الكتابة كـ ممارسة إبداعية عند الكاتب الجاد ستختلف كثيراً عما هي لدى غيره ممن امتهنوا الكتابة كـ نوع من التسلية والمرح والفضفضة .. فـ فعل الكتابة الحقة ليس لإشباع حاجات الكاتب في الكتابة بـ إيقاعات ساذجة , و تكبير لـ بقعة الضوء حول اسمه 0
وإنما إراقة لـ عملية إبداع تجعل القارئ يتواصل مع كاتبهِ فكراً وثقافة ومعرفةً , في رحلة إبداع ممتعة 0 فالكتاب المبدعون هم من يحملون هماً على الدوام و يسعىون بكل اقتدار لإبتكار المفردات الأكثر تأثيراً محاولين أن يقدموا العزف الخاص بهم ، فلا يتملقون الآخرين ولا يستميلون عاطفتهم بزخرف الكلام العاري من الصحة ، الكاتب المبدع يعزف لقرائه أسباب الجمال ومضان الفضيلة وطهر النفس ،.
فـ الكتابة الجادة رحلة ممتعة تبحر فيها مراكب الإبداع رديفة للحق والفضيلة نحو مرافئ الطهر حيث اكتشاف الحقيقة .
إنها رحلة شاقة بطبيعة الحال تمتنع على غير المبدعين ،ولكن لذة الوصول للحقيقة وفرحة الاكتشاف تغري الكاتب الجاد بالمغامرة ، فيقدم قرابين الوفاء ، وعرابين المودة للكلمة الصادقة المؤثرة ، وللمفردة المضيئة الفاعلة . ليصل إلى فكر قارئه قبل استثارة عاطفته 0
والســؤال : لماذا تكتب ؟ ولـ من تكتب ؟