ساعة لربك وساعة لقلبك
بل
حياتك كلها لربك
مر أبو بكر الصديق رضي الله عنه بحنظلة الصحابي الجليل رضي الله عنه فوجده يجلس جنب حائط يبكي .. قال ما يبكيك؟ قال نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فيذكرنا الجنة والنار فكأنا رأي عين فإذا خرجنا من عنده عافسنا الزوجات وعالجنا الضيعات ولاعبنا الأولاد ونسينا كثيرا ثم قال نافق حنظلة فبكي أبو بكر وقال والله إني لأجد الذي تجد انطلق بنا إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم أكبر مصيبة أصبنا بها هي فقد رسول الله بابي أنت وأمي يا رسول الله لكن عزاؤوك أن بين يديك سنته قال فأتينا رسول الله صلي الله عليه وسلم فقلنا نكون عندك يا رسول الله، نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافَسْنا الأزواج والأولاد والضيعات ونسينا كثيرا .. فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة – وكررها ثلاثا" رواه مسلم في صحيحه.
يا حنظلة إنما هي ساعة وساعة
أرأيت كيف كانت الساعة الأولي مع النبي وتذكر الجنة والنار
والساعة الأخرى مع الزوجة والأولاد وأمور الدنيا كالعمل
لا شك ساعة يكون إيامانك فيها في السحاب عالٍ تكون في طاعة
والأخري ساعة في طاعة أقل وليست في معصية
لكن قل لي بالله العظيم
هل كانت ساعة طاعة وساعة معصية
هل كانت ساعة صلاة وساعة زنا
هل كانت ساعة سماع قرآن وساعة سماع غناء
يا عبد الله
يا من تتغني عند كل معصية بقولك ساعة لقلبك وساعة لربك
لا
بل أنت كلك وكل ما تملك من عمرك وكل لحظة في حياتك لله
حياتك كلها طاعة خالية من المعاصي
واعلم بأننا نحاسب بالذرة
تحاسب على الطاعة وإن كانت مثقال أي في ثقل ووزن الذرة
وتحاسب على المعصية وإن كانت مثقال ذرة
فأين الذين يتغنون بساعة لربك وساعة لقلبك
ضلوا وأضلوا
اللهم ارزقنا الثبات حتى الممات