ذر الدموع نحيبً وابك من أسف ِ على فراق ليالٍ ذات أنوار ِ
على ليالِ شهر الصوم ما جُعلت إلا لتمحيص آثامٍ وأوزارِ
هذا رمضان قد ترّجل معلناً قرب الرحيل ..
وها نحن اليوم نودع هذا الشهر بأيامه الفاضلة .. ولياليه العامرة ..
وقد فاز فيه من فاز بالرحمة والمغفرة .. وخسر فيه من خسر بالتفريط والإضاعة..
مضى رمضان ..
ثم ماذا ؟
كيف سيكون حالنا ؟
هل سنرجع كما كنا من معايشة الغفلة والضياع وطول الأمل ؟
هل سنرجع بمقارفة الذنوب والخطايا .. وكأن رمضان صفحة طويت من حياتنا .. وانتهى ؟
أخي .. أختي ..
إن أفزعتك دورة الأيام .. وأهمك أمر الآخرة .. وأردت أن تعمل فلا تقصر..
فاقصد باب التوبة .. واطرق جادة العودة ..
وقــل :
لعله آخر رمضان في حياتي ..
لعلي لا أعيش سوى هذا العام ..
لا تستكثر عليك هذا التصور ..
نعم ..
فصفحات الأيام تطوى ..
وساعات الزمان تنقضي ..
بالأمس القريب استقبلناه ..
واليوم نودعه ..
قبل أيام أهل علينا هلاله ..
واليوم تصرمت أيامه ..
فرمضان قد عزم على الرحيل .. ولم يبق منه إلا القليل .. فقبل أن تشيعوا ضيفكم الميمون ..
عودوا إلى أنفسكم وتأملوا ماذا قدمتم بين يديه ؟
وما هي الأعمال التي سيرحل بها رمضان عنا ؟
هل سنكون من المرحومين المغفور لهم المعتقوين من النار ؟
أم يكون نصيبنا الظمأ والجوع ورد العمل وحرمان القبول ؟
تساؤلات متعددة ..لا يجيب عليها غير عملك ..
فاغتنم رمضان تغنم ..
أخي .. أختي ..
ما هي إلا أيام .. وتُعلن النهاية .. ومعها ستعلن النتيجة ..
فمن أحسن فيه فعليه بالتمام ..
ومن كان فرّط فليختمه بالحسنى .. فالعمل بالختام ..
فيا شهر رمضان ترفقّ ..
دموع المحبين تدفقّ ..
قلوبهم من ألم الفراق تشققّ ..
عسى أسير الأوزار يُطلق ..
وعسى من استوجب النار يُعتق..
// عســآنا بــركب المقبـولين //
عسانا نلحق بركب النجاة وعسانا نُعتق من النيران .... الله يبلغنا ليلة القدر
ويجعلنا فيها من المقبولين الفائزين... ومن عتقاااااائه من النار...