ثقافة الوصاية السعودية تبرز رأسها مرّة أخرى في ساحة الكارثة
أمير متطوّع يهدّد مراسل (عناوين)
ويمنعه من مزاولة عمله في مواقع توزيع مساعدة المنكوبين
فوجئ مراسل صحيفة (عناوين) الإليكترونية من موقع كارثة طوفان جدة في منطقة قويزة وما حولها بشخص يمنعه من التصوير أو نقل المعلومات والوقائع ويدّعي أنّه أمير سعودي، ويرتدي لباس اللجان التطوعية التي تساهم هذه الساعات في توزيع المساعدات على المتضررين في المناطق المنكوبة.
وحاول مراسل (عناوين) عبثاً معرفة وجهة النظر الحقيقية التي تقف خلف منعه من أداء عمله، وتعلّل الأمير المتطوّع بأن مراسل (عناوين) لا يملك تصريحاً بالعمل أو التغطية، الأمر الذي يبدو كحجّة واهية، خصوصاً إذا ما عرفنا بأن العمل الصحفي في مناطق الكوارث لا يحتاج تصريحاً من أحد.
وفي الوقت الذي أمر فيه خادم الحرمين الشريفين أن تتم محاسبة جميع المقصرين الذين تسبّبوا في هذه الكارثة، فإن الإعلام ذراع هام وساعد أمين لكشف المزيد من الحقائق والمعلومات المتعلقة بأسباب هذه الكارثة، سواء من موقع الحدث أو من منطلق المعلومات التي يتحصّل عليها، إنطلاقاً من تحمله لمسؤولياته بعيداً عن وصاية أحد.
كما تتركز أهميّة وسائل الإعلام التي تتابع أولاً بأوّل جهود الإنقاذ والتطوع والمساعدة، في كونها الآن رافداً أساسيّاً لكشف ضعف جهود مواجهة الكوارث، وعجز الجهات التنظيمية والإغاثية عن تأدية دورها، كما أنها تعمل على نقل واقعيّ صادق وأمين لما يحدث على أرض الواقع والميدان بمنتهى الشفافيّة أمام أعلى مسؤول في الحكومة وهو خادم الحرمين الشريفين، إلى أصغر قارئ يودّ معرفة الحقيقة المجرّدة بعيداً عن تدليسات المسؤولين.
إنّ (عناوين) تؤكّد أنّها تعتبر موقف هذا الأمير فرديّاً لا ينمّ عن روح الأمانة والمسؤولية التي أكد عليها خادم الحرمين الشريفين في أمره الأخير، كما تؤكّد أنها ستقوم بتأدية عملها بالوجه الذي يرضي الله أولاً، ثم أخلاقيات المهنة الصحفيّة، وتؤكّد أن تواجدها في عين الحدث هو من صميم مسؤولياتها وعملها، كما أن تواجد المتطوعين في الموقع هو من صميم اللحمة الاجتماعية المسؤولة التي لا ينبغي فيها أن يأمر أحدٌ أحدا.