[align=justify]
مصلون «يموتون» داخل «مسجد» غرقاً
حملت كارثة الأربعاء الماضي في جدة كثيراً من القصص المأسوية التي لن تبرح مخيلة الأهالي سريعاً، وعلى رغم مضي أسبوع عليها إلا أن إفرازاتها السلبية لا تزال تعتمل في أذهان ونفوس سكان المحافظة.
فيوم أمس جلس عدد من أهالي قويزة يتذكرون بحسرة وألم حادثة وفاة أربعة من أبناء حيهم غرقاً في المسجد بعد فراغهم من أداء صلاة الظهر، وروى شاهد عيان أن الأربعة المصلين حاولوا تجاوز المياه التي غمرت الجامع وبدأ يرتفع منسوبها شيئاً فشيئاً، ولم يفلحوا، فيما لم يجد بقية المصلين في المسجد سوى الابتهال إلى الله بالدعاء ليكشف عنهم الغمة ويخلصهم من الموت الذي كان يقترب منهم رويداً رويداً.
وبعدما نجى الله البقية وفتحت أبواب المسجد تدفقت السيول إليه، محدثة أضراراً كبيرة داخله. والتقت مصادر صحفية أحد الحاضرين فروى المأساة كما شاهدها قائلاً: «حاول أحد المصلين الأربعة أن يخرج من الباب الغربي للمسجد، غير آبه بمناشدة إمام الجامع له بعدم الخروج، إلا أن المصلي كان يسير نحو قدره، في ظل تدفق المياه بغزارة والتي غمرت المسجد وغطته تماماً، إذ وصل ارتفاع المياه إلى أكثر من ثلاثة أمتار».
وذكر بحسرة أن انتشال جثث المصلين الأربعة جرى بعد محاولات عدة لمجموعة من المواطنين، «إذ لم نستطع اللحاق بهم على قيد الحياة».
وقال أبو يوسف أحد سكان الحي إنه سمع «الدعاء» الذي أطلقه عدد من المساجد اثناء تدفق السيول، لاسيما وأنها جاءت مصادفة لصلاة الظهر، حيث استغاث المصلون داخل المساجد بالدعاء للتخفيف عليهم.
وتأتي هذه الوفيات الأربع داخل المسجد استكمالاً لعدد من الجثث التي عثر عليها في حي «قويزة» سواء في الشوارع أو في المساجد الأخرى التي غمرتها المياه، خصوصاً وأنها كانت في وقت تقام فيه صلاة الظهر الأمر الذي أسهم في حدوث هذه الوفيات.
[/align]