فتحتَ النافذة لتدخل نسائم الربيع المضمخة بـ عبق الزهور
ليفتح شـُـعبها الهوائية ولينقي رئتيها .
نسائمٌ احتاجتها بعدما مرت به من تجربةٍ مريرة
جعلتها تشعر بـ الاختناق ..
فتحتَ تلك النافذة ليتسلل شيء من ضوء ؛ عله ينشر بعضاً من نورٍ في عالمها الكئيب المظلم
كغابةٍ تكاثفت أشجارها وتفرعت أغصانها
وساد الظلام الموحش في أوصالها
خانقٌ هو عالمـُهـَا..
من ذلك الضوء
ارتسم ظلُ كرسيـّها الخشبي على الجدار ليصور قضباناً .
قضبانُ ألمٍ تسوّر حولها حصارا ..
وفي غمرة التأمل حضر طيفهُ مبتسماً على الجدار ..
ارتعبت
امتلأت عينيها بالدموع
تسارعت نبضات قلبها
بدأت تشعر بالاختناق مجدداً
وغلى الدمُ في عروقها
سحابةٌ من العرق أمطرت جبينها
شعرت بالغثيان ...
أختل توازنها ..
وانهال سوط السؤالِ يجلد الروح والعقل ؛
كيف له أن يبتسم ؟!!
أعلى هداياهـ المغلفة بالجراح !!!
أم ذكراهـ المطرزة بـ الخيانة !!
كيف لطيفه أن يأتي زائراً ؟؟!!
كيف له أن يغزو عالمها !!
كيف له أن يتسلل كـ لص من خلف ستائر الذاكرة ويقتحم عزلتها ..!
لمَ تلك المطاردة !!
ماذا يريد بعد ؟!
هل نسي شيئاً من ألمٍ لم يــُشْــعرها به ؟!!
أبقي جرحٌ يدخرهُ لها ؟!!
أم اشتاقت سكين غدرهِ لنياط قلبها المسكين ؟
شلالُ السؤال ما كفَ انهماراً.
يا لا ذلك الطيف البغيض ..
تعالى الحديث الخفي حدةً ،،،
استشاطت غضباً ؛
وقفت؛
تناولت ثلة أوجاعها من على منضدة أقدارها
وقذفت بها بكل ما أوتيت من قوة على ذلك الطيف صارخةً
كالهباء المنثور أصبحت في عالمي.
؛
*
؛
.