بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، وبعد :
يقابل اليمنيين أو القحطانيين في الجنوب العدنانيون في الشمال ، وهم ينتسبون إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، وكانوا يسكنون بالحجاز وتهامة ونجد ، وبعضهم سكن العراق والجزيرة ، والعدنانيون يختلفون عن القحطانيين في أمور كثيرة :
1ـ أكثر العدنانيين بادية رحالة ، ويقل منهم من يعيشون عيشة قرار وحضارة ، كقريش في مكة ، وعلى العكس من ذلك القحطانيون ، فهم أهل حضارة وعمران .
2 ـ اختلافهم في اللغة ، فلغة اليمنيين الحميرية ، تخالف لغة العدنانيين ، وقد سادت لغة قريش العدنانية قبل الإسلام ، وتمت سيادتها بظهور الإسلام .
3 ـ يختلف العدنانيون في العبادات في الجاهلية عن القحطانيين ، ولايشارك بعضهم بعضا في العبادات .
وقد تشعب العدنانيون شعوبا كثيرة وانقسموا إلى قبائل عدة ، واشتهر منهم قبيلتان ، مضر وربيعة ، وحدثت بينهم حروب كثيرة كالحرب التي دارت بين بكر وتغلب بشأن البسوس ودامت أربعين سنة ، ويذكرون في سبب ذلك أن كليب بن ربيعة كان سيد تغلب وبلغ من عظمته أن كان له حمى في أرض تسمى العالية لايطؤه أحد إلا بإذنه ، وكان لايورد أحدا مع إبله ولا يوقد نارًا مع ناره ، وقد تزوج كليب من شيبان ( فرع من بكر ) ، والبسوس خالة جساس بن مرة الشيباني ، كانت لها ناقة يقال لها سراب ، فرآها كليب وائل في حماه وقد كسرت بيض حمام كان قد أجاره ، فرماها كليب بسهم ، فوثب عليه جساس فقتله ، فهاجت الحرب بين بكر وتغلب ، حتى ضربت العرب بشؤمها المثل .
أما الحرب بين قبائل مضر فهي حرب داحس والغبراء ، بين عبس وذبيان ، وسببها أن قيس بن زهر العبسي تراهن هو وحذيفة بن بدر الفزاري في سباق فأجرى الفزاري فرسه الغبراء وأرسل العبسي داحسا ، فكان داحس السابق لولا كمين جعلته بنو فزارة رده قبل أن يدرك الغاية فأدعى كل منهما حق السبق ، وثارت من أجل ذلك حرب عوان امتدت نحو أربعين سنة .
وكذلك من حروب مضر حروب الفجار بين قبيلتي قريش وكنانة ، وكانت قبل الإسلام ، وهي حروب أربع ، كان سبب الأولى مايروى من المفاخرة في سوق عكاظ ، وسبب الثانية تعرض فتية من قريش لامرأة من بني عامر بن صعصعة بسوق عكاظ ، وسبب الثالثة مقاضاة دائن لمدينه مع إذلاله في سوق عكاظ ، وسبب الأخيرة أن عروة الرحال ضمن أن تصل تجارة النعمان بن لمنذر إلى سوق عكاظ آمنة ، فقتله البراص في الطريق .
وأعظم موطن للعدنانيين مكة ، وكان يسكنها كنانة وقريش ، وكان لهما الفضل والشرف على غيرهما من مضر ، وآلت ولاية البيت الحرام لهما .
هذه نبذة بسيطة عن مضر وربيعة ، وتقبلوا تحيات أخيكم الأستاذ مطر الثبيتي .
تقبل الله تعالى منا ومنكم الصيام والقيام .