|| ايُّ وََدَاع يُطَاقْ يَآ نَوَّآفْ || !

[..{غ ـير البشـ}ـر..]

الإصابة أجبرت التمياط على الاعتزال .. 22 لقبا تضعه على هرم الهلاليين .. والإنتر يودعه الليلة في درة الملاعب
آخرالفرسان يترجل .. نواف يطلق «المجنونة» بـ 55 دقيقة



نايف الثقيل وعبد العزيز العجلان من الرياض

يترجل هذا المساء النجم الدولي نواف التمياط لاعب وسط المنتخب السعودي الكروي الأول وفريق الهلال، عن صهوة جواده بآخر 55 دقيقة في الميادين الخضراء بإعلان اعتزاله لكرة القدم بمواجهة فريقه ضيفه إنتر ميلان الإيطالي على ستاد الملك فهد الدولي «درة الملاعب».

ويتحول استاد الملك فهد الدولي «درة الملاعب»، الليلة إلى كرنفال كروي غير عادي في وداع نجم عملاق أثرى الرياضة السعودية عامة والكرة السعودية بشكل خاص الرياضيين، وذلك عندما يلتقي فريق الهلال الكروي الأول نظيره إنتر ميلان الإيطالي في مهرجان اعتزال النجم نواف التمياط لاعب وسط المنتخب السعودي والهلال سابقا، وذلك تحت رعاية الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض الذي أناب الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب.

وسيتخلل حفل مهرجان اعتزال «الفتى الذهبي» الذي سيلعب 55 دقيقة قبل أن يودع الملاعب الخضراء، العديد من العروض النارية، والقصائد الشعرية التي سيشدو بها أحد المنشدين، والكثير من المفاجآت التي ستكون مفاجئة للحضور.

ويلعب الهلال لقاء الليلة بفريق مطعم بعدد من نجوم الكرة السعودية، والعربية، حيث يلعب محمد نور من الاتحاد، الليبي طارق التائب، وأحمد عطيف من الشباب، سعد الحارثي من نادي النصر، وكامل الموسى من الوحدة، وذلك تحت قيادة نواف التمياط.

وسيخوض البلجيكي إيريك جيريتس مدرب الهلال، اللقاء بلاعبيه في الشوط الأول ثم سيزج بنجوم الأندية الأخرى في الشوط الثاني، كما سيستغل جيريتس المباراة بإعطاء الفرصة لبعض نجوم الفريق الواعدين لمنحهم دفعة معنوية كبيرة بالمشاركة في هذه المباراة الكبيرة.

في المقابل، يدلف البرتغالي مورينيو مدرب إنتر ميلان الإيطالي، المباراة بكامل نجومه العالميين بعد أن أقام معسكرا قصيراً في أبو ظبي الإماراتية لمدة أربعة أيام، حيث أعلن مورينيو التحدي لنواف والهلال، وأنه سيلعب المباراة بكل جدية ولن يلتفت إليها كونها مباراة تكريمية، حيث يبحث عن الفوز، وهذا الأمر الذي سيعطي المباراة جانبا آخر.

وكان التمياط قد خضع لبرنامج تأهيلي امتد لأكثر من شهرين بدأه في الدوحة لمدة شهر في نادي السد القطري تحت إشراف الوطني عبد اللطيف الحسيني قبل أن يخضع لبرنامج تدريبي تحت إشراف جيريتس لمدة ثلاثة أسابيع، وبات التمياط جاهزاً للمشاركة لأكثر من 55 دقيقة، إلا أن التمياط أكد أنه سيلعب 55 دقيقة فقط.

ومن أبزر لاعبي الإنتر، حراسة المرمى البرازيلي خوليو سيزار سواريز، المدافعون الروماني كريستيان شيفو، البرازيليان لوسياو، ودوجلاوس مايكون، والأرجنتينيان ألتر سامويل خافيير زانيتي، والإيطالي ماتيراتزي، وفي الوسط الأرجنتيني ستيبان كامبياسو، والهجوم الكاميروني صمويل إيتو، الأرجنتيني ديجو ميلتو، والهولندي شنياندر، وماريو بولتي.

يذكر أن إنتر ميلان يتصدر حاليا ترتيب دوري إيطاليا الـ «نيرازروي» ـ أي أبطال إيطاليا ـ فيما يحب جماهيره أن تطلق عليه «إنتر»، الذي تأسس عام 1908 في بداية القرن ذلك الوقت لم يكن هناك سوى ميلان الكريكيت وكرة القدم (إن آ سي ميلان الإيطالي) لكن ظهر الإنتر في التاسع من آذار (مارس) 1908.

ويطلق «الفتى الذهبي»، كما يحلو لعشاق التمياط مناداته به ركل كرة القدم «المجنونة» بعد تاريخ حافل بالإنجازات والالقاب سواء على المستوى الشخصي أو المستوى الخليجي والعربي والقاري والدولي مع منتخب بلاده أو المستوى المحلي والعربي والخليجي والقاري مع فريقه الهلال.

ومسيرة ابن بندر التمياط الذي ولد عام 1976، مطرزة بالذهب منذ تسجيله في نادي الهلال عام 1992، وحمله القميص رقم (11)، لكن الإصابات نغصتها كثيرا، ولم تترك «نواف» يواصل سلسلة الإبداع والتوهج بعد اعتلائه هرم أفضل لاعبي أكبر قارات العالم عندما توج رسميا بلقب أفضل لاعب آسيوي عام 2000، وكذلك كأفضل لاعب عربي في العام ذاته.

ورغم هذا السجل الحافل أعلن نواف اعتزاله بشكل مفاجىء بعد معسكر إعدادي قوي لبدء الموسم الماضي.

وكان من أبرز الذكريات الجميلة في مسيرة نواف التمياط تتويجه بلقب الأفضلية على مستوى آسيا، ومستوى العرب في العام ذاته، فيما كان الأسوأ هو إصابته القوية بقطع في الرباط الصليبي عام 2000، عاود مرة أخرى في 2003، وهي الآلآم التي لم تدع لنواف المجال لمواصلة مسيرته الذهبية، فترجل الفارس عن صهوة جواده وهو في قمة مجده وإبداعه فخسرت الكرة السعودية أحد نجومها الكبار والأفذاذ خلقا وفنا.

ويعد نواف التمياط أكثر لاعب سعودي سجل أهداف ذهبية عندما سجل هدف المنتخب السعودي في ربع نهائي كأس أمم آسيا 2000 في مرمى المنتخب الكويتي، وكان مع الهلال قد سجل هدفا في نهائي كأس الامير فيصل بن فهد موسم 1420هـ في مرمى الشباب توج فريقه باللقب، وسجل الهدف الذهبي في نصف نهائي كأس الأندية العربية أبطال الكؤوس الـ 11 في مرمى المحمدية المغربي.

وتوج التمياط مع الهلال باكثر من 22 لقبا، وهو رقم كبير قياسا بعدد السنوات التي لعبها التمياط حيث بدأ مسيرته مع الفريق الأزرق الكروي الأول موسم 1416هـ 1995/1996، كما أسهم بشكل فاعل في تتويج الأخضر بأكثر من أربعة ألقاب ثلاث منها كانت التأهل إلى نهائيات كأس العالم 1998، 2002، و2006، بينما الرابعة كانت الفوز بكأس العرب في الدوحة عام 1999، وكان قاب قوسين أو أدني من التتويج بكأس الأمم الآسيوية عندما خسر الأخضر في المباراة النهائية أمام اليابان عام 2000 بهدف وحيد، حيث كان نواف التمياط أحد نجوم تلك المباراة.

وكان من بين الألقاب الشخصية الأهم في تاريخ نواف التمياط أربعة منجزات مهمة هي التتويج بلقب أفضل لاعب آسيوي وعربي عام 2000، كذلك حصوله على جائزة الأفضلية في كأس الأندية العربية أبطال الكؤوس الـ 11، نيله كذلك لقب أفضل لاعب في كأس السوبر الآسيوي السادسة عام 2000، أفضل لاعب في بطولة الأندية الخليجية الأبطال عام 2000 ، وحصوله على أعلى تقييم للاعبين في مباراة المنتخبين السعودي والكاميروني في نهائيات كأس العالم 2002 من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا».

يعد نواف التمياط اللاعب الوحيد الذي حاز جميع البطولات الخارجية مع فريق الهلال الكروي الأول بمختلف أسمائها في إنجاز فريد يسجل له شخصيا، وهي: كأس الأندية الخليجية الأبطال، كأس الكؤوس العربية، كأس الأبطال العربية، كأس النخبة العربية، كأس الكؤوس الآسيوية، كأس الأندية الآسيوية الأبطال، وكأس السوبر الآسيوي.

إنجازات نواف التمياط مع نادي الهلال



إنجازات نواف التمياط مع المنتخب السعودي



إنجازات نواف التمياط الشخصية





أكد أن لقاء الملك أكبر تكريم في حياته.. التمياط لـ "الاقتصادية" :
الهلال حرمني الرئيس وسلفة ابن مساعد أنقذتني


خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله في لقطة تذكارية مع الأمير سلمان بن عبد العزيز والنجم نواف التمياط خلال استقباله «الفتى الذهبي» الأسبوع الماضي. تصوير الأمير بندر بن سلمان.

عبد العزيز العجلان من الرياض

أكد لـ «الاقتصادية» النجم الدولي نواف التمياط لاعب المنتخب السعودي الكروي الأول وفريق الهلال، أنه حصل على أكبر تكريم له قبل توديعه الملاعب الخضراء بلقائه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قبل عدة أيام، وبالكلمات الأبوية والاهتمام الذي حظي به التمياط من قائد المسيرة، وكذلك رعاية الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض مهرجان اعتزاله، قائلا «حقيقة يعجز لساني عن الحديث عما حظيت به من لدن خادم الحرمين الشريفين عندما تشرفت برفقة الأمير نواف بن محمد في مزرعته الخاصة، وما قلدني به من كلمات أبوية غير مستغربة منه، وكذلك في السابق كان قد طوق عنقي بسؤاله عن إصابتي، وكذلك ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز دعمني كثيرا وتكفل بعلاجي في فرنسا في وقت سابق، وكان دائم السؤال عني وهذا أكبر شرف وتتويج لي شخصياً وأنا أودع الملاعب».

وتابع «قبول الأمير سلمان بن عبد العزيز برعاية مهرجاني شرف كبير لي ويعجز لساني عن التعبير وهو أكبر شرف ويغني عن مئات الشركات الراعية للمهرجان، وكذلك تشرف الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل».

وشدد التمياط في يوم وداعه بعد 16 عاما مع كرة القدم، على أنه غير نادم على اتخاذ قرار الاعتزال، وأبان «أنا عندما واجهت ما واجهته من الإصابات كانت لي أهداف قريبة المدى وبعيدة المدى وعندما خضعت لآخر عملية جراحية على يد البروفيسور استدمن في كولارادو الأمريكية سألني عن أهدافي فأبلغني أني أستطيع لعب من موسمين إلى ثلاثة مواسم بعد كأس العالم 2006، وحقيقة كنت أستطيع أن ألعب لموسمين أو ثلاثة إضافيين، ولكني فضلت الراحة لأني بعد كل مجهود أقوم به وكل مباراة ألعبها أعاني كثيراً من الآلام».

وأبدى «الفتى الذهبي» سعادته البالغة بأنه لم يلبس سوى شعار الهلال طوال تاريخه الرياضي، وقال «كان يهمني كثيرا أن أختم حياتي في الهلال وسعادتي كبيرة بأني لم ألعب إلا للهلال، إضافة إلى المنتخب السعودي».

ويضيف «نعم كان لي طموح أن أخوض الاحتراف الخارجي عندما وصلني عرض الفريق الهولندي، ولكن الهلاليين حينها رفضوا لأن سامي الجابر كان يخوض تجربة احترافية مع ولفرهامتن الإنجليزي، ويوسف الثنيان، وخالد التيماوي مصابان، وفهد الغشيان مبتعد، لذا فإن الهلال يفتقد أبرز نجومه، ولم يكونوا يرغبون في التخلي عني فغضبت حينها لعدم وضوح بعض الأمور، ولكن الآن أنا لست نادماً على ذلك رغم أنني كنت أرغب في الاحتراف الخارجي والعودة لأختم حياتي في الهلال».

وأكد التمياط أن ظروف الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال المادية، نظرا لمصاريف النادي الكبيرة، أجبرته على رعاية مهرجان اعتزاله بنفسه، مبينا أن «الأمير عبد الرحمن بن مساعد هو المتكفل بحفل الاعتزال، ولكن ظروف النادي أجبرته على عدم تحمل جميع المصاريف فقدم مليوني ريال، إضافة إلى 140 ألف دولار مصاريف تنقلات وإقامة إنتر ميلان الإيطالي، وأما خلافها فأتحمله أنا شخصياً، وكذلك قدم الأمير عبد الله بن مساعد لي سلفة بمبلغ 550 ألف يورو، وهي الدفعة الأولى للفريق الإيطالي على أن يسترجعها من أرباح المهرجان».

والتمس التمياط العذر لجميع الشركات التي تقدمت بعروض لرعاية مهرجان اعتزاله ثم اعتذرت، مؤكدا أن ما يهمه هو أن يظهر المهرجان بالشكل اللائق، كما امتدح البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لإنتر ميلان الإيطالي، وذلك عندما التقاه في ميلانو، قائلا «حقيقة كنت قلقا من مقابلته، ولكني وجدته إنسانا بسيطا وأخجلني عندما أشاد بي، وأكد أنه سيحضر ويلعب المباراة بكامل نجومه، وأنه سيبحث عن الفوز، وشدد على احترامه لي وللهلال ولجماهير إنتر ميلان في الوطن العربي».

ووجه أفضل لاعب سعودي، عربي، وآسيوي عام 2000، قبل هجر الكرة عدة رسائل، ذكر فيها «رسالتي الأولى هي طلب الصفح من الجميع في الوسط الرياضي أو خارجه، ثانيا الشكر الجزيل للجميع خاصة أعضاء شرف الهلال ورؤسائه وإدارييه وزملائي اللاعبين وكذلك زملائي اللاعبين في الأندية الأخرى والرياضيين بشكل عام».

واستطرد التمياط «أوجه رسالة خاصة للناشئين في براعم الهلال أو في الأندية الأخرى وللنشء بشكل عام هي والانضباط، المثابرة، والإرادة لأن الوصول للقمة والاستمرار فيها بحاجة إلى جهد مضاعف وكبير، ويجب عليهم حتى عندما يصلون للقمة أن يستمروا بطبيعتهم وألا يتكبروا أو يحسوا أنهم مختلفون عن المجتمع، وكذلك يجب عليهم أن يقدموا قليلا مما يقدمه لهم وطنهم بتفعيل أدوارهم الإنسانية ومشاركة الفئة الغالية على قلوبنا أفراحهم وأتراحهم».

أما الرسالة الرابعة الأخيرة فوجهها نواف للجماهير، قائلا «فرحتي لن تكتمل إلا عندما أراكم تملؤون مدرجات ستاد الملك فهد الدولي في الرياض (درة الملاعب) الليلة لكي يكتمل عرس الوداع، فدونكم لن يكون للحفل مذاق أو لون أو طعم، أنا بانتظاركم أحبتي وكنزي الكبير».



نواف يغلب أقرانه بجمهور غير عادي .. إنهم «ذوو الاحتياجات الخاصة»



براهيم بن محمد من الرياض

نواف .. أصبح نجما.. وحقق مجدا.. وسجل اسمه من ذهب في قائمة الأساطير الكروية السعودية.. لكن «الفتى الذهبي»، اختار أن يكون جمهوره الأول فئة مختلفة عن جماهير باقي النجوم حيث غلبهم بهذا الجمهور غير العادي. نعم إنهم «ذوو الاحتياجات الخاصة» الذين اختارهم النجم الخلوق نواف بن بندر التمياط ليكونوا جمهوره الأول، يزورهم بشكل منتظم، ويوجد معهم في اليوم الثاني من تحقيقه أي لقب، وأي إنجاز، ويرسم في وجوههم البسمة بإهدائهم اللقب. في غمرة أفراح فريقه وجماهيره في قلب القارة في مباراة إياب نهائي كأس السوبر الآسيوي عام 2000 أمام شيميزو بولسه الياباني، لم ينس «الفتى الذهبي» أصدقاءه، واختار قميص جمعية المعوقين للاحتفال باللقب الآسيوي، وفي نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد 2005 أمام الأهلي وبعد تسجيله هدف الحسم لفريقه لم ير في عينيه وهو ينطلق فرحا بالهدف سوى احتضان طفل مقعد على كرسيه المتحرك بجانب مقاعد احتياط فريقه توشح العلم الأزرق لتهنئته بالهدف الذهبي. نواف التمياط .. كان له تعليق بعد إحدى المباريات التي انتصر فيها لفريقه في أحد المسابقات السعودية، حيث توجه لتحية جميع ذوي الاحتياجات الخاصة في الملعب لتهنئة الهلاليين منهم بالفوز ولمواساة زملائهم الذين يشجعون الفريق الزائر، فقال حينها «حتى يصبح الإنسان مثاليا وقدوة فإنه يحتاج للكثير من الوقت يمضيه في المشاريع الإنسانية من فترة لأخرى دون أن يضع لنفسه حاجبا وألا يشعرهم أنه يتكلف من أاجل تقديم الخدمات لهم ولذلك سخرت نفسي لهذه الأشياء حتى أفي بواجبي وذلك لتقديم الخير في هذا المجال الإنساني».