الخاطرة هي حياتي !!
الخاطرة هي النور عندما يحلُّ الظّلام الحالك في كلِّ الأشياء من حولي .. !!
هي { القلبُ الشّغوفُ المفتون } بالحب والإحساس والطّهر والجمال ..
هي السمع المرهف هي البصر الحاد هي اللسان المارد هي الرؤية الشفافة النازفة على ينابيع وجداول الأحلامِ وتخيلات المنامِ واليقظة .. هي { الروح المغامرة } النافذة إلى أعماق الحياة والأحداث والشّخوص ..
هي السّعادةُ عندما ترفرفُ راياتُ الحزنِ وبيارقهُ على معالم الأرواح ..!!
هي الإحساس الخالد بعالمٍ جميلٍ شفّاف غير مُدرك عندما نحتاجهُ ونفتقدهُ على أرض الواقع .. !!
{ الخاطرة هي الحبيبة }.. هي { العصفورة الرقيقة} ذاتِ الألوانِ الزاهية الجميلة التي بلّلَت أجنحتها تحت أمطارِ الربيع الباردة وعذريّةِ صباحاته المكلّلةِ برائحة الزهور ..!!
هي { الطيورُ المهاجرةُ } في أسرابٍ قبل غروبِ شمسِ الأصيل باحثةً عن الأوطان المهاجرة والأحاسيس المهاجرة والشّموس المهاجرة والأوقات المهاجرة .. باحثةً عن التوحّد مع الذات !!
هي اللحنُ الجميل المنساب عذوبةً ورقّةً وفتنةً وسحراً وبهاءً في أحضانِ ذاكرة الإشتياق والفراق عندما تنعقُ أصواتُ المـآتم والمـآسي في أعماقِ محيطاتي وروحي ووجداني .. !!
هي الإحتياج المتوهّج بالإنسانيّة المتوّجُ بالرومانسيّة والشّاعريّة ..!!
والمرصّعةِ ببريقِ الألماسِ والذّهبِ والأحجارِ الكريمة من الإحساسِ الخالص الرفيع !!
هي تجسيدٌ لحقيقتي عندما أتنكّرُ لذاتي وأمضي وحيداً دون إستئذانٍ من الإحساس والشّعور .. وكأنني أعيشُ بمعزلٍ عمّن يشاطرني آلامي وأفراحي وأحزاني ورحلةُ أحلامي ..!!
الخاطرة هي الروح عندما تغرّدُ في فضاءات الإحتياج من شقاءات الإلتياع .. هي ذلك الإنسان الذي يسافرُ في الوجود دون بوصلةٍ أو سفينةٍ أو وجهة .. !!
الخاطرة هي العقل عندما يفقدُ رشدهُ بسببها !!
الخاطرة هي الضمير الذي لم يعد يهتمُّ لغيرها !!
الخاطرة هي الكلمات التي ودّعت المعاني لأجلِ غيابها !!
هي السّهام التي تنكأُ في القلبِ وتصيبهُ في مقتل ..!!
هي { الجريمة البريئة عندما تكونُ البرآءةُ جُرمٌ غيرُ مغتفر}.. !!
هي { الكذبة المستحسنة في العقل والضمير عندما يكونُ الصّدقُ عاراً على قائله } .. !!
ماذا أقول وأقول وأقوووووووووول !
تعبتُ من القول !!
هي الأماني المنتحرة على أعتابِ الضياء ..!
هي الكلمات النافذة إلى الغيب دون إستئذان ..!
هي الغيب المتمثّل في المدركِ المادِّي والمعنوي المحسوس الذي لا نرغبهُ ولا نريدهُ ولكنّنا ننافقُ من أجلِ وجودهِ وبقائهِ وإستمرارهِ ونتقاتلُ عليه .. للأسف ..!!
هي الغياب الذي لا تعلم هل بعدهُ عودة ؟
هي الإنتظار الذي لا تُدرك هل بعدهُ فرحة ؟
هي اليقين الخالي من الظنون والشكوك والشّبهات !!
هي الوداع الذي تشك في يقينِ اللقاءِ من بعده !!
هي الموتُ على أطلالِ الحياة !!
هي الموتُ على أعتابِ الإتهام !!
هي الموتُ على مشاهدةِ البحرِ لما أكتبه !!
هي الموتُ أسفاً وحزناً على أقدارِ الزمان !!
{ الخاطرة هي حياتي } .. هي أنفاسي المحترقة الغير مكتوبة على أطيافِ السّراب الذي يتوارى خلف جدارِ الصّمت الناري والبراكين والزلازل العاطفيّة والجنون والإثارة !
الخاطرة هي الخناجر المسمومة في قلبِ الوداع وروحه وجسده!!
قلتُ : الخناجر المسمومة !!
ولم أقل الخناجر فقط !
الخاطرة هي السّهام الغير عاقلة والتي تسبقُ سُرعةَ الضّوء وتتهاوى بكثافةٍ شديدةٍ ومفرطةٍ كأعمدةِ الضّباب في جسدِ الفراغ والغياب !!
الخاطرة هي المستحيلات الناتجة من إستفزازات الأضداد والتي إجتمعت على سبيل اللحظة والصدفة الميّتة في مخيّلة الحنين ووجدان السّنين بسببِ إرتباكِ قناعاتِ المعنى في الكلمات !
الخاطرة هي ذلك الكوكبِ الدرّي الذي توارى عن مداراتِ مجالي إلى الأبد .. مخُلّفاً وراءهُ وفي داخلي فراغاً عميقاً وكبيراً من الأسئلة لن تملأُهُ الأجوبة !
إنّ الخاطرة الصادقة هي التي تصبحُ في فترةٍ من الفتراتِ بحاجةٍ ماسّةٍ لتطوّرِ تاريخِ الوجدان وجغرافيّةِ المشاعر لتتحوّل إلى قصّةٍ أو روايةٍ خالدة في ذاكرةِ كيمياآء الحبِّ والفهم !!
الخاطرة هيَ { العشق الأبدي } الذي يجبُرني على إحترام العبقريّة النقيّةِ الصّافيةِ الكامنةِ في عقول العباقرة .. لأنّهم وحدهم يقفون بإحترامٍ شديدٍ بعكسِ غيرهم ولفتراتٍ طويلةٍ دائماً وهم متأمّلين في ما يصادفُهم من الحُسنِ والبراعةِ والإبداعِ والجمال المُطلق وليسَ المقيّد المُترامي في حنايا هذا الكون الفسيح المليء بالأسرار التي ترفعُ مستويات القلق العاطفي عند الإنسان الحسّاس كلّ الوقت..!!
الخاطرة هي الكلمات التي تلفظُها الروح , وأنت تتمسّكُ بها بشدّةٍ متناهية ومع ذلك نجدُ أنّها لم تعبّر على وجه الدقّة واليقين عن تلك المعاني التي تعترينا وتجولُ في أذهانِنا ونظلُّ مترددين ومشكّكين في قُدرتها على إسعادنا !
ليتني أمتلكُ حُريّةَ الكتابةِ التي أحلمُ بها فقط .. لا أريدُ أكثر من ذلك !!
لجعلتُ الجمادات تتمايلُ طرباً على أنغامِ السّكون !
ولجعلتُ السّكون يعرفُ قيمةَ الجنون !
ولأبحرتُ بزوارقي نحو عالمٍ لا يعرفُ قيمةَ بحارِ الظُّنون !!
الخاطرةُ إذاً : هي السّكون والجنون والظّنون !!!
الخاطرة هي تلك المشاعر الغير مفهومة ولكنها جميلة في نفس الوقت والتي أشعرُ بها تجاه بعض المتخفّين والذين يجلسون بالساعات لأوقاتٍ طويلةٍ أمام لحظات الإبداع.. بحيث أصبحتُ على يقينٍ تامٍّ أنّهم جُزءٌ لا يتجزأ من روحِ وجسدِ هذا الإبداع !!
الخاطرة هي غيومُ الإرهاق الذي تلمعُ بروقهُ الحارقة في كلِّ لحظةٍ دون توقفٍ أو رحمة ..!!
الخاطرة هي الشتاء المتلحّف بالوحدة والمتدثّر بالسكون والقابع في معالم الطبيعة في هيئة إنسانٍ بلغ من العمرِ أرذله ومن الظّلمِ أعدله ..!!
هي كلُّ شيءٍ بالنسبةِ لي !
كلُّ شيء !!
إنّ أجمل ما في البدايات والأوقات الجميلة واللحظات السعيدة التي يمرُّ بها الإنسان في حياته أنّها تصبحُ دائماً الوقت كلّه !!!
فيصبحُ الإنسان لا يدرك متى كانت البداية أو متى سوف تكونُ النهاية !
ولذلك تبقى الخاطرة هي التّعب الشديد والألمُ الثابت كالحديد الذي لا راحة ولا طمأنينة معه .. والحزن المرير الذي لا سعادة تُرجى من بعد حلوله .
ستبقى الخاطرة الدليل الوحيد أنّنا لا نعرفُ عن أنفسنا شيئاً ولا نفهمُ عن غيرنا شيئاً ولا نعي شيئاً في الوجود .. وأنّنا نعيش في وهمٍ وفي حقائقٍ تلبّست ثوب الباطل والزيف والزور إلى الأبد !!
قلتُ : إلى الأبد !!!
@ ومعَ ذلك تبقى هذه الخاطرة التي كتبتها لا تُشعرُني بالراحة مطلقاً وأشعرُ أنّها حملٌ وعبءٌ ثقيلٌ على الجسدِ والروح .. كجحيمٍ قدُمَ علىَّ من جهنّمِ الموعودة , وكعذابٍ من نوعٍ خاصٍّ جداً !
لكنّها تبقى إلى الأبد : خاطرتي !!
...........................
تحيّة عاطرة وكريمة للجميع
شاعر الحرب