*
زهدت محبرتي إمداد القلم أكسير حياته ..
فتوالت توسلاته ..
لمحبرة قسا قلبها وتجبر
وتمنعت عن وصله فـ أخطر
صادرت أنفاسه
أوقفت نبضه
ضاعفت ألمه .
فشرع يشكو حاله
لليل والقمر
للصبح و الشجر
وبثه لقطْرِ المطر .
كيف له أن يرتدي غطاءه وينزوي
وهو يخنقه الكلام
كسيراً في هذا القتام
بعيداً عن بعث السلام
وتصوير حال الأنام
ورسم الأحلام ..
شكى ،
بكى ،
أستدعى مآقي العيون ولا مجيب
فكيف للسماء تمطر ولا غيوم !
جفاف ٌ وقحطٌ
وعظيم كرب .
في أقصى الجوف
نقطة حبر تبخْرت بخوف
أُريقت على صدر الورق
و محبرتي باتت مدينة أشباح
لا علامات للحياة فيها
ولا للخطوة فيها أرواح
بُترت أطراف الحياة
وزهقت الأنفاس
وخر القلم صريعاً
لغرور محبرةٍ ظنت أنها قادرة
بـ أن تكون القاهرة
.