الامراض نوعان : عضوي - اجتماعي,
الاول يضعف جسد الانسان, وقد يؤدي الى توقف
دقات القلب وانتهاء الانسان من هذه الحياة,
والآخر يؤدي الى قتل المجتمع, وضعف الروابط
بين افراده, او سؤدي الى قتل المجتمع ونهاية دوره
في هذه الحياة, فيصبح افراده ارقامآ فقط لا يؤثرون
ولا يتأثرون فيما يجري بهم او حولهم.
والامراض الاجتماعيه كثيره خاصة في مجتمعاتنا
العربيه والاسلاميه وهي في تناسب عكسي مع القيم
المستمده من شريعتنا السمحاء فكلما ابتعدنا عن هذه
القيم والمبادئ الربانيه كلما ازدادت فينا وتفشت هذه
الامراض الاجتماعيه.
ولايمكن ان نجمع في وقفه صغيره كل ما نعانيه
من امراض اجتماعيه, ولكننا سنذكر مرضآ واحدآ
متفشيآ بين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين
والتربويين, بما تحمل هذه الشرائح من خطباء و
كتاب وصحافين واساتذه ومسؤلين...وغيرهم.
هذا المرض هو"التعميم"
والمشكله في قضية "التعميم" اننا نحكم على
الاشياء بالاعتماد على معلومات خاطئه او ضئيله
ولان المعلومات الخاطئه او الضئيله هي السبب
الرئيسي في مرض "التعميم" فان العلاج الذي
وضعه الاسلام في معالجة هذا المرض هو
"التثبيت" و"التبين" وكلاهما يؤديان الى
استكمال المعلومات والتأكد من صحتها.
ان معظم الخلافات التي يعيشها مجتمعنا السياسي انما
هي ناتجه عن هذا المرض الذي يفتك بهذه العلاقات.
وهذا لايعني ان غياب المعلومه او خطأها دائمآ
يكونان هما السبب في هذا المرض ولكن يضاف
اليهما "المكتسبات الشخصيه" وضيق الصدر
بالرأي الآخر وكلها اسباب تؤدي الى ظاهرة "التعميم".
ولقد اثبت التاريخ والحوادث المتعاقبه بان هذا الاسلوب
لايؤثر في الواقع بشيء, ولايؤثر على المعمم عليه
بشيء لان الناس لا يعيشون في العصور الوسطى
بل يعيشون في عصر التكنولوجيا وعصر "المعلومات السريعه"
فلا يصعب عليهم معرفة الحقيقه.
مع تمنياتي للجميع بالتوفيق,,,