كأي عمل أخر تحتاج الكتابة لجهد فكري تسنده الثقافة ويبرزه الأسلوب ويبلوره الفهم ويعضدها جميعاً الإبداع فـالإبداع ليس وظيفة والإلهام لا يمكن ان يأتي كلما أردناه , فـالإبداع الكتابي لا يستنزف بإراقة الأفكار دون وضعها في قوالب فنية جميلة تقدم للمتلقي كـسلة فاكهة طيبة المذاق . وكلّ ما أهدر الكاتب حرفه دون أن يقدم فكرة جديدة أو موضوعاً جديراً بالطرح كلّما أوجد فجوة ونفوراً بينه وبين متلقيه
و ما يميّز الكاتب الناجح استثماره للتجارب والمشاهد والوقائع التي يستمدها من محيطه الاجتماعي وإطلاعه وموهبته الإبداعية في الكتابة ويضعها في قوالب تجمع بين جمال الأسلوب ووضوح الفكرة ولا يُطلب من الكاتب أن يرسم صورة وردية للواقع في موضوعاته بل ينقلها كما هي دون أن يضفي عليها سُنح من جمال أولمحات من فضيلة بل تصوير الواقع ونقله بكل شفافية .. إن الحياة مجال خصب بتناقضاتها وأبعادها يستقي منها الكاتب أطروحاته الكتابية و يلبسها أردية من أفكاره وتصوراته الفردية والثقافية والاجتماعية كـداعم مهم للجهد الإبداعي الكتابي
الكاتب المؤثر هو الذي يشعرك بالمتعة الفنية في طرحه بالإضافة إلى الفائدة المعرفية لتشعر معه بقيمة ما يكتب .