات أن 30- 70 % من حالات الأعراض
الايجابية تستجيب وبشكل جيد بهذه المجموعة من العلاجات الدوائية ، أما الأعراض
السلبية فأنها
تستجيب بنسبة متدنية تصل إلى 20% في أحسن الأحوال .
وبالرغم من فعالية هذه الأدوية في علاج مرض الفصام / الذهان ، إلا إنها ولسوء الحظ
تُسبب الكثير من الأعراض الجانبية المزعجة للمريض وبالأخص الأعراض الجانبية الخارج هرميه
مثل الرعاش ، التخشب ، تصلب الرقبة وعدد من عضلات الجسم.
مضادات الفصام اللانمطية (الحديثة):
وتمثلها مجموعة علاجات مثل الكلوزابين (Leponex) Clozapine ،
ريسبيريدون (Risperidal) Risperidone ، أولانزابين (Zyprexa)
Olanzapine كوتايابين (Seroquel) Quetiapine .
وهي مجموعة حديثة نوعاً ما طُورت بشكل مبدئي في التسعينات من القرن الماضي
بظهور الكلوزابين Clazapine والذي يرجع تاريخ إكتشافه الفعلي إلى الستينات من
نفس القرن . ولكن تأخر استخدامه بسبب عدم فهم طبيعة عمله الجديدة على المجتمع
الطبي النفسي.
تطوير هذه المجموعة كان يهدف وبشكل رئيسي إلى إيجاد بديل أفضل من المضادات
النمطية بحيث يعطي فرص تحكم اكبر بأعراض المرض الايجابية والسلبية معاً مع التقليل
من نسبة حدوث الأعراض الجانبية .
وتعتبر هذه المجموعة الخيار الأول لعلاج مرض الذهان / الفصام وذلك نظراً لفعاليتها
الواسعة ضد أعراض الذهان / الفصام الثلاثية: الايجابية ، السلبية، والإدراك الذهني
حيث تصل نسبة الاستجابة إلى 80% في معظم الأحوال.