" بسم الله الرحمن الرحيم "
كثيرًا ما أحاول أن أكون بارعًا في فن الكتابة، و لكن هذه المواهب لا يعطيها الله إلا لمن يجتهد ، و للأسف لقد أهملت هذه الفن و لم احاول أن أتعلم أسلوبة ، لكن هذا لا يهم ، و لكن المهم أنني لا أجيد الدخول إلى الموضوع بسرعة بل احتاج لمقدمات و اضفات و تشعبات من خارج الموضوع لكي أصل إليه ، لكن هذه المشكلة ليست مشكلتي فقط بل شاركني الكتاب العرب القدماء، فهاهو الجاحظ في كتابه الحيوان قد كثرة تشعباته عن موضوعه الأصلي ، و ها أنا أتشعب و أبتدع عن موضوع الأصل و لكن آن لي أن أرجع .
دعوني احدثكم عن موضوع و هي عبارة عن قصة لشخصية عظيمة في تاريخنا الإسلامي ، إنه قطز الكل يعرف قطز القائد المملوكي الأشهر ، قاهر التتار و قامعهم ، رحمه الله تعالى .
إن المتأمل لقصة قطز يجد العجب العجاب ، دعوني أقص لكم شيئًا منها .
عند غز التتار بقيادة جنكيز خان مملكة خوازم المسلمة و هزموها ، هرب أمراء خوارزم من الجيش التتاري الظالم . قتل من أمراء خوارزم الكثير و أسر الكثير ، و من أسرى خوازرم كان طفلُ صغير سماه المغول " قطز " و هو بعنى " الكلب المتوحش".
و في ذلك الوقت كان ملك الأيوبيين في مصر يشتري العبيد ويدخلهم الجيش، ليكثر بهم جيشه و يقويهِ بهم و يربيهم على طاعته العمياء .
و كان من هؤلاء العبيد أحد أمراء خوارزم قطز ، و تجري الأيام و يموت ملك مصر الأيوبي لتحكم بعده زوجة شجرة الدر ، و لكنها لم تجلس على كرسي الحكم فترة طويلة وصلت الاحتجاجات الشعبية إلى الخليفة العباسي ، فأرسل الخليفة " إن نقص الرجال في مصر أرسلنا لهم رجلا ليحكمونها " .
فاضطرت شجرة الدر للزواج من أحد المماليك مشهور بضعف شخصيته لتجعله صورة لها ، و لكن كان هذا الرجل أذكى منها ، فخططت و تدبرت على حماقة كبرى ، ألا و هي قتل زوجها المملوكة و فعلاً قتلتها ، و بعدها وصل قطز إلا الملك .
أنا قرأت هذه القصة في كتاب قصة التتار لراغب السرجاني ، و قطز للصلابي ، فكنت أتأمل هذه القصة كيف أن شخص كان من أسرة تحكم خوارزم ، فيؤسر و يباع ثم يكون عبدًا مملوك لملك ، و من ثم قائد من قادات الجيش الأيوبي في مصر ، و أخيرًا ملكًا على الشام و مصر .
فسبحان الله ؟
كيف تدور الأيام؟!