ونظرتُ إليـكَ فأعجبنـي
من حسنك دقـةُ إتمـامِ
فهمستُ لشعـري أأمـرهُ
حدث بالشكر وإنعامِـي
فأجابَ الشعـر وأنطقنـي
بالحقِّ بوصفكَ يا سامـي
يا خيـر غـرامٍ أبلغنـي
قممي كي أنصبَ أعلامي
هل أحكي حسنكَ أم خلقاً
لم يتـرك فرصـةَ ذمَّـامِ
وجميع جمالكَ لا أخفـي
لخيـالٌ فـي يـدِ رسَّـامِ
يكفي عيناك بهـا سفنـي
سفري لأحققَ أحلامـي
حاكت أهدابكَ أشرعـة
قادتهـا نفحـةُ إلـهـامِ
تبحرُ بالجوِ علـى مهـلٍ
كتهادي خفقـةِ أنسـامِ
جعلـت آمالـي مجدافـاً
مخرت بي شؤمي وسآمِـي
حملتني فـي أنـسٍ حتـى
جعلتني أنسـى إيلامـي
وصلت بي أرضـا مترفـةً
بالنخـل ذوات الأكمـامِ
حطتنـي فـوق خمائلهـا
كمليـكٍ فـوق الأقـوامِ
فنزلـتُ أرددُ فـي نغـمٍ
يشدو من روعة أنغامـي
لا قبلـكَ عمـرٌ أذكـرهُ
ما كانت دونـكَ أيامـي
قد كنتُ شبيهـا للموتـى
وهنائـي مثـل الأوهـامِ
بشفاهٍ لا ترجـو فرحـا
يئستْ مـن جـور الآلامِ
وفعالٍ ما عرفـت نظمـا
كضلالٍ قبـل الإسـلامِ
فأتيت كبعـثٍ يعمرنـي
كي تعلنَ موتَ الإجـرامِ
وتلـمَّ شتاتًـا أتعبـنـي
بربـاط الحـبِّ القَّـوامِِ
وتبـددَ يأسـاً قيـدنـي
وتميتَ الحـزن بأقلامـي
وتزينَ العمـر بصحبتـهِ
كي يجني المجـدَ بإقـدامِ
يـا أمنـاً ألبسنـي أمنـي
ما أمني ؟لولاكَ الحامـي !
ما أرخصَ أشغالـي لمَّـا
بالكفِّ تماسـك إبهامـي
دفءَ الأشواق ومؤنسهـا
في دربكَ تخطـو أقدامـي
إنَّ الأشـواق مقسـمـةٌ
في الحبَّ وبيـنَ الأرحـامِ
ورأيتكَ أعلاها حصصـا
وضعتكَ بقمـةِ أقسامِـي
فعسى يـا حبـاً أرشفـهُ
كدواءٍ يشفـي أسقامـي
أن تبقى دومافـي قربـي
وحبيبي طـول الأعـوامِ
فهد العتيبي